«إف بي آي» تبحث عن سوري في أفغانستان اعتقلته طالبان واتهمته بأنه جاسوس أميركي

TT

بث موقع المباحث الفيدرالية الاميركية (اف بي آي) بطريق الخطأ صورة لاحد المطلوبين للعدالة بتهمة التورط في قضايا ارهابية بالانتماء لـ «القاعدة»، والصورة للسوري عبد الرحيم عبد الرزاق جنكو، الذي اتهمته حركة طالبان بانه جاسوس للاستخبارات الاميركية للذهاب الى افغانستان قبل نحو عامين من احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، للتجسس على بن لادن مع رفيق له كردي الاصل اسمه اركان وكنيته «اسلام».

وطلب موقع المباحث الفيدرالية مزيداً من التفاصيل او المعلومات عن جنكو بالاضافة الى 17 اصوليا اخر تبحث عنهم المباحث الاميركية.

وكانت «الشرق الاوسط» قد نشرت في مايو (ايار) عام 2000 ما وصفته طالبان والاصوليون بالاعترافات الكاملة لجنكو امام مسؤولي هيئة «الامر بالمعروف والنهي عن المنكر» التابعين لحركة طالبان قبل ايداعه سجن قندهار المركزي، وفيها اعترف جنكو بانه كان يعمل لحساب الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية في افغانستان، وانه تم تجنيده من قبل ضباط الموساد الذين يعملون تحت غطاء موظفين داخل السفارة الاميركية في ابوظبي. وحسب هذه الاعترافات، ذكر جنكو وهو من مواليد مدينة القامشلي في محافظة الحسكة السورية انه تم تكليفه التوجه إلى أفغانستان لجمع معلومات عن «الأفغان العرب» وعن علاقة بن لادن بحركة طالبان وعن الطرق التي يسلكها مقاتلو «الافغان العرب» عند توجههم إلى الشيشان وعن علاقتهم مع المقاتلين الكشميريين وغير ذلك من المهام السرية المحيطة بتنظيم «القاعدة» ومعسكرات تدريب بن لادن.

وكشف جنكو أيضاً عن وجود موظفة اميركية اسمها فلورانس تعمل في السفارة الأميركية بإسلام آباد، ومتخصصة في شؤون التجسس وتتكلم سبع لغات. وتزعم الاعترافات بان جنكو ادلى بمعلومات تفصيلية حول أسماء ووصف للأشخاص الذين جندوه. وتحدث جنكو عن حسن معاملته أثناء الاعتقال. وحسب مصادر الاصوليين في لندن فإن جنكو ظل في «المحبس العمومي» او السجن المركزي في قندهار حتى ما بعد سقوط حركة طالبان، رغم تقدمه بعدة التماسات بالعفو الى الملا عمر حاكم طالبان، واقراره بذنب التجسس على الحركة الاصولية وبن لادن. وكان موقع «المرصد الاسلامي» بلندن الذي يديره الاصولي المصري ياسر السري قد بث الاعترافات الكاملة للجاسوس عبد الرحيم جنكو يوم 6 مايو عام 2000، ونشرتها «الشرق الأوسط» في حينه. وضمن الذين تبحث عنهم المباحث الاميركية عبد الرؤوف بن الحبيب بن يوسف الجيدي وخالد بن محمد الجهني، والاخير ظهر في شريط فيديو بثته السلطات الاميركية في يناير (كانون الثاني) الماضي مع رمزي بن الشيبة منسق عمليات 11 سبتمبر. وتصدر القائمة الاميركية فواز يحيى الربيعي، وهو يمني الجنسية واحد المقربين من اسامة بن لادن. وهناك اكثر من يمني في القائمة الاميركية. وبين المهتمين الذين حوكموا امام المحكمة آخرون وردت اسماؤهم في التحذير الاميركي الاخير وهم عبد العزيز محمد صالح عطش وبسام عبد الله النهدي وعليان محمد الوائلي وعبد الرب محمد الضبي.

وقال الاصولي المصري ياسر السري في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» انه يعتقد ان المباحث الفيدرالية تريد الاتصال بالجاسوس جنكو الذي عمل لحساب الاميركيين والاسرائيليين في افغانستان بعد ان فقدت الاتصال به في سجون طالبان بقندهار مقر حكم الملا عمر. واضاف ان الاميركيين فشلوا ثانية في لعبة «المعلومات» لدرجة انهم وضعوا بطريق الخطأ صورة احد جواسيسهم، ضمن اصوليين متهمين بزعم ما يسمى بالارهاب، ومطلوب جمع مزيد من المعلومات عنهم. ووصف ما فعلته المباحث الاميركية بانها سقطة معلوماتية مكشوفة. وفي الاعترافات المزعومة التي اقر بها عبد الرحيم جنكو امام قادة طالبان في مارس (اذار) عام 2000، قال انه قد تم تجنيده من رجل في الاستخبارات الإسرائيلية اسمه شموئيل أنتي.

وتحدث في الاعترافات المنسوبة له شخص اسمه هاجوب حسيب مسؤول في السفارة الأميركية والمسؤول المباشر عن تجنيده بقوله له: إذا أنهيت مهمتك فلك علينا أن نأخذك إلى مكان لا يعرفه أحد، حتى رئيسنا لا يعرفه، نعيشك في جنة الأرض، نعيشك في بيت في أحضان النساء والنعمة والمال.

وتزعم الاعترافات ان جنكو جند للتجسس على معسكرات بن لادن مع اشخاص اخرين بينهم أركان وهو كردي عراقي وكنيته «إسلام»، وريتشارد بيكيت اميركي الجنسية يعمل معالج كومبيوتر. وافاد ان الاميركيين بعثوا منذ شهر ديسمبر عام 1998، 21 جاسوسا، عقب تفجير سفارتيهم في نيروبي ودار السلام لجمع اكبر قدر من المعلومات عن معسكرات تدريب بن لادن، وعلاقة «القاعدة» بطالبان. وضمن اسماء الجواسيس في افغانستان التي زعمت الاعترافات ان جنكو ادلى بها اسماء الفلسطينيين عبد الرحمن العلي وموفق النجار، واخر اسمه نزيه عبد المولى، وقال: «انهم كانوا موجودين في قندهار قبل وصوله الى الاراضي الافغانية». واشار الى ان الضابط الاسرائيلي شموئيل انتي الذي جنده غرر به بالمسائل المادية وهو يقول له: «عندما تعود إلى باكستان وتأخذ معلومات إليهم هناك تأخذ بطاقة الماستر كارد بداية بخمسين ألف دولار». وقال جنكو في الاعترافات المثيرة انه كان من المقرر ان يلتقي امرأة اميركية اسمها فلورانس تعمل في سفارة الولايات المتحدة في اسلام اباد، بعد انتهاء مهمته التجسسية في قندهار. وجاءت الاعترافات قبل حوالي عامين في صورة سؤال وجواب.