3 اعتبارات أساسية وراء تردد واشنطن في دعم مساعي تشكيل حكومة منفى عراقية

TT

تقاوم الإدارة الأميركية دعوات متكررة من عراقيين في المنفى ومن أنصارهم الأميركيين لتشكيل حكومة مؤقتة قادرة على ملء الفراغ في السلطة في بغداد في حال إسقاط القوات الأميركية حكم الرئيس صدام حسين. وقال زلماي خليل زاد، الخبير البارز في شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الاميركي أثناء مؤتمر نظمه «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» في عطلة نهاية الأسبوع الماضي «قد يكون من الأفضل الانتظار». وأضاف خليل زاد أن الولايات المتحدة «لا تمتلك صيغة تعرّف المرحلة التي تعقب مباشرة الحرب مع العراق».

وخليل زاد الذي أشرف على عملية انتقال أفغانستان من حكومة طالبان، هو أكبر مسؤول في الإدارة الأميركية يبادر إلى التعليق علنا على الطريقة التي تفكر بها الإدارة الأميركية حول الوضع السياسي الذي سيظهر بعد اطاحة صدام حسين مباشرة. وتوحي ملاحظاته بأنه لا توجد هناك خطة أميركية في هذا الشأن على الرغم من أن غزو العراق قد يحدث قبل نهاية هذه السنة. وتقول رند رحيم العراقية التي ترأس «مؤسسة العراق» (عراق فاونديشن)، وهي هيئة تعنى بتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في العراق، ان «الدلائل تبعث على التشاؤم». والعنصر الأساسي في تفكير إدارة الرئيس جورج بوش هو أن التغيير في النظام العراقي سيؤدي الى بديل ديمقراطي، بل ان الرئيس الأميركي قال في اكثر من مناسبة أنه يتمنى تحقيق «الحرية للشعب العراقي». وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد نظمت خلال الأشهر الماضية مجموعات عمل حول قضايا تتعلق بفترة ما بعد صدام حسين، وهذا يتضمن النظام القضائي الجديد والنقاش حول «المبادئ الديمقراطية». لكن المنتقدين قالوا إن المشروع لم يغط مساحة كافية من القضايا المهمة ويفتقد الهيكلية التي تساعد على تنفيذ التوصيات. وبهذا الصدد، قال دانييل بليتكا، نائب رئيس دراسات السياسة الدفاعية والخارجية في «معهد المشروع الأميركي»: «المشكلة ليست ان الناس لم يدرسوا هذه القضايا بل تكمن في انه ليس هناك أي شخص في القمة مخول اية صلاحية». لكن مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية الأميركية قال إن إدارة بوش مهتمة بهذه القضية وحققت قدرا من التقدم حينما تمكنت من جلب عراقيين في المنفى لمناقشة مستقبل بلدهم.

ويعكس عدم رغبة الإدارة الأميركية في السعي لتشكيل حكومة تخلف النظام الحالي في بغداد عدة عوامل: اولا: يأمل المسؤولون الأميركيون في أن يشجع التهديد بالحرب العراقيين على اطاحة صدام حسين. لذلك قد يثير تشكيل حكومة مؤقتة استياء الضباط في العراق الذين يتوقعون في حال مشاركتهم في انقلاب عسكري ناجح أن يشاركوا في الحكم.

ثانيا: لا تريد واشنطن أن تظهر وكأنها تفرض نظاما في العراق لا يزيد عن أن يكون مجرد ألعوبة في يدها.

ثالثا: المعارضة خارج العراق منقسمة إلى أكثر من ستة تنظيمات وليس هناك أي إجماع على زعيم واحد يمكنه أن يمثل جميع الفئات الاثنية الأساسية.

* خدمة «يو إس إيه توداي» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»