دلول: الحكم في لبنان مستقيل من مسؤولياته والدائرة الواحدة مشروع اغتيال لتكتلات كبيرة

توقع قبول الطعن في نيابة غبريال المر وإجراء انتخابات فرعية جديدة في المتن

TT

وصف النائب اللبناني محسن دلول طرح اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة بأنه «مشروع قهر وخطأ فادح يشكل اغتيالاً لمرجعيات وتكتلات كبيرة» مؤكداً «ان الحكم في لبنان مستقيل من مسؤولياته، وان المعارضة جموحة» مبدياً اسفه «لتحول بعض الوزراء الى كتبة تقارير لدى الاجهزة».

ودعا النائب دلول في حديث الى اذاعة «صوت لبنان» امس الى ضرورة «تأمين استقرار سياسي من خلال برنامج يؤمن استمرار التطوير في مؤسسات الدولة، ويحوّل شعار دولة المؤسسات الى واقع». موضحاً ان هذه الافكار سبق ان اثارها مع رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري منذ اقل من سنة.

وتطرق دلول الى ما تضمنه بيان المطارنة الموارنة وبيان المجلس الشرعي الاسلامي الاخيرين فاعتبر «ان ما نشهده هو نتيجة فقدان رجال الدولة في البلد. حالياً هناك فراغ سياسي استطاع رجال الدين النفاذ لتعبئته». ورداً على سؤال قال: «سورية تقرأ الوضع الاقليمي بدقة اكثر بكثير مما يقرأه المسؤولون اللبنانيون والمعارضون والسياسيون. هناك وضع دقيق في المنطقة و(الرئيس الاميركي) جورج بوش يريد ضرب العراق والبقاء فيه وهذه مسألة كبيرة يعي السوريون خطورتها. ونحن كلبنانيين لا ننظر الى الاخطار الخارجية بل الى مصالحنا الضيقة. ومع ذلك فهناك وجود للمعتدلين لكن يجب ان يتحركوا هم ايضاً».

وسأل اللبنانيين المتطرفين في كل اتجاه «ماذا قدم السوري للبنان؟ فلولا السوري لكان لبنان يعيش مرحلة اضطراب وتناقض لا مثيل لها. ولو لم يصالح السوري المسؤولين اللبنانيين لكان الضرب السياسي متواصل داخلياً ولما استمرت الحكومة ساعة واحدة. ولا مرة استدعي احد المسؤولين اللبنانيين الى سورية او عنجر (مقر رئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان) بل هم يطلبون الصعود».

وعن مستقبل الحوار اللبناني ـ اللبناني اوضح دلول «ان الحوار سيكون فاعلاً بعد انتخابات المتن الفرعية المقبلة لان الطعن سيقبل ولكنه في الظرف الحالي سيضبط التوترات». اما بشأن علاقته مع النائب ميشال المر فقال: «هو اوحى في السابق انني عملت ضده في انتخابات المتن. وكان جوابي الوحيد انني اريد قبول الطعن لاعمل هذه المرة ضده بالنظر الى صداقاتي مع بعض الناخبين. مع العلم انني اقترحت تشكيل لجنة من الهراوي والحريري ومني لحل خلاف الشقيقين ميشال المر وغبريال المر. ومن الضروري تشكيل هذه اللجنة ليرتاح البلد».

اضاف: «نحن امام معارضة جموحة. فالعماد ميشال عون مستعد للاستقواء بالشيطان في سبيل اهدافه. الحكم غير مسؤول ويستقيل من مسؤولياته مما جعل الوطن في اجازة من العمل والمبادرات والتصرف. الحوار هو مشروع دولة وحكم ولا تقوم به مرجعيات»، مؤكداً «ان لبنان في خطر وعلينا ان نبحث في ما نفعل. وهذا الخط ينسحب على كل المنطقة لان الاميركي لا يرى امامه سوى مصلحة اسرائيل ويتجاهل كل مصالح العرب».

ورداً على سؤال قال: «انا لا اخاف من الزوبعات الحاصلة لانها دليل عافية بل اخاف فقط على البلد من فريق يتصهين ويضع نفسه في خدمة العدو وهو موجود خارج البلد. عندما نرى لبنانيين ينسقون مع المنظمات الصهيونية لتقديم شهادات كاذبة في الكونغرس الاميركي ضد لبنان وسورية فهذا هو الخوف. ولماذا كانت سفارتنا في واشنطن غائبة عن هذه المواقف الى مواقف الذين دافعوا عن لبنان. ان عدم التصدي لهؤلاء من فريق كبير من اللبنانيين اعطاهم غطاء. وكان يجب التصدي لهؤلاء من لقاء قرنة شهوان».

وعن طرح الدائرة الانتخابية الواحدة وانشاء مجلس الشيوخ، قال: «كل التوتر الحاصل في لبنان من اجل مشكلة عائلة. لبنان دائرة واحدة هو مشروع قهر وخطأ فادح وهو يشكل اغتيالاً لفرقاء كثيرين ومرجعيات وتكتلات بشرية انسانية كبيرة وهذا امر لا نمشي فيه. هذا المشروع يدمر لبنان ونحن ضده». ودعا دلول «الى اعتماد لبنان تسع دوائر انتخابية. اما مجلس الشيوخ فيجب النظر في صلاحياته ودراسته بعناية. واذا كان المقصود به ارضاء وليد جنبلاط فلم ارَ انه متحمس له».

وطرح دلول فكرة تجديد ولاية رئيس الجمهورية مرة واحدة بعد الاتفاق على عدد سنواتها سواء كانت اربع او خمس سنوات، مع امكان ان ينتخب الشعب الرئيس مباشرة، وقال: «انا صاحب قناعة ان هذا الدستور غير منزل ووجد لخدمة الناس والشعب وليس العكس ويجب ان تكون عندنا مجموعة من الدكاترة في التشريع وعلماء الاجتماع والاقتصاد تناقش باستمرار الثغرات الحاصلة في السلوك والممارسة لبحثها مع المجلس النيابي ورئاسة الجمهورية والسلطة التنفيذية، وعند الضرورة يعدل الدستور ليصبح خاضعاً لعملية التطوير»، لافتاً إلى «ان الواقع في لبنان اليوم هو حكم مستقيل من مسؤولياته ومعارضة جموحة ما ادى الى حصول خلل يحتاج الى اعادة ضبط توازنه».

وانتقد دلول الاعلام اللبناني الذي تحول «الى عون للحاكم على المحكوم وفي خدمة القوى النافذة بدل ان يكون عوناً للمحكوم على الحاكم» لكنه اعلن معارضته «معاقبة الاعلام» واصفاً ما حصل اخيراً (اقفال محطة ام. تي. في) بـ «المسألة الكيدية». وعن استمرار اقفال محطة «ام. تي. في» توقع ان تعاود البث بعد انتخابات المتن.