البنتاغون يأمر قادة فرقة مدرعة وقوة استطلاع بالتوجه إلى العراق

TT

قال مسؤولون عسكريون اميركيون امس، إن وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) اصدرت تعليمات الى الفرقة المدرعة الاولى وقوة الاستطلاع الاولى التابعة لمشاة البحرية الاميركية بنقل قادتها العسكريين الى الكويت، وهي خطوة تشير الى اول عملية إرسال غير روتيني لقوات برية الى منطقة الخليج قبل الهجوم العسكري الاميركي المحتمل على العراق.

وتعني هذه الخطوة إرسال مئات المخططين التابعين للجيش الاميركي وقوات مشاة البحرية المسؤولين عن تنسيق أي هجوم للقوات البرية على العراق. وباستعداد عناصر قيادة القوات البحرية والجوية الاميركية مسبقا، والوصول المتوقع لفريق القيادة المركزية الاميركية للمنطقة الشهر المقبل، فإن إضافة المجموعات التابعة للقوات الارضية ستكمل هيئة القيادة التي من المفترض ان تتولى ادارة أي غزو للعراق.

ويجيء القرار الخاص بإرسال الفرق التابعة لسلاح مشاة البحرية الاميركية في أعقاب خطوات اخرى من جانب ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش خلال الاسابيع الاخيرة اعتبرها المراقبون مؤشرا على ازدياد وتيرة الاستعدادات للحرب بما في ذلك الحشد التدريجي للمعدات العسكرية في منطقة الخليج والتدريبات العسكرية للقوات الاميركية التي من المقرر ان تشارك في الغزو وتسريع خطوات صيانة حاملات الطائرات التي من المحتمل ان ترسل من موانئ اميركية.

ويقول مسؤولون عسكريون اميركيون ان التعليمات الخاصة بنقل اركان حرب الفرقة المدرعة وقوة الاستطلاع التابعة لمشاة البحرية الاميركية ستساعد في تقصير الزمن اللازم لشن هجوم على العراق في حال اتخاذ الرئيس بوش قراراً بذلك. وقال المسؤولون ايضا ان هذه الخطوة تسلط الضوء على تصميم ادارة بوش على القيام بعمل عسكري ضد العراق اذا لزم الامر والإبقاء على الضغط على العراق بهدف نزع سلاحه وعلى مجلس الامن بغرض حمله على تبني قرار بإجراءات تفتيش مشددة تتفق ورغبات الولايات المتحدة.

الجدير بالذكر ان المسؤولية الكلية لأي غزو ضد العراق من اختصاص القيادة المركزية، التي اعلنت عن خطط لإرسال قوات من 600 فرد، أي حوالي ثلث قادتها العسكريين، من فلوريدا الى قطر الشهر المقبل بغرض إنشاء قيادة هناك، على ان يكون للعناصر الرئيسية للقيادة، وهي القوات الجوية والبحرية والبرية، مكاتب رئيسية تابعة في المنطقة.

وتحتفظ القوات البحرية الاميركية بمركز عمليات في البحرين (مقر قيادة الاسطول الخامس)، كما ان سلاح الجو، الذي فرض منطقة حظر الطيران شمال وجنوب العراق لمدة عقد تقريبا، يستخدم مركز قيادة بقاعدة الامير سلطان الجوية بالرياض يضم آخر ما توصلت اليه التكنولوجيا، بيد ان مسؤولين عسكريين اشاروا الى ان رفض المملكة العربية السعودية تأييد حرب شاملة على العراق ربما يضطر الولايات المتحدة الى إقامة مركز قيادة بديل في قطر.

وللجيش الاميركي قيادة في الكويت مسؤولة عن الإشراف على العمليات في افغانستان وفي اماكن اخرى في المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية، إلا ان قادة الفرقة المدرعة التي ستصل من مقر قيادتها في هايدلبيرغ بألمانيا ستركز على العراق شأنها شأن مجموعة مشاة البحرية الاميركية المتمركزة في كامب بيندلتون بكاليفورنيا. وتجدر الاشارة الى ان مسؤولين عسكريين صرحوا بأن المجموعتين ستكون لهما قيادة في الكويت.

