المغرب : قرار تعيين رئيس وزراء مستقل يقلب معادلة الأحزاب ويخلط الأوراق السياسية

TT

جاء قرار العاهل المغربي الملك محمد السادس مفاجئاً بتعيين وزير الداخلية ادريس جطو وزيراً اول مكان الاشتراكي عبد الرحمن اليوسفي الذي تولى نفس المنصب لمدة أربع سنوات ونصف السنة. وبذلك يضع العاهل المغربي حداً للتكهنات التي مرت طيلة الفترة السابقة من الاعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة التي شهدها المغرب، ولم تعد لأي من الأحزاب السياسية المشاركة فيها الغالبية النسبية داخل المجلس النيابي.

ففي الوقت الذي كانت فيه الطبقة السياسية المغربية تنتظر تعيين وزير اول سياسي، قلب العاهل المغربي المعادلة باختيار رجل تكنوقراطي على رأس الوزارة الأولى.

ويأتي تعيين ادريس جطو في منصب الوزير الأول في وقت كان فيه الصراع على اشده بين حزبي «الاستقلال» و«الاتحاد الاشتراكي» لعقد تحالفات مع الأحزاب الأخرى في سباق غير معلن على الوزارة الأولى. وبقراره المفاجئ سيقلب العاهل المغربي كل المعادلات السياسية التي كانت تضعها الأحزاب في سباقها لابرام تحالفاتها قصد ضمان الغالبية المقبلة. وبذلك فان قرار الملك سيخلط الكثير من الأوراق داخل الساحتين السياسية والحزبية المغربيتين.

ولم يتسن حتى مساء امس الاطلاع على رأي الاحزاب السياسية في هذا التعيين المفاجئ. وعلمت «الشرق الأوسط» ان العديد من الأحزاب دعت قياداتها المركزية الى الاجتماع على وجه السرعة. ولا يستبعد ان يكون موقف بعض هذه الأحزاب مفاجئاً هو الآخر، خاصة ان الكل كان يتوقع ان يسند منصب الوزير الأول الى شخصية سياسية من الأحزاب الخمسة الأولى المتصدرة لقائمة الأحزاب الفائزة في الانتخابات الأخيرة.