ملك نيبال يقيل رئيس وزرائه ويتولى الحكم بنفسه

TT

كاتماندو ـ وكالات الأنباء: اعلن العاهل النيبالي الملك جيانيندرا انه سيشكل حكومة غير حزبية لتحل محل حكومة رئيس الوزراء شير بهادور ديوبا الذي أقيل من منصبه. وكان الملك قد أقال حكومة رئيس الوزراء يوم السبت الماضي، واعلن توليه مسؤولية جميع السلطات التنفيذية بصورة مؤقتة. واعطى الملك الاحزاب السياسية مهلة خمسة ايام لتقديم أسماء الوزراء المحتملين. وجاءت تصريحات جيانيندرا بعد يوم واحد من الطلب الذي قدمه ديوبا لارجاء الانتخابات التشريعية التي كان من المقرر اجراؤها الشهر القادم لمدة عام واحد، بسبب مخاوفه من شن المتمردين الماويين هجمات جديدة. وكان نحو خمسة آلاف شخص قد قتلوا منذ أن بدأ الماويون حركة التمرد قبل ست سنوات. وارتفع عدد القتلى بعد ان انتهك الماويون اتفاقا لوقف إطلاق النار مع الحكومة استمر لاربعة أشهر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وهذه هي المرة الأولى التي يقيل فيها الملك النيبالي حكومته منذ بدء العمل بسياسة تعدد الأحزاب في البلاد في 1990 لتحل محل النظام السياسي السابق الذي كان قائما على الملكية المطلقة وحدها. وقال ديوبا عقب اقالته انه «مندهش» من قرار الملك، وتوقع ان يثير استياء شعبيا. واضاف: «شعب نيبال يريد الديمقراطية، ولدي شعور بأنه لن يكون سعيدا بهذا القرار». وتابع ان جميع الأحزاب السياسية تساند دعوته لارجاء الانتخابات، مضيفا انه سيطلب عقد اجتماع معهم لمناقشة رد فعلهم. اما الملك فقد برر قراره بالقول: «قررنا إعفاء رئيس الوزراء شير بهادور ديوبا من منصبه لعدم قدرته على اجراء الانتخابات في موعدها المحدد سلفا، كما قمنا بحل الحكومة، وارجاء الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في 13 الشهر المقبل. كما شدد على استمرار التزامه «بالملكية الدستورية والديمقراطية القائمة على تعدد الأحزاب السياسية». واعلن انه سيشكل حكومة مؤقتة غير منتخبة من مسؤولين لن يخوضوا الانتخابات القادمة. وطلب من الأحزاب السياسية ترشيح هؤلاء الاشخاص خلال خمسة ايام، لكنه لم يحدد موعدا لتولي الحكومة المؤقتة السلطة. ويقول المراقبون ان القرار الذي اتخذه الملك جيانيندرا أصاب الأحزاب السياسية بالصدمة، لاعتقادها بأن العملية الديمقراطية بدأت تنحرف عن مسارها الصحيح، لكن الملك حث الشعب على عدم الشعور بالارتباك او القلق نتيجة لهذه الخطوة. وكان الماويون قد ادانوا في وقت سابق قرار الحكومة ارجاء الانتخابات، وقال براشاندا زعيم الحزب الشيوعي الماوي ان انعقاد البرلمان قبيل بدء المحادثات مع الحكومة كان هو الحل الامثل للخروج من الازمة الحالية. وكثف الماويون حملتهم منذ اعلان حالة الطوارئ في البلاد في 28 أغسطس (آب)، حيث قاموا بتفجير قنابل صغيرة في العاصمة كاتماندو وشنوا هجمات على مواقع أمنية نائية.

وقال الباحث السياسي اس. دي. موني في جامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي: «هذا الوضع يضع الحياة السياسية في نيبال في حالة فوضى.. المسألة لا تبدو انتزاعا للسلطة وانما في الوقت الراهن الملك بالغ القوة».

واستيقظ شعب نيبال ليقرأ في الصحف رسالة من الملك جيانيندرا لمواطني المملكة الهندوسية الوحيدة في العالم التي تقاتل حكومتها ضد ثورة شيوعية، وما زالت تعاني من اثار مذبحة في العام الماضي للأسرة المالكة من عمل ولي العهد الذي كان مدمنا للمخدرات والكحوليات.

وقالت صحيفة «هيمالايان تايمز» في اشارة الى عزل رئيس الوزراء شير بهادور ديوبا «الملك يتولى السلطة ويعزل رئيس الوزراء». وقال الملك في رسالته الى الشعب انه تولى السلطة «في الوقت الراهن» فقط، وان هذا الاجراء كان سببه «تدهور القانون والنظام».

واشادت صحيفة «هيمالايان تايمز» بقرار الملك في مقال افتتاحي وقالت: «من دواعي الشكر ان الملك فعل ما كان متوقعا منه ان يفعله، وهو الدفاع عن الدستور الامر الذي يخدم مصالح الشعب على افضل وجه».

وكانت شوارع العاصمة كاتماندو هادئة امس، ولا يوجد ما يشير الى اتخاذ أي اجراءات أمن اضافية بعد اعلان الملك الذي يعتبر تجسيدا للإله فيشنو، إله الحماية عند الهندوس. وفي وقت لاحق قال ديوبا ان عزله اجراء غير دستوري. واضاف مخاطبا انصاره خارج منزله: «أنا مندهش.. وبحسب فهمي لا يمكن للملك ان يعزلني وفقا لنص الدستور». واضاف: «كنت اريد انتخابات وقررت تأجيلها لان الجميع طلبوا مني ذلك.. ولذلك قررت تأجيل الانتخابات بموجب الدستور ووفقا لرغبات جميع الاحزاب السياسية.. ولا يمكن ازاحتي دستوريا».