الرئيس المصري يصف تصريحات بوش إزاء العراق بأن فيها كثيرا من الإيجابية

TT

قال الرئيس المصري حسني مبارك ان تصريحات الرئيس الاميركي بشأن العراق «بها كثير من الايجابية» وطالب الجانب العراقي «بالاستجابة لها»، وقال ان الرئيس بوش أعطى في تصريحاته مساحة للعراق للاستجابة لقرارات مجلس الأمن لتدمير أسلحة الدمار الشامل.

وأضاف مبارك في تصريحات للصحافيين أمس عقب افتتاحه مشروعين للغاز الطبيعي بشمال مصر «ان المسؤولين العراقيين أوضحوا لنا أنهم لا يملكون أسلحة دمار شامل»، وأعرب الرئيس المصري عن أمله في «استجابة العراق لتصريحات بوش وان لا يحتفظ بأي من أسلحة الدمار الشامل»، وأشار الى ان «كافة الاطراف تبذل جهوداً للتوصل الى حل سلمي للأزمة العراقية وتجنب عملية القتال التي ستضر المدنيين.

وحول ما تردد عن ان الهدف الاساسي لزيارة وزير خارجية بريطانيا جاك سترو للمنطقة هو كسب تأييد العرب لمسألة ضرب العراق رغم وضوح وثبات موقف الدول العربية حيال هذا الأمر نفى الرئيس مبارك ان يكون سترو قد جاء للحصول على كسب تأييد، مشيرا الى انه يوضح موقف بلاده في هذا المجال، ويتمنى أن يستجيب العراق لقرارات مجلس الأمن لان كل الدول حاليا بما فيها الولايات المتحدة تريد أن تتفادى الحرب، معربا عن اعتقاده بأن موقف الولايات المتحدة يتغير تدريجيا.

وسئل الرئيس مبارك عن المخاوف من أن يؤثر الانشغال العالمي بالمسألة العراقية على عملية السلام في الشرق الاوسط فأشار الى تصريحات رئيس وزراء بريطانيا توني بلير وتصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش والتي أعربا فيها عن رغبتيهما في ايجاد حل للقضية الفلسطينية، مشيرا الى ان انشغالهما حاليا بالعراق يؤجل هذا الأمر.

وأعرب عن أمله في تحريك العملية السلمية الى الامام من خلال بذل الجهود، معربا عن استعداد مصر للمساهمة في هذه الجهود، وقال لقد ناقشنا هذا الأمر مع خافيير سولانا المنسق الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي وجاك سترو وزير خارجية بريطانيا، مؤكدا في نفس الوقت ضرورة استجابة الجانب الاسرائيلي لهذه الجهود.

وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في السودان واعلان الخرطوم عن تحرير منطقة استراتيجية جنوب السودان وامكانية ايجاد حل لهذه المشكلة من خلال المبادرة المصرية ـ الليبية، قال الرئيس الرئيس مبارك ان المبادرات تعددت ولكن الموقف معقد بشكل كبير وقد توصلت الاطراف المتنازعة الى اتفاق في نيروبي وأتمنى ان تتوصل هذه الاطراف الى حل سلمي.

وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد استقبل أمس المنسق الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وبحث معه الوضع المتدهور في الاراضي الفلسطينية بسبب المجازر والاعتداءات الوحشية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وناقشا سبل فتح الطريق أمام الطرفين للعودة الى المفاوضات.

وقال سولانا للصحافيين عقب لقائه مع مبارك والذي حضره المبعوث الاوروبي للسلام في الشرق الاوسط ميجيل موراتينوس وسفيرا الاتحاد الأوروبي والدنمارك بالقاهرة ووزير الخارجية المصري احمد ماهر ان الاجتماع كان جيدا ومثمرا واستهدف البحث عن سبل لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط الى الامام واستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مشيرا الى ان هناك خطوات ستتم في الفترة القادمة دون ان يفصح عن هذه الخطوات. وقال «اننا نعمل مع اصدقائنا في مصر من اجل السلام» وردا على سؤال حول استمرار السياسة الاسرائيلية في ارتكاب المجازر والقهر ضد الفلسطينيين مثلما حدث في خان يونس مؤخرا والى اي مدى يساعد ذلك عملية السلام قال سولانا: ان العنف لا يخدم عملية السلام بل بالعكس فإن السلام يساعد على وقف العنف وقد سبق ان ذكرت هذا بمنتهى الوضوح وسنستمر في التأكيد على ذلك، ونحن ندين اعمال العنف ضد المدنيين وهذا الموضوع لا شك فيه ولابد ان يعمل كل الاطراف من اجل دفع عملية السلام ولابد ان نستمر بقوة في محاولة دفع عملية السلام للامام.

واكد سولانا ان الاتحاد الاوروبي سيعمل على التعاون مع كل الاطراف بكل الامكانيات ويجب ان لا نفقد الامل بأننا نستطيع ان ننجح.

وحول امكانية اتخاذ الاتحاد الاوروبي لاجراءات لوقف اسرائيل عن تصرفاتها والضغط عليها قال سولانا ان الاتحاد الاوروبي عضو في اللجنة الرباعية الدولية ونحن نعمل داخل هذه المجموعة التي تضم ايضا روسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة ونحن نساعد بالتعاون مع الجهود المصرية من اجل دفع عملية السلام.

