عدن: عبد السلام طاهر

TT

قال بيتر رايس، المسؤول التنفيذي في الشركة البلجيكية التي تملك يوروناف الناقلة الفرنسية التي التهمتها النيران يوم الاحد الماضي قرب سواحل محافظة حضرموت اليمنية، ان الاضرار التي لحقت بالناقلة خارجية بالاساس، كما اظهرت جولة جوية على الناقلة فتحة بيضاوية الشكل يبلغ اتساعها نحو ثمانية أمتار وحوافها منثنية الى الداخل مما يشير الى ان الانفجار كان من الخارج. وتأتي تصريحات رايس في الوقت الذي يبدأ فيه اليوم محققون فرنسيون ويمنيون ومستشارون اميركيون مهمة التحقيق ميدانيا، بعد الصعود ظهر امس الى متن الناقلة الفرنسية العملاقة «ليمبورغ» سعيا لتحديد مصدر الانفجار الذي اصاب السفينة. وكان من المقرر ان يصعد المحققون للباخرة امس ولكن تم تأجيل ذلك الى اليوم لاسباب فنية. وقال خبير فرنسي موجود في مدينة المكلا عاصمة حضرموت ان الفريق يتوقع ان تكتمل لديه يوم الجمعة 90 في المائة من صورة ما حدث. وقال ان تقريرا نهائيا في هذا الشأن سيصدر عن الخارجية الفرنسية.

وفي صنعاء قالت مصادر يمنية مطلعة ان الفتحة التي وجدت في نافلة النفط الفرنسية تؤكد ان الحادث كان عرضيا نتيجة حدوث انفجار بداخل الناقلة وليس من خارجها، واكدت ان ما حدث ناتج عن خلل فني يرجعه بعض الفنيين الى حدوث عطل في جهاز انتاج الغاز الخامل، واشارت الى ان بعض الاقوال التي وردت على لسان قبطان الناقلة او من مسؤولي الشركة حول تعرض الناقلة لعمل ارهابي ربما كان الهدف منه ضمان الحصول على التعويضات من شركات التأمين، او التخلي عن المسؤولية تجاه ما حدث للناقلة وما ترتب من اضرار للبيئة في الشواطئ اليمنية. وقال دريفي الخبير في مكتب التحقيقات الفرنسي في الحوادث البحرية «حاليا لا نملك عناصر محددة للقول بأن الامر اعتداء او حادث، وان تحليل الاضرار هو الذي سيمكننا من ترجيح هذه الفرضية او تلك». واضاف «سنجري ايضا لقاءات مع قبطان الناقلة وافراد الطاقم». وعلاوة على ذلك فقد صعد خمسة من افراد الطاقم مساء اول من امس الى الناقلة واعادوا تشغيل محركاتها، بحسب ما ذكره بيتر رايس مدير مجموعة «فرنسا شيبماناجمنت» التي تدير الناقلة لفائدة شركة يوروناف الفرنسية مالكة «ليمبورغ». وقال «ان افراد الطاقم الخمسة الذين لا يزالون على الناقلة اعادوا تشغيل المحركات ويبدو انها تعمل بشكل عادي». واضاف ان الناقلة التي تعتمد على سفينة قاطرة منذ الانفجار «سيكون بامكانها الابحار خلال بضع ساعات» غير انها ستظل راسية في الساحل اليمني حتى نهاية التحقيق.

وتابع «يمكن ان تتجه اثر ذلك الى دبي لاصلاحها في حوض جاف لاصلاح السفن». ولمكافحة التلوث الذي اصاب الشواطئ القريبة من الحادث يسعى اليمن للحصول على مساعدة دولية لمحاربة التلوث الذي اصاب سواحله الجنوبية الشرقية بسبب كميات النفط التي تسربت من الناقلة الفرنسية العملاقة «ليمبورغ».

