سترو يبحث في طهران الأزمة مع لندن وتطورات العراق

TT

بينما يعتقد على نطاق واسع ان المحطة الايرانية في جولة وزير الخارجية البريطاني جاك سترو تهدف ايضاً الى ابلاغ القيادة الايرانية بالموقف البريطاني ـ الاميركي من الازمة العراقية الحالية، فان عضواً في لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني اكد لـ«الشرق الأوسط» ان زيارة سترو الى طهران تبتغي في المقام الاول معالجة حالة ترد تعرضت لها علاقات البلدين في الاسابيع الاخيرة.

واوضح النائب الايراني، وهو من الاصلاحيين، ان الازمة الصامتة في علاقات طهران ولندن نشبت اثر اعلان رئيس الحكومة البريطانية توني بلير في مؤتمر صحافي الشهر الماضي انه يتعاطف مع الايرانيين المتطلعين الى تغيير النظام السياسي في بلادهم.

وكان بلير قد ادلى بهذا التصريح في دائرته الانتخابية، سيجفيلد، رداً على سؤال لصحافية ايرانية، وأعلن انه يدعم المطالبين بالتغيير في ايران ويتعاطف مع «الايرانيين المحرومين من ابسط حقوقهم»، مشيراً الى ان حكومته سعت الى تشجيع الاصلاحيين وتأييد الرئيس محمد خاتمي وبرنامجه الاصلاحي.

وقد اغاظ ذلك التصريح القوى المحافظة في طهران وقم، الا ان حكومة خاتمي لم تعبر عن اي مشاعر مشابهة.

والى جانب هذا الموضوع بحث سترو مع نظيره الايراني كمال خرازي والرئيس محمد خاتمي الأزمة العراقية والاشارات المتناقضة الواصلة من ايران عن الموقف الحقيقي لطهران في هذا الشأن، والموضوع الأفغاني الذي يتناقض الموقف الرسمي الايراني حياله مع مواقف بعض المراكز غير الخاضعة لسلطة الحكومة كالحرس الثوري، وقضية حقوق الانسان ودعم ايران للمنظمات والقوى الرافضة للسلام في لبنان.

ولم يستبعد مصدر في وزارة الخارجية الايرانية عقد لقاء بين سترو ورئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق المعارض السيد محمد باقر الحكيم، الذي يحظى منذ سنوات بعلاقات شبه رسمية مع بريطانيا.

ولا يريد سترو، حسب رأي الصحافي الايراني المعروف مسعود بهنود، من ايران الا حياداً كاملاً في الحرب المقبلة في المنطقة. وكان بهنود نفسه من دعاة حياد ايران خلال حرب تحرير الكويت.

والمثير ان بعض الاصلاحيين الذين يطالبون اليوم بالابتعاد عن العراق والسعي لضمان مصالح ايران الاستراتيجية في العراق بعد رحيل صدام حسين بالتنسيق مع بريطانيا، كانوا في العام 1991 يدعون لقيام حلف ايراني ـ عراقي في وجه «الاستكبار الاميركي». ومن هؤلاء نائب طهران علي اكبر محتشمي المعروف بتوجهاته الراديكالية، وهو اليوم عضو في التكتل الاصلاحي في البرلمان.

ويعتبر حرب واشنطن ـ لندن ضد بغداد، السبيل الوحيد لحصر نار الحرب ومنع امتدادها الى ايران.