التحالف المسيحي الأصولي في أميركا يعتزم العودة لمعارضة أي شكل للدولة الفلسطينية

TT

بدأ التحالف المسيحي الاميركي جهوده للعودة الى المسرح السياسي الاميركي بتجمع شارك فيه عدة الاف من اعضائه في واشنطن تأييدا لاسرائيل ـ ومعارضة لأي نوع من انواع الدولة الفلسطينية.

ولاكثر من ساعتين اول من امس، اعلن عديد من الشخصيات المحافظة في اللقاء الذي عقد في مركز المؤتمرات في واشنطن ان الولايات المتحدة يجب ان تساعد على حماية إسرائيل والحفاظ عليها بكل ثمن، وتوسيع حدود البلاد الحالية ونسيان فكرة فلسطين مستقلة.

واكدوا ان ذلك هو التصرف الصحيح ليس لاسباب جيوسياسية ولكن لانه ظهر في الانجيل.

وصعد بات روبرتسون، الذي رأس التحالف المسيحي حتى شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الى المنصة لتأييد ما وصفه بحق اسرائيل التاريخي في سيطرة شاملة على القدس والاراض المحيطة بالدولة اليهودية.

واضاف في كلمته «لقد كانت (القدس) مكانا هاما قبل ان يسمع الناس بوقت طويل عن محمد وقبيلته. هناك ملايين منا (من الاصوليين الاميركيين) وسنقف مع اسرائيل بغض النظر عما تقوله الامم المتحدة».

وقال روبرتسون ان اي دولة فلسطينية مقترحة وهو الموضوع الذي ايده الرئيس بوش، ستكون امرا بغيضا بالنسبة للتحالف. واضاف ان فلسطين ستقودها «مجموعة من البلطجية على غرار المافيا» يرتبطون بياسر عرفات (الرئيس الفلسطيني) ولن تكون هناك اي طريقة لتأسيسها من دون تحدي حق اسرائيل في القدس الذي نص عليه الانجيل، بأن يحكمها فقط الشعب اليهودي.

وشارك اكثر من عشرة اشخاص من النشطاء المحافظين والشخصيات المنتخبة من بينهم إيهود اولمرت رئيس بلدية القدس في إلقاء كلمات في الاحتفال.

وتجدر الاشارة الى ان التحالف المسيحي كان مصدر نفوذ للحياة السياسية الاميركية ـ ولا سيما في التسعينات. عندما كان المسيحيون المحافظون يعارضون الرئيس بيل كلينتون. ولكن منذ انتخاب الرئيس جورج بوش الابن، لاحظ المحللون السياسيون ان التحالف لم يعد مطلوبا من رعاة الحركة المحافظة.

ويبدو ان نفوذ التحالف بدأ في الانهيار بعدما استقال رئيسه رالف ريد في عام 1997 وبعدما فقدت الجماعة حقها في الاعفاء الضريبي عام 1999 واستقالة روبرتسون.

ودعت روبرتا كومب الرئيسة الجديدة للتحالف الى اعادة «بعث» المنظمة لكي يمكنها التأثير على نتائج الانتخابات. ويؤكد التحالف ان عدد اعضائه يصل الى مليوني شخص.

ودعا بعض المتحدثين ومن بينهم توم دلاي زعيم الاغلبية في مجلس النواب المشاركين الى التطوع للمشاركة في الحملات في جميع انحاء البلاد. واوضح دلاي «هذا هو الاسبوع الذي نساعد فيه في وصول اشخاص يمثلون كل ما نؤمن به ويقفون الى جانب يسوع المسيح».

غير ان بعض المعلقين حذروا من الاخطار التي يمكن ان تتعرض لها اسرائيل والجالية اليهودية في اميركا من التحالف مع منظمة تختلف معهم في قضايا مثل الاجهاض وابحاث الخلايا الجذعية.

غير ان المسؤولين الاسرائيليين الذين تحدثوا في التجمع لم يعربوا عن اي مشاعر قلق بخصوص دعم التحالف. ورفض بنيامين ايلون وهو اصولي يهودي عضو في الكنيست، في كلمته في التجمع تلك الآراء الليبرالية. وقال انه مندهش من هذا القلق المفاجئ بعد عقود من التأييد القوي من المسيحيين المحافظين في الولايات المتحدة.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»