ومن جانبه قال وزير الخارجية المصري احمد ماهر انه تم خلال اللقاء استعراض الموقف والاتصالات التي اجراها سولانا بالمنطقة وكذلك الاتصالات التي تجريها مصر وتم الاتفاق على استمرار التشاور والعمل معا حتى نتمكن من اخراج الوضع في الشرق الاوسط من المأزق الراهن وتحقيق تهدئة بالتعاون مع باقي مجموعة اللجنة الرباعية والدول العربية وكل القوى المهتمة بعملية السلام.

واضاف ماهر الذي عقد جلسة محادثات ثانية مع المنسق الاوروبي خافيير سولانا استكملا خلالها محادثاتهما، ان هذه المهمة صعبة الا ان مصر تبذل كل جهودها وستظل على ذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة واوروبا والامم المتحدة.

كما اجتمع منسق السياسة الامنية والخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا مع المستشار السياسي للرئيس المصري الدكتور اسامة الباز، وكان قد بدأ قبل يومين مهمة سلام اوروبية جديدة مع الحكومة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية في اطار جولة له شملت اليونان واسرائيل والاردن ثم مصر الذي بدأ زيارتها مساء امس ويستكمل جولته التي ستشمل كوبنهاغن وبرلين وذلك بعد 5 اشهر من جولته السابقة في مايو الماضي.

وكان سولانا قد استبق مباحثاته مع الرئيس المصري حسني مبارك باجتماع مع وزير الخارجية المصري احمد ماهر عقداه مساء اول من امس ناقشا فيه الاوضاع المتدهورة في الاراضي الفلسطينية. وقال ماهر للصحافيين عقب المباحثات انه تناول مع سولانا وضع خطة عمل تمكن الاطراف المعنية من تجاوز المرحلة الراهنة واستئناف مفاوضات السلام.

ورفض ماهر تبرير اسرائيل لمذبحة خان يونس وقال «اننا شاهدنا اسلحة ثقيلة استخدمت فيها وبالتالي لم تحدث بالصدفة ولا يمكن ان توصف الا انها عملية اجرامية ومثل هذه الاداعاءات الاسرائيلية يعرف العالم كله زيفها وقد سمعنا مثلها الكثير من قبل».

وقال: ان هناك محاولة لزيادة اشتعال الموقف من جانب اسرائيل لا اعتقد انها تتفق مع مصلحة الشعب الاسرائيلي أو الفلسطيني أو، مصلحة السلام. ومضى يقول «ان من يريدون السلام يجب ان يعملوا من اجله والعمل من اجله لا يشمل ضرب المدنيين وهي السياسة التي رأيناها من عمليات قتل وتدمير للمنازل والملاحقة والاعتقال».

وردا على سؤال حول الموقف العربي من استمرار العدوان الاسرائيلي ضد الفلسطينيين قال ماهر ان هناك اتصالات عربية حيث عقد اجتماع للجنة المتابعة على مستوى المندوبين الدائمين كما ان هناك اقتراحا مازال مطروحا لعقد اجتماع للجنة على مستوى وزراء الخارجية لبحث الموقف الحالي، واعرب عن اعتقاده بأن وقف هذه العمليات يتم عن طريق الضغوط الدولية والتحرك الايجابي نحو السلام وهو ما تتباحث بشأنه القاهرة مع سولانا واللجنة الرباعية.

الى ذلك يقوم الرئيس الروماني ايون اليسكو بزيارة لمصر يوم الثلاثاء المقبل تستمر يومين وتعد الاولى له منذ فوزه في انتخابات الرئاسة في ديسمير عام 2000 كما تأتي ردا على الزيارة التي قام بها الرئيس حسني مبارك لرومانيا في 25 ابريل من العام الماضي ضمن جولة له شملت المانيا وروسيا.

ويجري الرئيسان مبارك واليسكو محادثات تتناول قضية السلام بالشرق الاوسط والتطورات السلبية على الاراضي الفلسطينية في اطار تطابق مواقف الدولتين لضرورة وقف العنف الاسرائيلي واستئناف المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي واحترام المصالح المشروعة للجانبين والحد من القمع الاسرائيلي البشع للشعب الفلسطيني.

كما تتناول المحادثات المسألة العراقية والتهديد الامريكي المتصاعد لضرب العراق الى جانب عدد من القضايا الاقليمية والدولية التي تهم الجانبين.

ويستعرض مبارك واليسكو سبل دعم التعاون الثنائي بين القاهرة وبوخارست في اطار الصداقة القوية بين الجانبين منذ افتتاح اول مكتب تمثيل دبلوماسي لرومانيا في القاهرة عام 1956 وفي اطار اتفاقيات التعاون الموقعة ببوخارست عام 1994 وعمل اللجان المشتركة بين مصر ورومانيا في مجالي السياحة والاقتصاد وكذلك الاتفاق على عدد من المشروعات المشتركة خاصة في مجالات البترول وتصدير القار المصري الى اوروبا عبر رومانيا.

ومن المقرر ان يعقد الرئيسان مبارك واليسكو مؤتمرا صحافيا مشتركا في ختام محادثاتهما بالقاهرة ثم يتوجه الرئيس الروماني في اليوم التالي الى الاسكندرية للمشاركة في افتتاح مكتبة الاسكندرية ضمن العديد من قيادات العالم وذلك في ختام زيارته لمصر والتي تأتي في اطار جولة تشمل الاردن ولبنان للمشاركة في مؤتمر منظمة الفرانكوفونية.