علامات أولية تدل على أن شارون سيخسر الانتخابات الداخلية في الليكود لصالح نتنياهو

TT

يستدل من فرز بعض الصناديق الانتخابية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، بدأ يخسر الانتخابات الداخلية في حزبه لصالح منافسه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الاسبق. لكن لجنة الانتخابات اوقفت الفرز، والمحكمة المركزية في تل ابيب صادقت على قرارها، وتم تأجيله الى صباح اليوم بسبب ما اكتشف في هذه الانتخابات من فوضى وتلاعب وتزوير، علما بان صناديق الاقتراع في عشرة فروع لم تفتح، بينها اكبر الفروع ـ القدس ـ الذي يصوت فيه 40 الف ناخب.

وكانت الانتخابات قد جرت، يوم الثلاثاء الماضي، وسط شجار واشتباكات بالايدي بين معسكري شارون ونتنياهو. وتبادل الطرفان الاتهامات حول التزوير. وقال نشطاء نتنياهو ان شارون استغل الجهاز الحزبي الكبير وموظفي الدولة والمرافق الحكومية لخدمة معسكره، بما في ذلك تقديم الرشاوى علنا. فيما اتهم نشطاء شارون خصومهم باستخدام المافيا ودفع اموال طائلة لتشويه نتائج الانتخابات وتزويرها.

ورأى المراقبون ان الانتخابات في الليكود جاءت نموذجا صارخا للانتخابات في دول العالم الثالث، وبدأ التشويه والتزوير فيها منذ حملة الاكتتاب للحزب. فالليكود زعم ان لديه 315 ألف عضو منظم، مع العلم بان عدد الاصوات التي حصل عليها في الانتخابات الاخيرة بلغ 430 الف صوت. وكشف النقاب عن استخدام المعسكرين مجموعة كبيرة من مقاولي الاصوات الذين يقبضون على الرأس وعن وجود نشاط للمافيا في هذه الانتخابات. وبرز بين اعضاء الليكود الجدد عدد كبير، يقدر بالالوف، لليهود والمتدينين المتطرفين الذين انتسبوا للحزب ليزيدوا من قوة اليمين المتطرف فيه. وعند صناديق الاقتراع تبين ان عشرات الاعضاء لا يعرفون لمن يصوتون ولماذا. احدهم قال انه جاء ليدلي بصوته للكنيست الاسرائيلي والكثيرون قالوا انهم لا يعرفون لمن يصوتون اذ منحهم المقاولون قوائم مطبوعة جاهزة. وقال آخر: «لو قالوا لي صوت لياسر عرفات، لما اعترضت. فانا لا افهم بالسياسة. وادين بالولاء لذلك الرجل الذي منحني ورقة الاقتراع». وعندما سئل ان كان قبض مقابل ذلك شيئا من المال، ابتسم ولم يجب.

وشكا نتنياهو نفسه بانه حاول ان يدلي بصوته مرتين في ذلك اليوم، لكن رجال شارون منعوه. وتسببوا في الغاء الانتخابات في دائرته الانتخابية الكبرى في منطقة القدس، التي تعتبر اكبر دائرة في البلاد. ويجمع المراقبون على ان غالبية اعضاء الليكود في هذه الدائرة تؤيد نتنياهو، وتم تأجيل الانتخابات فيها وفي 9 فروع اخرى الى يوم الثلاثاء المقبل.

كما شكا نتنياهو من وجود الوف الانتسابات الوهمية، التي جلبها معسكر شارون، بينها 170 عضوا في الليكود من السومريين في نابلس، وهم طائفة ترفض الانتماء لليهودية وتعتبر نفسها من سلالة النبي موسى عليه السلام. ويعتبرون انفسهم فلسطينيين. ويحملون الجواز الفلسطيني، رغم ان اسرائيل منحتهم بطاقة الهوية الاسرائيلية. وقال احد زعمائهم انه واثق من وجود توزير ـ «فنحن لسنا اسرائيليين ولا نصوت للكنيست. فكيف نصبح اعضاء في حزب اسرائيلي»!! يذكر ان انتخابات الليكود الحالية هدفها انتخابات مندوبي مؤتمر الحزب (2700)، الذين سيتحولون الى قيادة مركزية للسنوات الاربع المقبلة. ويريد شارون ان يضمن اكثرية في صفوفهم حتى يعدل الدستور ويلغي الانتخاب المباشر لرئيس الحزب ومرشحه لرئاسة الحكومة، ويجعل الانتخاب داخل المؤتمر. بينما يريد نتنياهو ان يضمن اكثرية تمنع هذا التغيير، وتبقي انتخاب الرئيس بايدي كادر اعضاء الحزب الواسع (اي 315 الف مصوت)، لاعتقاده ان لديه اكثرية بين الجمهور الواسع.

كما ان اعضاء الليكود ينتخبون قياداتهم المحلية للفروع. وهي ايضا انتخابات مهمة جدا. اذ ان الفروع هي التي تضمن تركيب القوائم للمجالس المحلية والبلدية، وبالتالي تتحكم في انتخاب الزعماء المحليين والوظائف الرسمية في البلديات.