جدل في باريس حول استخدام «الفيتو» في مجلس الأمن بشأن العراق

TT

فيما تحضّر ما يزيد على اربعين جمعية ومنظمة وحزبا سياسيا لمظاهرات كبرى ضد الحرب في العراق، في العاصمة باريس وفي المدن الفرنسية الرئيسية، اشتد الجدل السياسي والتجاذب بين الحكومة (اليمينية) والمعارضة النيابية (الاشتراكيون، الشيوعيون، الخضر) حول الخط الذي تلتزم به فرنسا ازاء المسألة العراقية. وذهب الاشتراكيون والشيوعيون، كما ظهر من مناقشات أمس وأول من امس، في مجلس الشيوخ وفي الجمعية الوطنية، الى المطالبة بأن تعلن فرنسا، منذ الآن، استعدادها للجوء الى حق النقض (الفيتو) لاجهاض مشروع القرار الأميركي ـ البريطاني والى اتهام الحكومة بـ«ازدواجية اللغة»، لا بل الاستعداد للمشاركة في الحرب الأميركية على العراق وذلك رغم الخطاب المتشدد الذي ألقاه اول من امس رئيس الوزراء جان ـ بيار رافارين وشن فيه هجوماً شاملاً على السياسة الأميركية في المنطقة.

ولأول مرة، شرح زير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان، بالتفصيل، موقف باريس من امكانية اللجوء الى استخدام «الفيتو» في مجلس الأمن والأسباب التي تمنع فرنسا من التهديد بذلك علانية. ويعتبر الوزير الفرنسي انه «من غير المفيد» ان تهدد فرنسا، «منذ الآن» باستخدام الفيتو لسببين رئيسيين: الأول انها تريد المساهمة مع بقية اعضاء مجلس الأمن، للوصول الى موقف موحد والحال، كما يقول دو فيلبان، ان اعلان موقف نهائي بخصوص الفيتو يعني «تكبيل أيدي فرنسا» وتحركها الدبلوماسي. اما السبب الثاني، وفق دو فيلبان، فيكمن في ان الفيتو «ورقة مهمة» في يد فرنسا وبالتالي فالاعلان سلفاً عما ستفعله بها يعني «حرمانها من التأثير على اللعبة (الدبلوماسية) الدولية».

وعاد الوزير الفرنسي للتأكيد على حرص باريس على «وحدة» مجلس الأمن في التعاطي مع الملف العراقي، بما تعني هذه الوحدة من «فعالية» في التعامل مع العراق وفي اضفاء «الشرعية» على ما يمكن ان يقرره المجلس ازاء العراق.

غير ان ما لم يقله دو فيلبان يتعلق بالنتائج التي يمكن ان تترتب على استخدام باريس لـ«الفيتو» لجهة انقسام مجلس الأمن وعلاقات باريس بالولايات الأميركية وتوفير الحجة لواشنطن (ولندن) لتجاوز المنظمة الدولية والتعاطي بشكل أحادي مع العراق.