الشرطة الفلسطينية تعتقل أحد أفراد عائلة عقل المتهمة بقتل العميد أبو لحية

TT

شنّت الشرطة الفسطينية صباح امس حملة تفتيش واسعة النطاق في شوارع غزة ومخيم النصيرات في اطار محاولاتها لاعتقال عماد عقل احد كوادر عز الدين القسام الذي اعلن مسؤوليته عن قتل عميد الشرطة راجح ابو لحية في عملية ثأرية لمقتل شقيقه يوسف في مظاهرة ضد الحرب الاميركية في افغانستان قبل عام.

وتنصب الشرطة والاجهزة الامنية الاخرى حواجز على الطرق والشوارع الرئيسية في غزة والنصيرات حيث تعيش اسرة عقل وتقوم بتفتيش السيارات المارة بحثا عن عماد المطلوب ايضا منذ سنوات لقوات الاحتلال الاسرائيلي، واعتقلت المدرس زياد عقل (32 عاما) وهو من انصار حركة «حماس».

وتزامنت هذه الحملة مع تواصل الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني في القطاع والتي اسفرت امس عن اصابة ما لا يقل عن 8 فلسطينيين نصفهم اطفال في مدينة خان يونس جنوب القطاع. كذلك تزامنت مع بيان صادر عن حركة فتح في مدينة غزة اتسم بلهجته المتشددة والتصعيدية ضد حركة حماس.

واستغربت فتح «موقف الاخوة فى حركة حماس». وطالبتهم «بادانة هذه الجريمة البشعة (مقتل العميد ابو لحية) بشكل واضح وصريح»، وبرفع «الغطاء السياسي والتنظيمي عن القتلة وتسليمهم للسلطة الوطنية الفلسطينية لتقديمهم الى المحاكمة». وهددت «بالقصاص» اذا ما تعرض اى عضو من اعضائها لاذى. وطالب البيان حركة حماس بـ«عدم توفير الحماية والغطاء التنظيمي والسياسي لقتلة» وتنفي حركة حماس اي علاقة لها بالحادث مؤكدة ان لا علاقة لها بالامر. وقال عبد العزيز الرنتيسي احد قادة حماس لـ«الشرق الأوسط» غير مرة ان العملية ثأرية واعلن عماد عقل ذلك في بيان قال فيه ان لا علاقة بأي طرف في هذه العملية الثأرية وانه هو المسؤول شخصيا عن قتل ابو لحية الذي تتهمه عائلة عقل بقتل ابنها واثنين اخرين في 8 اكتوبر (تشرين الاول) عام .2001 وكانت عائلة عقل قد رفضت في العام الماضي تقبل التعازي في ابنها قبل الاخذ بثأره.

وتحمل حماس السلطة الفلسطينية مسؤولية مقتل ابو لحية وذلك لعدم تقديمه للعدالة لقتله 3 فلسطينيين في تلك المظاهرة. وتضيف حماس «لو ان القانون اخذ مجراه في هذه القضية لم اضطر عماد عقل ولا غيره من اخذ القانون بايديهم».

وكانت مواجهات قد وقعت بين الشرطة الفلسطينية والجماهير التي خرجت الى الشوارع لمنعها من اعتقال نشطاء في حماس بعد عملية مقتل ابو لحية، واسفرت المواجهات عن مقتل 4 من نشطاء حماس وجرح العشرات من بينهم محمد فخري حجازي.

ورفضت عائلة حجازي تقبل العزاء في ابنها الذي قتل يوم الاثنين الماضي على ايدي الشرطة وطالبت السلطة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات «بالكشف عن هؤلاء القتلة والقصاص منهم درءاً للفتنة وحقناً لدماء شعبنا». وقالت الاسرة في بيان لها «في الوقت الذي تشتد فيه الهجمة الصهيونية على أبناء شعبنا، وفي الوقت الذي يتوجّب فيه على الجميع الوحدة ورص الصفوف لمواجهة اعتداءات الاحتلال، تقوم فئة من الخونة الملطخة أيديها بدماء الشرفاء والمناضلين باغتيال ابننا الشهيد محمد فخري حجازي دون وجه حق وبدم بارد».

الى ذلك أصيب صباح امس 9 فلسطينيين بجروح مختلفة في سوق الأربعاء وسط مدينة خان يونس، برصاص جنود الاحتلال الاسرائيلي المرابطين في البرج العسكري المتنقل الذي يزيد ارتفاعه عن 30 متراً داخل مستوطنة نفي ديكاليم.

ونقل المركز الفلسطيني للاعلام عن مصادر طبية فلسطينية في مستشفى ناصرفي المنطقة، قولها ان من بين الإصابات 4 أطفال هم أنس غسان النجار (8 أعوام) واصيب بعيار ناري في القدم اليمنى ورامز أسامة عبيد (5 اعوام) واصيب بشظايا في الوجه، وفداء محمد زعرب (5 اعوام) واصيب بعيار ناري في الحوض، وأحمد خميس كلاب (15 عاما) واصيب بعيار ناري في القدم داخل مدرسته التي تبعد عن المستوطنة 600 متر كما أصيب كامل حافظ صادق (55 عاما) بعيار ناري في الحوض وهو داخل مقصف مدرسة خان يونس الابتدائية للبنين التي تبعد عن المستوطنة 700 متر. وفرضت قوات الاحتلال صباح امس حظر التجول على منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، وذكر مواطنون من المنطقة أن قوات الاحتلال هدّدت بإطلاق النار على كل من يحاول الخروج من منزله، مؤكدين على أن هذه الإجراءات التعسفية تمارس بشكلٍ متواصل منذ بداية الانتفاضة، حيث يقوم جنود الاحتلال بالتعرض للمواطنين ومنعهم من الوصول إلى مزارعهم و ممارسة أعمالهم، بالإضافة إلى قطع التواصل بينهم وبين ذويهم. لكن قوات الاحتلال رفعت حظر التجول عن مدينة نابلس بالكامل وذلك لاول مرة منذ بضعة اشهر، اذ كانت ترفع حظر التجول لساعات فقط عن مناطق في المدينة وليس كلها.