لبنان يجري تجربة ناجحة لضخ مياه الوزاني والموفد الأميركي يرعى اتصالات لتحديد كمياتها

TT

أنجزت الورش الفنية العاملة في مشروع ضخ مياه الوزاني لإرواء سكان حوالي 80 بلدة وقرية في جنوب لبنان، تركيب خمس مضخات ستنقل المياه الى الخزان الرئيسي الذي سيزود القرى، مياه الشفة، في وقت يواصل فيه خبير المياه الاميركي ريتشارد لاوسن مهمته في بيروت تمهيداً لرفع تقريره الى الرئيس جورج بوش قبل السادس عشر من الشهر الحالي، موعد المباشرة بضخ المياه. وهو ايضاً موعد لقاء بوش مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في واشنطن.

وقد جرت بعد ظهر امس تجربة ناجحة لضخ المياه لمدة اربع دقائق، كما اعلن رئيس مجلس الجنوب، قبلان قبلان.

وكان لاوسن، الذي سيبقى في لبنان الى ما بعد السادس عشر من الحالي، قد وصل الى بيروت اول من امس، في وقت فيه اكد الرئيس اللبناني اميل لحود للقائمة باعمال السفارة الاميركية كارولين كالين «تمسك لبنان بحقه في حصته من مياه النهر، وان التهديدات الاسرائيلية لن تحول دون حصول لبنان على حقوقه المشروعة».

وعلم ان لبنان سيرسل قريباً تقريراً اعدته الدوائر المختصة حول هذه القضية الى الامم المتحدة بصفتها المرجعية الاساس في هذا الموضوع. فيما اشارت مصادر متابعة الى ان الولايات المتحدة ترعى بدورها الاتصالات المتعلقة بتحديد كمية المياه التي يتمسك لبنان بالافادة منها.

على صعيد الاشغال الميدانية التي ينفذها مجلس الجنوب، تم ظهر امس تركيب المضخات الخمس في المنشآت المحاذية للخزان المركزي للمياه عند المدخل الغربي لبلدة الوزاني والذي ستتصل به قساطل نقل المياه بين مجرى النبع والخزانات الفرعية التي ستوزع المياه على القرى.

وعملت رافعة كبيرة استقدمت خصيصاً الى الورشة على انزال المضخات الخمس في قواعد اسمنتية حيث باشر عدد من العمال تثبيتها ووصل القساطل بها بحيث سيتم تجميع المياه التي ستضخ من نبع الوزاني في الخزان المركزي. وتعمل لاحقاً المضخات الخمس على ضخ المياه باتجاه القرى والبلدات الجنوبية التي ستستفيد من هذا المشروع.

وفيما غابت التحركات العسكرية الاسرائيلية في المنطقة، لوحظ قدوم حافلات اسرائيلية اقلت سياحاً الى بلدة الغجر السورية المحتلة. وقد راقبوا بالمناظير العمال اللبنانيين عند نبع الوزاني الذين شارفوا على انجاز اللمسات الاخيرة في بناء الغرفتين المحاذيتين للنبع.

واكد المشرف على المشروع علي وهبي: «ان ورشة الاشغال ستنتهي في موعدها المحدد وسيسلم المشروع لتدشينه في 16الحالي... ولا تأخير ولا معوقات تقف امام الورشة الا الامور التقنية التي يتم تجاوزها سريعاً».

وقبيل مغادرة رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري بيروت مساء امس متوجهاً الى ماليزيا وبعدها اليابان التقى القائمة بأعمال السفارة الاميركية كارول كالين وخبير المياه الاميركي تشارلز لاوسن والملحقة السياسية في السفارة ليزا جونسون.

وبعد اللقاء الذي دام ساعة قالت كالين: لقد انهيت للتو لقاء مع الرئيس الحريري وقد عرّفناه من جديد على خبير المياه من واشنطن الذي ارسل للنظر في المعلومات التقنية في شأن المشروع الحالي في نبع الوزاني واطار العمل في النهر. واريد ان اقول مرة اخرى اننا نثمن كثيراً التعاون وتبادل المعلومات التي نتبادلها مع الحكومة اللبنانية ونتطلع قدماً للحصول على التقرير التقني الذي سيسلم الى الامم المتحدة مرة اخرى ان حكومتنا مستعدة للعمل على حل معقول عبر القنوات الدبلوماسية.

ورداً على سوال عما اذا كانت تعتبر ان الضخ التجريبي لمياه الوزاني علامة ايجابية قالت: لا اود الدخول في التفاصيل حول دبلوماسيتنا في هذا الوقت، ولكن من جديد اكرر بأننا نثمن التعاون ونعتبر انه من المهم مواصلة التشاور الوثيق بيننا وبين الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية ومع الامم المتحدة واطراف اخرى معنية.