وقال وزير النقل والشؤون البحرية اليمني سعيد اليافعي «طلبنا مساعدة المنظمة البحرية الدولية التي يقع مقرها في لندن وكذلك المنظمة الاقليمية لحماية البيئة في البحر الاحمر وخليج عدن التي يقع مقرها في جدة (السعودية)». واضاف الوزير من مدينة المكلا على خليج عدن «يجب اعطاء الاولوية لتنظيف السواحل حيث تسربت كميات كبيرة من النفط. غير انه لا يمكننا القيام بالكثير لمواجهة النفط الذي توزع في اليم بعيدا عن السواحل».

واكد اليافعي انه «عثر على كميات كبيرة من الاسماك النافقة» قرب السواحل، وان طيورا كثيرة غاصت في النفط ولم يعد بامكانها ان تطير. كما اكد «ان المنطقة الملوثة هي من اغنى مناطق اليمن سمكا».

ونفى وزير النقل اليمني مشاركة محققين اميركيين ضمن لجنة للتحقيق في حادث ناقلة النفط الفرنسية. وقال اليافعي: «نحن لا نقول محققين اميركيين، لانه اذا قلنا ذلك معناه ان هناك طرفا ثالثا مشاركا في التحقيق وهذا غير صحيح، والتحقيق هو يمني بالدرجة اساسية وايضا فرنسي على اساس الاتفاق الذي تم، اما المشاركة الاميركية فهي بصفة مساعدة لنا في هذا الاطار».

ولم يحدد الوزير فترة زمنية محددة للانتهاء من التحقيق خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في فندق «هوليدي ان» في المكلا، وقال: «ان التحقيق سيتم بالشكل والمكان الذي يتطلبه سواء على متن الناقلة او في مدينة المكلا، والمسألة تعتمد على التعاون في قول الحقيقة من قبل طاقم السفينة».

واكد الوزير ان القضاء اليمني سيفصل في القضية لان الحادث وقع في المياه اليمنية.

واضاف اليافعي ان زيارة اللجنة للناقلة اول من امس لم تغير في اعتقاد الجانب اليمني شيئا بأن الحادث عرضي ونتيجة انفجار وحريق في خزانات الوقود على ظهر الناقلة وليس عملا ارهابيا مدبرا، كما اعلن ان شركات التأمين في المجال البحري فرضت رسوما اضافية على عمليات النقل الى الموانئ اليمنية بلغت 250 في المائة، عن ما كانت عليه في السابق ، ووصف تلك الاجراءات بأنها غير منطقية لان الموانئ والملاحة في المياه الاقليمية اليمنية آمنة.

وقال الوزير اليمني: «ان ميناء تصدير النفط في الضبة القريب من المكلا لم ولن يتوقف نتيجة هذا الحادث العرضي وسيستمر العمل في التصدير واستقبال وشحن وتفريغ ناقلات النفط، لان هذا الميناء يتمتع بالامان حاله حال كل الموانئ اليمنية الاخرى». ووصف المسؤول اليمني تصريحات قبطان الناقلة الفرنسية التي اكد فيها ان الحادث ليس ناجما عن خلل تقني، بأنها غير منطقية، وقال «ليس من حق القبطان التصريح ولا الاعتماد على ما يقوله، لان اي تصريح هو من حق الحكومتين اليمنية والفرنسية وهما وحدهما المعنيتان في هذا الشأن». وعلمت «الشرق الأوسط» انه وصل الى المكلا قبل اقل من ساعة من الآن (حوالي الثامنة مساء بالتوقيت المحلي) فريق المحققين الأميركيين الذين سيشاركون في التحقيقات الجارية في حادثة ناقلة النفط الفرنسية ليمبيرغ وعددهم اربعة محققين وسينضمون الى فريق التحقيق المشترك اليمني ـ الفرنسي.

على نفس الصعيد اتخذت امس اجراءات امنية مشددة جداً في ميناء الضبة لتصدير النفط القريب من المكلا وفي محيطه استعداداً لدخول ناقلتين اليوم احداهما صينية الى الميناء للتزود بالنفط ونقله الى دول أخرى كما كان معتاداً قبل حادث ليمبيرغ الأحد الماضي، وتعتبران اول ناقلتين تدخلان الميناء بعد الحادث.