إيران لا تزال تنتظر حصتها في أفغانستان بعد عام من طرد الأميركيين لطالبان

TT

طهران ـ أ.ف.ب: بعد مرور عام على الضربات الاميركية ضد حركة طالبان في افغانستان، وطردها من السلطة، لا تزال ايران تنتظر الحصول على الحصة التي تعتقد انها تستحقها مقابل مساهمتها في الوصول الى التسوية في افغانستان. ففي 20 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2001، وبعد ثمانية ايام على سقوط كابل، كانت ايران اول دولة تعيد فتح سفارتها في افغانستان، وكذلك حدودها مع هذا البلد، وكانت تعتبر احد كبار المنتصرين في حرب النفوذ الجارية في المنطقة.

وبعد عام على هذه الحرب، وجدت ايران نفسها في «محور الشر» الذي اعلنه الرئيس الاميركي جورج بوش في 29 يناير (كانون الثاني) الماضي، وهي تتساءل ما اذا كان «دورها سيأتي بعد العراق» حسب ما ذكر دبلوماسيون غربيون. وما يزيد من ثقل هموم ايران انه، اضافة الى التهديد بالهجوم على الجار العراقي و«تطويقها» بشكل او بآخر، هناك مشكلة مليوني لاجئ افغاني لا يزالون في اراضيها، وحميد كرزاي ليس الرئيس الذي كانت تتمنى وصوله للسلطة، فافغانستان هي مسرح منافسة اقتصادية شرسة بين الاميركيين والايرانيين.

في نوفمبر الماضي، كانت ايران تعتبر نفسها مرتاحة. بالتأكيد، بعد ادانتها لهجمات 11 سبتمبر (ايلول)، ولكنها نددت بالعمليات الانتقامية الاميركية، معربة عن قلقها من «كارثة انسانية» قد يلحقها الاميركيون بشعب «بريء وأعزل»، ومرتبط الى حد كبير ثقافيا بالشعب الايراني. في الواقع، وبعد 48 ساعة على بدء الضربات، تدفق 20 الف لاجئ الى حدودها.

ولكن في نهاية الامر، فان حركة طالبان التي كانت طهران تندد دائما بتعصبها، قد سقطت وايران لم تكن بعيدة عن هذا السقوط. ذلك ان تحالف الشمال، الذي يتلقى السلاح من ايران، هو الذي حقق الانتصار، وعلى رأسه الرئيس المخلوع برهان الدين رباني، الوحيد الذي كانت السلطات الايرانية تعترف بشرعيته بخلاف اسلام اباد. وكانت ايران تطالب بأن يتولى تحالف الشمال ورباني السلطة بشكل انتقالي حتى تشكيل حكومة موسعة، تضم تيارات اخرى، بينها مقربون من الملك ظاهر شاه (بالرغم من التحفظات الايرانية).

وكانت ايران في حينه محاورا يحسب له حساب، وتقيم علاقات وثيقة مع الاوروبيين. وقد توجه وزير الخارجية البريطاني جاك سترو مرتين الى ايران خلال بضعة اسابيع. في ايران اثارت اصوات بعض الاصلاحيين المطالبة باقامة «حوار مباشر» مع الولايات المتحدة، بعد اكثر من 20 عاما من «الصمت»، غضب مرشد الجمهورية آية الله خامنئي الذي تحدث عن «خيانة».

ولم تنف ايران، التي اغلقت مجالها الجوي، ان تكون قد تعهدت لواشنطن بتقديم المساعدة للطيارين الذين قد يتم اسقاط طائراتهم. وقال احد الدبلوماسيين في مؤتمر الفصائل الافغانية في بون: «بدا الايرانيون متعاونين الى اقصى حد، وهو الشيء الذي لم يكن بالامكان تصوره من قبل». وقد وافقت ايران على مضض على قبول تعيين كرزاي على رأس النظام الافغاني.

واضاف ان الايرانيين، وبعد ان بذلوا الكثير من الجهود «شعروا بأنهم تعرضوا للخيانة في خطاب بوش» في 29 يناير. ولم يكفوا منذ ذلك الوقت عن رفض الاتهامات التي وجهت اليهم عن ايوائهم عناصر من تنظيم «القاعدة» وطلبوا من الولايات المتحدة تقديم «ادلة». ومجرد الحديث حاليا عن استئناف الحوار مع الولايات المتحدة قد يعرض صاحبه للعقاب. وتتحدث ايران بقلق عن هجوم جديد على العراق هذه المرة. وكما فعلت قبل السابع من اكتوبر (تشرين الاول) عام 2001، فهي تعارض اي عمل «احادي الجانب» من قبل الاميركيين. واوضحت انه في حالة شن الهجوم فهي «ستلتزم الحياد النشط»