الرئيس المصري: أي ضربة عسكرية ضد العراق ستمتد تأثيراتها إلى الدول المتاخمة

قال: علاقة مصر بأميركا أكبر من المساعدات أو محاولات الوقيعة

TT

أكد الرئيس المصري حسني مبارك ان توجيه أي ضربة عسكرية للعراق «لن تقتصر اثارها وتداعياتها على العراق وحده بل ستمتد الى عدد من الدول المتاخمة»، ولم يستبعد ان يؤدي غزو العراق الى قيام «حرب أهلية واقليمية طاحنة». وقال ان «ضرب العراق لا يمكن ان يحقق أى نتيجة ايجابية ملموسة، بل سيؤدي لمشكلات عديدة داخل العراق نفسه وليس من المستبعد ان يؤدي الى قيام حرب اهلية واقليمية طاحنة». ووصف الرئيس مبارك الموقف الراهن حول العراق بالغموض، واعرب عن امله في ألا يصل لنقطة الانفجار والحرب. وقال «انني اثق في قدرة الرئيس الأميركي على تقييم الامور موضوعيا». واشاد مبارك في حديث تنشره اليوم صحيفة «القوات المسلحة» المصرية، بالعلاقات المصرية ـ الأميركية وقال ان «علاقتنا بأميركا اكبر من المساعدات ومحاولات الوقيعة»، مشيرا الى ان «المساعدات ليست هي جوهر واساس علاقتنا بالولايات المتحدة او أي دولة اخرى لأن هناك مصالح واهدافا مشتركة تحكم تلك العلاقات».

واكد مبارك حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة والعيش في أمن وسلام بعيدا عن القمع والتهديد المستمر باستخدام القوة، وقال ان «السلام يجب ان يكون شاملا وعادلا يضم كل الاطراف ويغطي كل القضايا ويستند الى الشرعية الدولية». واوضح الرئيس مبارك ان اسرائيل تسعى لفرض حرب جديدة في المنطقة، لكنه اشار الى ان «لا أحد يستطيع ان يفرض علينا حربا لا نريدها ولا تحقق مصالحنا واهدافنا القومية». وقال ان «تمسكنا بالسلام العادل والشامل لا يعني تخوفنا من الحرب». وابان ان القوات المصرية قادرة على حماية وصيانة السلام ومواجهة أي تهديد. واوضح ان «مصر عندما اختارت السلام كخيار استراتيجي كانت تدرك جيدا ان عليها ان تحتفظ بقوات مسلحة قوية قادرة على حماية الاستقرار والتنمية وصيانة السلام».

واشار الرئيس المصري الى ان ساسة اسرائيل يتحدثون عن جيش مصر بشكل مغرض. وقال انهم اقاموا مركزا للابحاث والدراسات يسيطر عليه اليمين المتطرف مهمته الاساسية هي اعداد تقارير ودراسات مغلوطة ومغرضة عن الجيش المصري، والتحذير من تنامي قوة مصر. وان هذا المركز اصبح يفبرك التقارير التي تهدف الى تشويه الحقائق وقلب الاوضاع.

وقال مبارك «اقول للاسرائيليين ورئيس الحكومة آن الاوان لكي تكفوا عن تلك المحاولات لأنها لعبة خطيرة تؤثر على الرأي العام عندكم قبل لن تؤثر علينا وتسيء الى مستقبل العلاقات بين الشعوب التى عانت وما زالت تعاني من سياسات الحرب والعنف والتوتر».

وقال مبارك ان بلاده حددت مهمة قواتها المسلحة في تأمين حدود الدولة واجوائها ومياهها الاقليمية ضد أي اعمال عدائية برا وبحرا وجوا في جميع الاوقات وتحت مختلف الظروف والحفاظ على مقدرات ومنجزات الشعب وصيانة السلام. وقال ان «احتفاظنا بقوات مسلحة عصرية قوية وقادرة يؤكد تمسكنا بالسلام، واننا مستمرون في تطوير وتحديث قواتنا المسلحة لتظل قادرة وقوية على حماية السلام ولن نقبل ابدا ان تتخلف تلك القوة عن الآخرين». ووصف الرئيس مبارك المرحلة التي يمر بها العالم الآن بأنها «تتسم بالقلق والتوتر لكنها مرحلة انتقال وتحول وهي لا تعني بالضرورة نظاما ووضعا دوليا جديدا وخرائط حديثة للمناطق والدول تختلف كثيرا عن الوضع الحالي الذي ترسخت قواعده». وقال الرئيس مبارك ان «على الجميع ان يدرك جيدا ان مصر لديها من الامكانيات والقدرات ما يؤهلها للاستمرار في دورها المحوري اقليميا ودوليا».