حكمتيار في رسالة إلى الكونغرس الأميركي: 60 فقط من أعضاء «القاعدة» وطالبان محتجزون في غوانتانامو

TT

وجّه غُلب الدين حكمتيار زعيم «الحزب الإسلامي» الأفغاني خطابا للحزب الديمقراطي الاميركي ولأعضائه في الكونغرس، موضحا لهم اسباب قتال الافغان للقوات الاميركية في أفغانستان.

وقال حكمتيار في رسالته التي أصدرها بمناسبة مرور عام على الحملة الاميركية في أفغانستان ضد منظمة «القاعدة» وحركة «طالبان»، أكتب إليكم الرسالة نيابة عن الشعب الأفغاني، وأود أن ألفت انتباهكم إلى سياسة الرئيس الاميركي بوش الاستفزازية التي تدعو للحرب وإثارة الفتن في العالم وإن لم تصحح هذه السياسة الخاطئة ولم يغير الرئيس بوش منهجه فستكون النكبة، وسيواجه العالم وأميركا ذاتها أخطارا فادحة.

وحدد حكمتيار في رسالته التي بثها موقع «اسلام اون لاين» امس عدة نقاط ادّعى أن على نواب اميركا أن يضعوها في اعتبارهم، وهي ان ما قام به الجنود الأميركيون من قتل الأبرياء وتدمير البيوت والقرى والمساجد في أفغانستان تسبب في إثارة الحقد والكراهية في قلوب الأفغان تجاه الأميركان وقد أخذت الكراهية تزداد إلى أن تحولت إلى مقاومة عسكرية وتيقن الأفغان أن الجنود الأميركيين لا يعادون طالبان وأعضاء «القاعدة» فحسب بل هم يعادون الشعب كله».

واوضح حكمتيار: «نعتقد أن الرئيس بوش أصيب بمرض الإعجاب بالنفس، وفي سبيل الوصول إلى ذروة الشهرة وأهدافه الشخصية بدأ يلعب بحياة الأفغان، وبهذا يعرض اميركا لأخطار جسيمة». وقال إن سياسته الخاطئة تشكل خطرا على مستقبل اميركا، «لأنه يقتفي خطوات هتلر وبريجنيف لا يختلف عنهما كثيرا ولا قليلا».

وأضاف حكمتيار «لقد ألقت القوات الاميركية على الأفغان خلال الستة أشهر الأولى من الحرب في أفغانستان 72 ألف قنبلة وصاروخ، وقتلت منهم نحو 25 الف شخص وتبلغ تكاليف الحرب حتى الآن 17 مليار دولار ومع كل هذه التكاليف لم تكسب اميركا شيئا».

ورصد الزعيم الاصولي في الرسالة المنسوبة اليه إخفاقات القوات الاميركية في أفغانستان بقوله إنهم نزعوا السلطة من طالبان وسلموها لولاة الروس. ولم تتمكن موسكو خلال سنوات عديدة من تنصيب أنصارها على عرش السلطة، لكن الأميركيين قدموا لها هذه الخدمة ونصبوا التابعين لها على حكومة كابل، وبهذا يمكن لنا أن نقول ان فارس الحلبة هو بوتين وليس بوش، وتخضع أفغانستان حاليا لأوامر موسكو لا واشنطن».

واضاف انه منذ بداية الحرب نقلت القوات الاميركية 600 شخص إلى غوانتانامو بتهمة الانتماء الى القاعدة وحركة طالبان، «والحقيقة أنه يوجد فيهم 60 شخصا فقط من كبار أعضائهما. ولم يتمكن بعدُ الجنود الأميركيون من القضاء على طالبان ولا على «القاعدة»، ولن يتمكنوا بهذه الطريقة التي اختاروها حاليا».

واوضح: «بعد عام من الحرب والقتال لم يتمكن الأميركيون من حفظ الأمن في أفغانستان، ولم يتمكنوا من الحفاظ على حياتهم وحياة الذين فرضوهم على الشعب الأفغاني. فقد اغتيل الوزراء، وتعرض الرئيس لعملية اغتيال، وتتعرض مراكزهم للهجمات.. ألا يكفي كل هذا دليلا وموجبا لأن يفكر الرئيس بوش في إعادة النظر في سياسته الخاطئة؟».

وافاد: «لقد بدأت قبل أشهر العمليات العسكرية ضد الجنود الأميركيين، ولم تنفذ هذه العمليات بيد طالبان ولا «القاعدة»، بل قام بها من قُتل واحد أو أكثر من أقربائه بيد الأميركيين، أو دُمّر بيته بقنابل أميركية، أو من أهانه الأميركيون الذين دخلوا بيته عنوة، ومعنى هذا أن سبب الهجوم على الجنود الأميركيين هو معاملتهم السيئة مع الناس».

وتقول الرسالة: إن «نسبة قتلى الجنود الأميركيين تقدر بخمسة قتلى يوميا، وهذا بأقل تقدير وما قتل في خوست وقندز وقندهار من الأميركيين يبلغ في كل ولاية ضعفي عدد قتلى الأميركيين في معركة الكويت. اذ قُتل في كل محافظة من هذه المحافظات أكثر من 40 جنديا ونسبة الخسائر في صفوفهم في تزايد مستمر، ويبلغ حتى الآن عدد القتلى والجرحى منهم أكثر من 620 شخصا، وستتسع دائرة المقاومة إلى مناطق أخرى وقلة حدة العمليات العسكرية ضد الأميركيين في الولايات الأخرى ليست إلا لقلة عدد الجنود فيها».

ووجه حكمتيار خطابه لأعضاء الكونغرس الاميركي قائلا «عليكم أن تسألوا حكومة بوش ومسؤوليها وتقولوا لهم لماذا ولأي مصلحة وظّفتم الجنود الأميركيين في قتال ضد البشتون الذين يشكلون 70 في المائة من سكان أفغانستان؟ ولماذا تدعمون الأقليات التي كانت تعمل لصالح الروس سابقا؟ ولماذا أعلنتم الحرب على أكثرية سكان أفغانستان ووقفتم مع الأقلية المدعمة من قبل الروس؟».

واعلن حكمتيار في رسالته «نحن نرفض التدخل بجميع أنواعه في شؤوننا، ونشجب كل ما يرتكبه جنود اميركا من المظالم تحت شعار الديمقراطية أو دعمها ونعلن رفضنا للتدخل السافر في بلدنا وإن ما قام به الجنود الأميركيون ظلم ومخالفة لجميع الشرائع».

ثم دافع عن طالبان قائلا «تمكنت حكومة طالبان من إقامة نظام آمن كنتم تمدحونه وكانت إذاعة صوت اميركا تقول إن طالبان أتوا بما لم يأت به أحد قبلهم من أمن وسلام في البلد وتمكنت طالبان من منع زراعة الأفيون والمخدرات بمرسوم واحد لكن حكومة كرزاي التي كونتها وتدعمها اميركا لم تقْدر بعدُ على منع التجارة بالمخدرات ولا منع زراعة الأفيون، ولم تتمكن من حفظ الأمن، لا في المدن ولا في الشوارع العامة».