صحيفة الأحرار المصرية تدخل النزاع على رئاسة الحزب

TT

لأول مرة منذ أربع سنوات تدخل جريدة الأحرار الناطقة بلسان حزب الأحرار المصري المعارض «مجبرة» النزاع الدائر حالياً على رئاسة الحزب فانقسم الصحافيون الى أكثر من فرقة وصدرت ثلاث نسخ من جريدة الأحرار يومي السبت والأحد الماضيين، النسخة الأولى هي الجريدة الرسمية التي تصدر من مقر الجريدة بضاحية كوبري القبة، والنسخة الثانية أصدرها الصحافيون الموالون لرجب هلال حميدة عضو البرلمان وأحد أقوى المتنازعين على رئاسة الحزب والذي نصب نفسه رئيسا للحزب، والنسخة الثالثة أصدرتها مجموعة طلعت السادات المنافس القوي لرجب حميدة والذي نصب نفسه ايضا رئيسا للحزب. وكان صلاح قبضايا رئيس التحرير قد نجح خلال الأربع سنوات الماضية ومنذ وفاة مصطفى كامل مراد رئيس الحزب عام 1997 أن يحافظ على الجريدة بعيداً عن النزاعات الدائرة على رئاسة الحزب ويومها عقد قبضايا اجتماعاً مع جميع المحررين وطلب منهم عدم كتابة أي أخبار أو موضوعات عن الخلافات الدائرة بين المتنازعين على رئاسة الحزب، ورغم اعترافه وقتها بأن عدم متابعة أخبار النزاع على صفحات الجريدة يعد خطأ مهنيا كبيرا الا أنه برر ذلك بضرورة المحافظة على حيادية الجريدة وعدم مناصرتها لطرف على حساب طرف آخر.

ولكن رئيس التحرير لم يستطع رغم الجهود الكبيرة التي بذلها ـ أن ينأى بالجريدة بعيداً عن النزاع الدائر حالياً، فمنذ أن اجتمعت لجنة شؤون الأحزاب في الرابع من يوليو (تموز) الماضي وقررت منح المتنازعين الـ11 على رئاسة الحزب مهلة ثلاثة أشهر لاختيار رئيس للحزب من بينهم، دخل الصحافيون لعبة السياسة وبدأت التربيطات الحزبية جهودها لاجتذاب الصحافيين في صفها واستطاعت كتلة الصحافيين المناهضة للادارة الحالية أن تقنع عدداً آخر بالانضمام اليها. وبالفعل انضم عدد كبير من الصحافيين الى رجب هلال حميدة وذهب فريق آخر للعمل مع طلعت السادات وهو ما يفسر صدور ثلاث نسخ من جريدة الأحرار عقب المؤتمرات التي عقدها المتنازعون على رئاسة الحزب يوم الجمعة الماضي.

ورغم الجهود التي بذلها ويبذلها رئىس التحرير للمحافظة على الجريدة والصحافيين بعيداً عن النزاع الدائر حالياً إلا أن الواقع يؤكد عكس ذلك وان كان الرجل ما زال محافظاً على مقر الجريدة بعيداً عن النزاع بالاتفاق مع رجال الأمن الذين يفرضون حراسة مشددة على مبنى جريدة الأحرار في منطقة كوبري القبة تحسباً لمواجهة أي عمل متهور من أنصار أحد المتنازعين.

وفي محاولة من رئيس التحرير لتقليل عدد الصحافيين في مقر الجريدة الى أقصى حد ممكن، يقوم يومياً باعداد كشوف بأسماء الصحافيين الذين يصرح لهم بالدخول مما يعني منع أي صحافي لم يدرج اسمه بهذه الكشوف وهو الأمر الذي أثار استياء عدد كبير من الصحافيين لمنعهم من دخول جريدتهم في حين أن الموقف مختلف بالنسبة لفريق الصحافيين الذين لم يدخلوا النزاع على رئاسة الحزب. ويرى هذا الفريق أن ما تفعله ادارة الجريدة بالاتفاق مع رجال الأمن ما هو إلا اجراء احتياطي هدفه في النهاية الحفاظ على كيان الجريدة ومستقبل الصحافيين. والسؤال هل ينجح صلاح قبضايا ومن معه في الحفاظ على جريدة الأحرار بعيداً عن النزاعات الحالية أم أن لجنة شؤون الأحزاب سيكون لها رأي آخر؟، هذا ما ستسفر عنه الأيام القادمة.