«لقاء قرنة شهوان» يشكل خلال أيام الهيئة الداعية لمؤتمر مسيحي لبناني وعربي يعقد في بيروت

TT

تزمع قوى سياسية مسيحية التحضير لمؤتمر مسيحي لبناني وعربي يعقد في بيروت مطلع السنة المقبلة وعلى الارجح في يناير (كانون الثاني). وقد بدأت التحضيرات لهذا المؤتمر مباشرة بعد انتهاء مؤتمر لوس انجليس. ويتولاها اعضاء من «لقاء قرنة شهوان» ومجموعات سياسية اخرى.

واهمية هذا المؤتمر انه يشمل المسيحيين العرب الذين تم الاتصال بكثيرين منهم في ابرز الدول العربية التي تضم مسيحيين، وهي سورية ومصر والعراق والاردن والسودان وفلسطين، اضافة الى لبنان.

وقد طرح المنظمون فكرة عقد المؤتمر على البطريرك الماروني نصر الله صفير الذي لم يبد ممانعة. وقال احد منظمي المؤتمر عضو «لقاء قرنة شهوان» سمير فرنجية لـ «الشرق الأوسط» : «ان الاتصالات لعقد المؤتمر تجري بشكل جيد وشامل مع هيئات اغترابية تتعاطى مسائل الحوار. والدعوة مفتوحة لشخصيات سياسية وفكرية مستقلة». واضاف: «ان الهدف من المؤتمر هو درس وتحديد دور المسيحي اللبناني والمسيحي العربي بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) باتجاه تبيان كيفية مواجهة الاصوليتين الاميركية والاسلامية والتصدي لنظرية صراع الحضارات القائمة على التمييز الديني والتمسك بدلاً عن ذلك بجوهر حوار الحضارات بدل تصادمها. ونريد كذلك العمل عبر المؤتمر على تجديد فكرة العروبة واعطائها مضموناً حضارياً يمكِّن العرب من الخروج من حالة رد الفعل الى حالة الفعل وامتلاك سلاح التأثير لخدمة قضاياهم».

وافاد فرنجية: «ان الميزة الرئيسية للمسيحي اللبناني والمسيحي العربي انه يمتلك دياسبورا كبيرة جداً وواسعة الانتشار، فمن اصل 3 ملايين عربي في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، هناك مليون وثمانمائة الف مسيحي. وهذا الانتشار المسيحي اللبناني والعربي قادر على التأثير في القرار السياسي للدول الموجود فيها. ونريد من خلال هذا المؤتمر ان نعمل على طريقة توجيه هذا التأثير لمصلحة لبنان والعالم العربي وعدم توجيهه باتجاه يضر بالمصالح العربية كقانون محاسبة سورية الذي حظي بدعم فريق من المغتربين اللبنانيين في الولايات المتحدة».

وعن طبيعة الاتصالات التي تجري لاتمام المؤتمر قال فرنجية: «الاتصالات بدأت خلال الصيف. وهناك تجاوب كبير مع الفكرة. والخطوة الاولى ستكون تشكيل هيئة داعية لهذا المؤتمر. وهي ستشكل خلال عشرين يوماً. وسيتبعها تحضير لاوراق العمل. وستدعى شخصيات اسلامية لكي تدلي برأيها في المؤتمر وذلك بنفس الطريقة التي اتبعها الامام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين من عقد مؤتمر اسلامي من بيروت تحت عنوان «الاسلام والمسلمون في عالم متغير». ويومها اسند الشيخ شمس الدين رئاسة ثلاث من اللجان الست المشكلة الى ثلاثة رجال دين مسيحيين». واضاف: «سنناقش اوراق المؤتمر قبل عقده ضماناً للفاعلية وللخروج بمقررات جادة ، ولنرسخ الصلات بين الانتشار العربي المسيحي والدول العربية، لاننا نريد هذا المؤتمر خطوة اساسية لاعادة الامساك بمصيرنا الداخلي كمسيحيين عرب».

اما عن دور بكركي فيقول فرنجية: «لقد وضعنا البطريرك صفير في جوهر الاتصالات القائمة. وسنقوم باتصالات مع المرجعيات الدينية الاخرى. وبالطبع سقفنا هو الارشاد الرسولي وبيانات المطارنة الموارنة وبيانات لقاء قرنة شهوان. لكننا سنتطرق الى القضايا العربية الاساسية وفي طليعتها القضية الفلسطينية وما يعانيه شعب العراق. وسنتكلم بالعمق في الحوار الاسلامي ـ المسيحي والحوار مع اوروبا والغرب ومشاكل الحداثة والتنمية والانفتاح».