لندن: حزب المحافظين يعقد المؤتمر السنوي وتحذيرات لرئيسه من منح أميركا تأييده الأعمى

TT

يعقد حزب المحافظين البريطاني المعارض مؤتمره السنوي غدا، فيما بدأت التحذيرات تنهال على زعيمه أيان دنكان سميث ليثبت زعامته خلال المؤتمر الذي يبدأ أعماله في مدينة بورتموث جنوبي بريطانيا. ونشرت مجلة «سبكتيتور» التي يرأس تحريرها بوريس جونسون، أحد اعضاء البرلمان البريطاني من حزب المحافظين، موضوعا قالت فيه ان المهلة الممنوحة لسميث قاربت على الانتهاء اذا لم يظهر أداء مقنعا في بورتموث. وقالت هيئة الاذاعة البريطانية ان وزير الخارجية السابق في حكومة المحافظين مالكولم ريفكند قال ان سميث يدمر مصداقية الحزب بما يظهره من دعم غير محدود لسياسة حزب العمال الحاكم ازاء العراق. كما قال كينيث كلارك وزير الخزانة السابق ان على سميث ألا يظهر تأييدا بدون تحفظات، كما هي عادته، لكل ما يصدر عن واشنطن. وتزامنت هذه التحذيرات مع احدث استطلاع رأي اجرته صحيفة «الديلي تلغراف» المحافظة اشار الى ان سميث يأتي في مرتبة تالية لزعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي تشارلز كنيدي من حيث شعبية من يشغل منصب رئيس الوزراء بعد توني بلير. وحصل سميث على 11 في المائة من اصوات من شملهم الاستطلاع، مقارنة بتسعة عشر في المائة حصل عليها كنيدي. وبالطبع كان بلير هو الاكثر شعبية حيث حصل على 36 في المائة. و اشار الاستطلاع الى ان حزب العمال لايزال يتقدم استطلاعات الرأي بنسبة 41 في المائة يليه المحافظون 28 في المائة فالأحرار الديمقراطيون 21 في المائة. الا ان مصادر بحزب المحافظين قالت ان الاستطلاع الاخير لا يتسق مع ما اظهرته الابحاث التي نشرت نتائجها اخيرا، والتي اشارت الى ان الفجوة بين المحافظين والعمال آخذة في التضاؤل. وكان استطلاع للرأي، نشرت صحيفة «الغارديان» نتائجه الشهرالماضي، قد اشار الى ان الفجوة بين حزب العمال الحاكم وحزب المحافظين تضاءلت الى 5 في المائة فقط. وفي مقاله الذي نشرته «سبكتيتور» قال ريفكند ان حزب المحافظين أصبح فاشلا في اداء مهامه الدستورية، اذ ان المعارضة التي لا تظهر أي انتقادات للحكومة في قضية حيوية كقضية العراق، لن تكون لها مصداقية كحكومة بديلة يمكن انتخابها. وبدوره قال كينيث كلارك الذي كان يحظى بدعم ريفكند لزعامة حزب المحافظين العام الماضي بأنه لا ينبغي على المحافظين ان يظهروا وكأنهم يقفون وراء الرئيس الأميركي جورج بوش بحماسة اكبر مما يبديها توني بلير نفسه. واعرب كلارك عن اعتقاده ان معظم اعضاء حزب المحافظين مقتنعون بان السياسة الخارجية لا تعني التبعية للولايات المتحدة. واضاف ان مشكلة الحزب ليست في انه يتحرك بشكل سيئ وانما انه لا يتحرك على الاطلاق، مشيرا الى ان هناك حاجة لسياسات وافكار جديدة. وانتقد كلارك التركيز الحالي للحزب على الفقراء والضعفاء، قائلا انهما قضيتان مهمتان، ولكن هناك قضايا اخرى هامة كالرعاية الصحية والمواصلات والسياسة الخارجية والاقتصاد. الا انه اشار الى انجاز وحيد نجح زعيم المحافظين في تحقيقه وهو إسكات الاصوات التي كانت تعارض موقف الحزب من رفض الاندماج مع أوروبا. من جانب آخر، انتقد الوزير السابق بحزب المحافظين ستيف نوريس ما وصفه بمحاولات دنكان سميث المشوشة لتحديث الحزب. واعرب نوريس عن عدم ثقته بمدى فهم سميث ومعاونيه لمفهوم التحديث. وقال ان زعيم حزب المحافظين يخطئ عندما يحاول ان يقدم الحزب على انه حزب الفقراء والمحرومين والمهمشين. الجدير بالذكر ان نوريس نفسه سيطلب خلال احدى الجلسات التي ستعقد على هامش المؤتمر الغاء فقرة قانونية تمنع الترويج للمثلية الجنسية.