المرأة الافغانية استعادت بعضا من حقوقها الأساسية بعد عام على سقوط طالبان

TT

كابل ـ أ.ف.ب: تبتسم الأفغانية بيبي زينب بفخر وهي ترى بناتها الثلاث يستمتعن بنشاطات بسيطة كالخروج من المنزل ومتابعة الدراسة والعمل والتحدث، وهي امور كانت محظورة عليهن في ظل حكم حركة طالبان. اذ منعت الحركة الاصولية النساء من الذهاب الى المدارس التي اغلقت ابوابها بأعداد كبيرة عند سيطرة طلاب الدين على العاصمة كابل في سبتمبر (أيلول) عام 1996وفرضهم تفسيرهم للشريعة الاسلامية بصرامة على الناس.

واصدرت شرطة طالبان قبل ستة اعوام مرسوما ينص على «منع النساء من الخروج من المنازل، وامتناعهن عن أي حركة من شأنها لفت انتباه الناس».

وقد يكون وصول حركة طالبان الى الحكم قد وضع حدا للحرب الاهلية بين الفصائل في العاصمة الأفغانية، لكنه شكل ايضا بداية مرحلة من البؤس والشقاء لبيبي وبناتها. وتقول: «عندما وصلت طالبان للحكم توقفت الحرب الاهلية، لكنهم خلفوا عشرات من المآسي والمشاكل الاخرى».

وتمضي تقول «كانت بناتي في المدرسة في تلك الفترة، وفجأة شعرن بفراغ كبير عندما اضطررن للبقاء في المنزل.. وخسر زوجي الموظف في محكمة كابل، عمله فبدأنا بصناعة السجاد وبخياطة ثياب في المنزل». وتضيف: «كان علينا وضع البرقع عند الخروج من المنزل لكن مع ذلك لم نكن نشعر بالطمأنينة للخروج الى السوق».

وقد تأثرت ابنتها الكبرى ناجية (26 عاما) اكثر من غيرها بهذه المأساة لأنها طردت من عمل كانت باشرته للتو اثر انتهائها من دراستها. وشكل سقوط نظام طالبان في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بداية حياة جديدة لها. فقد وجدت عملا في محكمة كابل العليا، حيث تعمل الى جانب رجال مكتفية فقط بوضع وشاح صغير على رأسها. وتعلق على ذلك بالقول: «أنا سعيدة جدا لأنني قادرة على العمل.. في ظل حكم طالبان كنا كالعصافير المحبوسة في قفص».

اما شقيقتها فروزان (22 عاما) فقد عاودت دراستها وهي سعيدة للفرصة المتاحة لها باستكمالها لكنها تشعر بمرارة كبيرة لأنها خسرت هذه السنوات الطويلة في المنزل. وتقول: «لقد خسرت ست سنوات لم افعل خلالها شيئا.. ولو بقيت طالبان في الحكم للزمت المنزل على ان يكون مستقبلي الوحيد الزواج وانجاب الاطفال من دون التمتع بأي حقوق».

وفي حين حمل سقوط نظام طالبان تحولا جذريا في حياة بعض النساء فان تغييرا بسيطا طرأ على حياة البعض الآخر. فكريمة صالح (30 عاما) وهي أم لثلاثة اطفال تقول انها سعيدة جدا لأن ابنتها مرسال البالغة السادسة من العمر ستتمكن من الدخول الى المدرسة، لكنها لا ترى أي مكتسبات ملموسة اخرى من ذلك. فهي لا تزال تضع البرقع الذي يغطيها من رأسها الى اخمص قدميها. وكان البرقع الزاميا في ايام طالبان، حتى ان مجرد ظهور جزء صغير من القدم يعرض النساء للضرب من قبل الشرطة الدينية.

وتقول: «لم تطرأ تغييرات كبيرة على حياتي منذ رحيل طالبان.. لا ازال اضع البرقع لأن الدين الاسلامي يقول ان على المرأة ان تكون مغطاة كليا، واحيانا عندما يكون الحر قاسيا نعاني من ارتداء البرقع لكن هذا ما ينص عليه الاسلام». واضافت: «الرجال في عائلتنا يقولون ان على النساء ان يكن محجبات كليا».

اما سمة سمار وزيرة شؤون المرأة في الادارة الانتقالية السابقة فتقول انه من غير الواقعي الاعتقاد ان تصرفات الرجال ستتغير بين ليلة وضحاها. لكنها ترى ان على الدولة العمل على تحسين حقوق المرأة. وتضيف سمار التي ترأس حاليا لجنة حقوق الانسان الأفغانية: «يجب ألا يغيب عن ناظرنا اننا شهدنا حربا استمرت 23 عاما تخللتها انتهاكات كبيرة لحقوق المرأة، لكن لا يمكننا تغيير ذلك في غضون ستة اشهر». وتختتم بقولها «نحتاج الى كثير من الجهود والوقت لتغيير العقلية السائدة».