اللواء كنعان ينتقل إلى دمشق مسؤولا عن شعبة الأمن السياسي والعميد غزالة يخلفه في رئاسة جهاز الأمن والاستطلاع في لبنان

TT

تحولت مناسبة الوداع اللبناني للرئيس السابق لجهاز الامن والاستطلاع للقوات السورية العاملة في لبنان، اللواء الركن غازي كنعان، لمناسبة انتقاله الى دمشق لتولي رئاسة شعبة الامن السياسي في الجمهورية العربية السورية مناسبة للتشديد على متانة العلاقات اللبنانية ـ السورية المرتكزة على الاخوة والتعاون والتنسيق والتي تشكل القاعدة الرئيسية لتعزيز استقرار البلدين ومناعتهما في مواجهة اسرائيل والاستحقاقات الاقليمية الطارئة.

وكان اللواء كنعان الذي تولى منذ العام 1982 مسؤولية رئاسة جهاز الامن والاستطلاع للقوات السورية العاملة في لبنان قد جال امس على الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري وزير الدفاع خليل الهراوي وقائد الجيش العماد ميشال سليمان ومدير المخابرات العميد ريمون عازار. ورافقه في جولته الرئيس الجديد لجهاز الامن والاستطلاع للقوات السورية العاملة في لبنان العميد الركن رستم غزالة.

وقد منح الرئيس لحود اللواء كنعان وسام الارز الوطني من رتبة ضابط اكبر، متمنياً له التوفيق في مهمته الجديدة وذلك تقديراً لعطاءاته من اجل لبنان.

وقال لحود «ان العلاقات اللبنانية ـ السورية المرتكزة على الاخوة والتعاون والتنسيق تشكل القاعدة الرئيسية لتعزيز استقرار البلدين ومناعتهما في مواجهة اسرائيل والاستحقاقات الاقليمية الطارئة». واضاف: «ان التجربة اثبتت ان لبنان وسورية قادران على مقاومة الضغوط من اي جهة اتت، من خلال الرؤية والاستراتيجية المشتركة التي ارسى قواعدها الرئيس الراحل حافظ الاسد، ويكمل مسيرتها اليوم الرئيس بشار الاسد. وقد اثمرت هذه الاستراتيجية انسجاماً تاماً بين القيادات السياسية في كل من البلدين وبين تطلعات الرأي العام فيهما، بحيث ان التطورات الاقليمية الجارية لن يكون لها اي تأثير على مناخ الاستقرار العام في البلدين».

وأشاد الرئيس اللبناني بـ«الجهود التي بذلها اللواء الركن كنعان طوال مدة وجوده في لبنان والتي بلغت عشرين عاماً ساهم خلالها وبشكل فعال في تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين وتعميق التعاون بين الجيشين اللبناني والسوري، مظهراً بذلك مناقبية عالية والتزاماً عميقاً بالتوجهات التي حددتها القيادتان اللبنانية والسورية منذ عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد والمستمرة حتى هذا اليوم في عهد الرئيس بشار الاسد».

من جهته، اعرب اللواء الركن كنعان عن شكره للرئيس لحود على مبادرته وعلى العاطفة التي ابداها حياله، مؤكداً استمراره بالعمل في اي موقع يحل فيه «من اجل مصلحة البلدين الشقيقين».

وفي السراي الحكومي الكبير صافح الرئيس الحريري اللواء كنعان بعد ان عزفت له موسيقى قوى الامن الداخلي موسيقى الترحيب وعرض ثلة من حرس الشرف في باحة السراي. ثم انتقلا والعميد غزالة الى مكتب رئيس مجلس الوزراء حيث اقيم احتفال تكريمي حضره الامين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي ومحافظ مدينة بيروت يعقوب الصراف ورئيس بلدية بيروت عبد المنعم العريس واعضاء المجلس البلدي.

واستهل العريس هذا الاحتفال بكلمة توجه فيها الى كنعان قائلاً: «هذه المدينة احبتك لما تمثل. لقد احببتم هذه المدينة يا سيادة اللواء طوال السنوات التي قضيتموها في لبنان، وإن مدينة بيروت دائماً وفية لمن يحبها ويرعاها. ونيابة عن اهل بيروت، ومدينة بيروت، يسعدني والأخوة في مجلس بلدية بيروت ان اقدم لكم مفتاح هذه المدينة عنوان وفاء وتقدير قبل مغادرتكم ربوع لبنان الى سورية، متمنين لكم دوام التوفيق والنجاح في كافة المواقع التي تتبوأونها».

وبعد تسلمه مفتاح المدينة القى اللواء كنعان كلمة شكر فيها المسؤولين اللبنانيين وتحدث فيها عن ذكرياته في عامي 1984 و1985، حين كانت الميليشيات في حينه تتقاتل في بيروت وحين التقاه اهل بيروت ليطلبوا منه، كممثل لسورية، ان يعمل على انقاذها، مضيفا انه اعتمد على بقايا الجيش اللبناني في الثكنة وعلى فعاليات بيروت لاستنهاض وضع المدينة وتخليصها من الوضع الميليشيوي المتحكم بها.

وختم كنعان قائلاً: «اشكركم جميعا من اعماق قلبي. وهذا شرف كبير لي ان تمنحوني مفتاح هذه المدينة الطيبة المناضلة التي احبها واعتز بها».

ثم القى رئيس الحكومة، رفيق الحريري، كلمة توجه فيها الى كنعان والحاضرين قائلاً: «سعادة اللواء، ايها الاصدقاء، لقد عشنا معاً ما يزيد عن عشر سنوات. لم تكن سنوات سهلة، لكن وجودكم الى جانبنا ذلل كثيراً من المشاكل والصعوبات وازال كثيراً من العقبات التي واجهت الدولة اثناء قيامها. واجهنا واياكم محاولات اسرائيلية عدة لاخضاع الشعب اللبناني. ووقفتم دائما وابدا الى جانب لبنان. ولا أبالغ ولا أقول هذا الكلام للمرة الاولى، بل قلته مرات عدة. كنت اشعر باستمرار أنكم المدافعون الاوائل عن مصلحة لبنان العليا. وكنت أتمنى ان اجد كثيراً من الاخوان اللبنانيين في مستوى تفهمكم لمشاكل الدولة والبلاد والحكومة والوضع السياسي العام والأخطار والتحديات التي تواجهنا».

واضاف: «يا اخ ابو يعرب... قمتم وتقومون وستستمرون بالقيام بواجباتكم في خدمة بلدكم سورية ولبنان. والهدية التي اهديتمونا اياها هي الاخ رستم غزالة الذي في اليوم الاول لتعرفه بي، قلت لي: سأعرفك بأخ لي يدعى رستم غزالة، ابو عبدو، وهذا الرجل هو أنا. ما زلت أذكر هذا الكلام. وقد برهنت الأيام خلال عشر سنوات، إن كنا في السلطة أو خارج السلطة، أنكم والأخ رستم كنتم نعم الصديق والاخ الوفي الذي وقف دائما بجانب مصالح سورية ومصالح لبنان».

وبعد الاحتفال عقد الرئيس الحريري واللواء كنعان والعميد غزالة خلوة استمرت نصف ساعة.