الناطق باسم الجيش السوداني يروي اللحظات التي سبقت استرداد توريت

TT

أكد الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني الفريق محمد سليمان بشير سيطرة قواته التامة على مدينة توريت بعد استردادها اول من امس من قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان. وقال ان الحركة كانت مزودة بأسلحة ومعدات قتالية متقدمة، ولكن الجيش الحكومي استطاع بعد معارك ضارية وشرسة استرداد المدينة بأقل الخسائر، والكثير من الغنائم.

وقال الفريق بشير لـ«الشرق الأوسط» ان «القوات المسلحة تعمل الآن على استرداد همشكوريب وتنظيف الشرق من التمرد الذي يتلقى دعمه من اريتريا». واكد ان طريق الخرطوم ـ بورتسودان «سالم وآمن وحركة السير فيه مستمرة بصورتها العادية».

وقال الناطق الرسمي للقوات المسلحة «ان العدو عندما احتل مدينة توريت الاستراتيجية قرر عدم الخروج منها واقام استحكامات قوية للحيلولة دون الوصول اليها». واضاف: «حسب ما اكدته المعلومات التي تلقتها قيادة القوات المسلحة، فان العدو قرر الدفاع عن توريت على بعد 25 ميلا من (خور انجليز) وشيد دفاعات من توريت الى خور انجليز بأفضل ما لديه من القوات البشرية، وبأفضل الأسلحة والعتاد». وقال ان الهدف كان ادارة معارك صغيرة لاستنزاف القوات المسلحة وانهاكها لمنع الوصول الى توريت وارغامها على العودة.

ووصف الناطق الرسمي للقوات المسلحة المعارك بأنها ضارية وشرسة «لكن القوات المسلحة بدورها قررت استرداد توريت مهما عظمت التضحيات، وقد تمت المعارك في ظروف صعبة وفي منطقة مليئة بالغابات والحشائش العالية حيث تتعذر الرؤية على بعد 5 امتار، كما ان الأرض طينية لزجة، وتتسم بوجود مواقع مائية يصعب عبورها، ولا يوجد سوى طريق واحد اضافة الى هطول الأمطار بكثافة نهارا وليلا». وقال سليمان ان «العدو عمد الى جانب الاستحكامات الدفاعية الى زرع الالغام المضادة للافراد وللدبابات».

وأشار الى ان القوات المسلحة، والقوات المساندة لها تقدمت بشكل محكم التحصين وجرأة في التنفيذ والاقتحام. وبدأت المعارك في (خور انجليز) «وتكبد فيها العدو خسائر فادحة بشريا وماديا وتم استرداد موقع الشهيد هيثم مع تسلم دبابتين بحالة جيدة وكثير من الأسلحة بمختلف انواعها. واستمرت المعركة الى خور الدليب وتكبد العدو خسائر فادحة واستطاعت القوات المسلحة ان تجتاز الموانع الطبيعية والصناعية، وبعد ذلك دخلت مع العدو في المعركة الرئيسية في منطقة «الخباط» والتي بدأت صباح 6 اكتوبر (تشرين الأول)، واستطاعت القوات المسلحة الاستيلاء على 5 دبابات بحالة جيدة وتدمير دبابة و4 مدافع كهربائية مضادة للطيران، كما استولت على مدافع دوشكا وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر».

واضاف: «في نفس يوم معارك الخباط وفي محور آخر اشتركت فيه قوات دفاع الاستوائية تم استرداد موقع لافون على بعد 12 ميلا شمال مدينة توريت. وتم الاستيلاء ايضا على اسلحة وذخائر وعدد من المدافع مختلفة الأعيرة».

واوضح الناطق باسم الجيش السوداني ان «هذه المعركة القوية الشرسة حسمت معركة توريت، لأن التمرد وضع ثقله العسكري والمعدات والأجهزة للحيلولة دون الوصول الى توريت، وفي يوم 7 اكتوبر طوقت القوات المسلحة توريت مع استمرار المعارك. ومع تباشير فجر يوم الثلاثاء اول من امس تم اقتحام توريت وهزمت قوات المتمردين في الحال وتمت السيطرة على كل توريت وما حولها من جبال، وكذلك تم الاستيلاء على الدبابات والذخائر بينما لاذ العدو بالهروب».

وقال سليمان ان «مدينة توريت الآن تحت السيطرة الكاملة وان القوات المسلحة تتقدم الى المناطق الأخرى المجاورة لتنظيفها ولتأمين توريت لمسافات بعيدة».

وبالنسبة للمعارك في شرق السودان، قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة لـ«الشرق الأوسط» ان «ما جرى في الشرق ليس بمعزل عن القتال، فقد كان المقصود اشغال القوات المسلحة بالمعارك في الاستوائية لتحقيق نصر في شرق السودان، ولتخفيف الضغط على قوات التمرد في توريت، ولكن التمرد أدرك الحقيقة بوجود فاعل للقوات المسلحة حيث تم تكبيده خسائر كبيرة والقوات المسلحة مصممة على تنظيف الجنوب والشرق من العدو». وبالنسبة لاتهامات الخرطوم لاريتريا بالوقوف وراء اشعال المعارك بشرق السودان قال الناطق الرسمي ان «اريتريا تريد ان تجد لها موضع قدم في شأن السلام والذي يتجاوز حجمها، وكذلك ايجاد مخرج لما يسمى بالتجمع الديمقراطي والذي سحب منه البساط بعد توقيع اتفاقية ماشاكوس الأولى، وتوجد اطراف اخرى ذات مصلحة وارتباط باستمرار الحرب والأجندة الحربية والتي تدعم أسمرة للقيام بدورها ايضا من دعم حركة التمرد في شرق السودان».

وبالنسبة لنفي الحكومة الاريترية لدعم الحركة الشعبية في معارك الشرق قال الناطق الرسمي ان «أسمرة تقدم الدعم للتمرد في مجالات كثيرة منها أنها مركز المعلومات والاعلام، وأنها مركز التدريب العسكري، وهي ايضا تؤوي معسكراتها في ريده وكرمايكا، وتوفر التمويل من المعونات العسكرية والذخائر، والأسلحة، وحتى بالمؤن الغذائية والمياه لأن المناطق التي تدور فيها المعارك بلا موارد».

واضاف: «تأتي المؤن لقوات المعارضة عبر ميناء مصوع، كما ان هناك ضباط أمن اريتريين للتنسيق بين اريتريا وبين قوات التمرد او قوات المعارضة، كما ان أسمرة تتولى نقل الخوارج من المعسكرات الى منطقة المعارضة، وهي ايضا التي تتولى الصيانة للمعدات والناقلات والامداد الفني وتوفر وسائل النقل البري، وكذلك توفر العلاج والاسعاف والعلاج للمصابين والجرحى في العمليات الحربية».