وزير الثقافة المصري: أبحث عن ديمقراطية الثقافة ولا أتلقى توجيها والإعلام يعاندنا ولا يساعدنا

TT

اعلن وزير الثقافة المصري فاروق حسني ان وزارته في عملها الثقافي لا تتلقى توجيها من أحد وان سياستها نابعة تماما من المثقفين والشعب المصري، وقال خلال لقائه أول من أمس أعضاء أتيليه القاهرة من الكتاب والفنانين والشعراء: إننا نبحث عن ديمقراطية الثقافة ليس لنا علاقة بالسلطة ولن يكون لنا نصيب فيها، حرفتنا ان نصل الى الجماهير بدون أن نبحث عن عائد على ذواتنا.

وقال: نحن لا ننفذ شيئا إلا بالمثقفين خلال رؤية واضحة لما يجب ان يكون، ومن هنا أحلم أن تكون الثقافة بعيدة عن السلطة، وان يكون الشعب والمثقفون سلطتها، واعترف بأن هناك قصورا في عمل بعض أجهزة الوزارة لكنه نابع من اتساع مساحة مصر والركود الذي أصابها.

وأشار وزير الثقافة الى ان «أمامنا عدواً يترصد لنا وهو يراقب ما نقوم به ولا يردعه إلا منجزاتنا سواء كانت عسكرية أو ثقافية، من هنا تبحث الوزارة عن كل ما هو طموح ويقدم مصر في أعظم صورة ممكنة لاننا دولة ثقافية عظمى. من هنا تستعين بقادة للاوركسترا المصرية من الخارج، ونحن لا نأتي بجديد فمعظم دول العالم تستقدم قادة للاوركسترا من خارجها الى جانب ابنائها من الفنانين، وهذا لا يعني اننا ليس لدينا فنانون كبار».

وذكر فاروق حسني ان «الاعلام المصري يعاندنا ولا يساعدنا في نقل نشاطات الوزارة لكن هذا يحفزنا الى تجويد انشطتنا وخلق جسور بيننا وبين المواطن للوصول له دون مساندة من أحد، وكلما يقفل الاعلام علينا يزداد وصولنا واصرارنا والدليل على ذلك ان مسرح وزارة الثقافة مزدهر رغم ان التلفزيون لا يعرض مسرحياتنا، التي يقف وراءها كم مهول من المسرحيين الشباب يقدمون مسرحا جميلا ويلتف حولهم المتفرجون، ونحن بهذا نتحدى التلفزيون ونوصل خدماتنا للمجتمع بأيدينا».

وأضاف الوزير: ومن هذا المنطلق أيضا نتعامل مع آثارنا وسوف يكون المتحف المصري الحديث درة في هذا المجال وقد تقدم حتى الآن 1757 مكتبا استشاريا من 83 دولة وسوف يتم يوم 11 اكتوبر (تشرين الاول) الحالي (غدا) اختيار 20 مشروعا منها يتم تصفيتهم الى ثلاثة وسوف نختار المشروع باشراف لجنة دولية من اليونسكو والجمعية المعمارية الدولية، وعندما يتم انشاء المتحف سوف يديره اعظم شخصية دولية ولا يهم ان يكون مصريا، المطلوب فقط ان نقدم آثارنا في صورتها الحقيقية التي تبهر العالم. وأشار الى ان وجود الهرم في الناحية المواجهة للمتحف يمثل تحديا كبيرا لذا لابد ان يكون المتحف عظيما وعبقريا.

وقال: ان الوزارة تراقب المساجد التي تقوم بترميمها جهات أجنبية مثل البهرة وغيرها وسوف نرسل لجنة لمعرفة ما يدور في مسجد المقطم ولن نسمح بالتلاعب في الآثار المصرية. عليهم ان يلتزموا بالشروط الأثرية واحترام آثارنا، أما عن الكتب والمطبوعات القديمة والتي يتم تهريبها أو اهدارها فسوف أحاول استصدار قانون يعتبر الكتب التي يمر عليها مائة عام أثرا لا يجب خروجه من مصر، وسوف نقوم بانشاء متحف للخط العربي في احدى الأسبلة والبيوت القديمة التي ترممها الوزارة.

ورفض وزير الثقافة فكرة تحصيل نسبة من دخل المتاحف الاجنبية التي تحتفظ ببعض الآثار المصرية، مشيرا الى ان «هذه الآثار التي يصل عددها الى أكثر من 70 ألف قطعة تقدم دعاية مجانية لمصر وآثارها في الداخل والأجانب يربون أطفالهم على هذه الآثار، ويأتون إلينا لمشاهدة الآثار المصرية على أرضنا وفي مكانها الحقيقي وقد قدمت هذه الدول الكثير من الأموال لانقاذ آثار النوبة اعترافا منها بقيمة آثارنا ومعابدنا».

وتحدث الوزير عن دور الجمعيات الاهلية والتجمعات الثقافية والفنية في خدمة الثقافة، مشيرا الى ان «الآتيليه صاحب تاريخ كبير وله دور مهم في الحركة الثقافية المصرية لذا سوف أعمل على تعيين رئيسه في لجان المجلس الأعلى للثقافة، وسوف أحاول استصدار قانون يعطي الآتيليه الحق في ترشيح أعضائه لجوائز الدولة».