بانتهاء مهمته في رئاسة الحكومة المغربية يكون عبد الرحمن اليوسفي قد حقق اهم امنية له، وهي اشرافه على تنظيم اول انتخابات نزيهة في البلاد.
وكان قد عبر ايضا للصحافيين عن رغبته في الانسحاب من الحياة السياسية في اعقاب انتهاء مهمته في رئـاسة الحكومة، لكنه عاد في وقت لاحق ولمح لاحتمال مواصلة دوره مؤقتا كأمين عام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
وقبل اعلان قرار العاهل المغربي الملك محمد السادس بتعيين ادريس جطو وزيرا اول، كان اليوسفي من أبرز الشخصيات المرشحة لتولي هذا المنصب. وهو اول وزير اول في تاريخ المغرب يتقدم للعاهل المغربي اشثر انتخابات تشريعية ليطلب اليه قبول استقالته.
وبمغادرته امس رئاسة الحكومة يكون اليوسفي قد امضى في مهمته السابقة 56 شهرا واسبوعا واحدا، وقد ناهز عمره 78 عاما، امضى منها عقدين في حركة المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، وثلاثة عقود في المنفى بفرنسا، حيث كان مقيما بمدينة كان.
وكان اليوسفي قد تولى سنة 1993 امانة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلفا للزعيم الراحل عبد الرحيم بوعبيد الذي توفي في بداية سنة 1992.
ويتولى اليوسفي منصب نائب رئيس الاشتراكية الدولية ويعتبر من الشخصيات الحقوقية البارزة عربيا ودوليا وعرف بمساهمته في النضال من اجل قضايا حقوق الانسان.
وكان اليوسفي لا يخفي خلال لقاءاته الاخيرة مع السياسيين والصحافيين ارتياحه للدور الذي قام به خلال رئاسته للحكومة المغربية في فترة دقيقة من تاريخ البلاد تميزت بمرحلة انتقال العرش من الملك الراحل الحسن الثاني لخلفه الملك محمد السادس. ويعتبر نفسه قد حظي بثقة خاصة من الملك الراحل وخلفه الملك محمد السادس. وفي لقاء عقده مع عدد من الصحافيين العرب قبيل اقتراع السابع والعشرين من سبتمبر (ايلول) الماضي، بمقر اقامته في الرباط، قال اليوسفي انه متأسف على امرين لم يتحققا خلال رئاسته للحكومة، الامر الاول هو انتهاء ولاية حكومته دون ان يتحقق الوئام مع الجزائر رغم الجهود التي بذلها من جانبه في هذا الاتجاه لكنها لم تقابل بالتفهم من قبل الجزائريين الذين يعدون من اصدقائه وشركائه تاريخيا في الكفاح ضد الاستعمار.
اما الامر الثاني الذي اعرب اليوسفي عن اسفه لعدم انجازه خلال رئاسته للحكومة فهو عدم توفقه في زيارة العراق، الذي قال ان علاقات وثيقة تربطه بطبقتها السياسية وقيادتها.
واليوسفي شخصية تتميز بنكهة انسانية واريحية كبيرة في التعامل مع الخصوم والاصدقاء، ويعرف بنزوعه للتوافق وبنزاهته ونظافة يده.