وفي إطار خطط البنتاغون الخاصة بإرسال المزيد من المركبات المدرعة والمعدات العسكرية الاخرى الى منطقة الخليج قريبا، بدأ سلاح البحرية الاميركية يسعى الى طرح عطاءات لاستئجار سفن نقل تجارية. وطبقا لوثائق اصدرتها قيادة النقل البحري العسكري التابعة لسلاح البحرية الاميركية. ووفقا لأنباء من وكالة رويترز، فإن مسؤولين عسكريين اميركيين يعملون الآن على إجراء الترتيبات اللازمة لتحميل سفينة من كاليفورنيا منتصف الشهر الجاري واخرى تبحر من موانئ في بلجيكا وايطاليا في نفس الوقت.

وبطرح العطاءين التجاريين الاخيرين يصبح عدد سفن الشحن التي استأجرها سلاح البحرية الاميركية منذ اغسطس (آب) الماضي ستة. ووصف مسؤولون عسكريون الشحنات السابقة بأنها دعم للتدريبات العسكرية في الكويت والاردن.

الجدير بالذكر انه منذ حرب الخليج الثانية عام 1991، التي اخرجت فيها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة القوات العراقية من اراضي الكويت، خصص البنتاغون عددا كبيرا من المركبات العسكرية والإمدادات لمنطقة الخليج لتسهيل عملية النشر السريع للقوات الاميركية. كما يوجد حاليا عدد كاف من المركبات العسكرية في دول منطقة الخليج وعلى متن السفن القريبة من قاعدة دييغو غارسيا البريطانية بالمحيط الهندي، التي لا تستغرق الرحلة البحرية بينها ومنطقة الخليج سوى بضعة ايام، لتجهيز ما يزيد على 10 الاف جندي وضابط تابعين للجيش الاميركي وحوالي 15 الف فرد من قوات مشاة البحرية الاميركية.

وتحتفظ الولايات المتحدة بعدد كبيرة من القوات في المنطقة، ولكن تظل هناك حاجة الى قوات إضافية قوامها عشرات الآلاف قبل شن أي هجوم على العراق. وللجيش الاميركي فرقة في الكويت تتكون من ما يزيد على 5 الاف جندي وضابط بالإضافة الى الف فرد من قوات مشاة البحرية الاميركية التي انهت لتوها تدريبات عسكرية هناك، فضلا عن تمركز وحدات قتالية تابعة لحاملتي طائرات اميركيتين بالقرب من العراق بالإضافة الى تمركز طواقم الطائرات المقاتلة في كل من المملكة العربية السعودية وتركيا والكويت والبحرين وقطر والامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. ويبحث مسؤولون اميركيون حاليا امكانية نقل طائرات «بي ـ 2» القاذفة للقنابل من قاعدتها في ميسوري الى دييغو غارسيا.

تجدر الإشارة الى ان التدريبات العسكرية التي كانت تجريها قوات مشاة البحرية الاميركية قد اوقفت عقب مقتل جندي اميركي وجرح آخر بواسطة مسلحين وصفتهما السلطات الكويتية بأنهما ارهابيان. وقال مسؤولون في سلاح مشاة البحرية يوم اول من امس ان التدريب على عملية الغزو الغيت بعد ان طلبت الحكومة الكويتية من قوات مشاة البحرية إنهاء تدريباتها والعودة الى السفن.

وكان المسلحان الكويتيان قد اطلقا النار على جنديين اميركيين كانا يشاركان في تدريبات عسكرية في جزيرة فيلكا مما اسفر عن مقتل الجندي آنتونيو سليد (20 عاما) وجرح جورج سيمبسون (21 عاما)، وتحرك المسلحان الى موقع آخر بغرض إطلاق النار على قوات اخرى قبل ان يلقيا حتفهما عندما رد الجنود الاميركيون على مصدر النيران.

الجدير بالذكر ان والدة الجندي القتيل ناشدت الرئيس جورج بوش بنقل توأم ابنها القتيل، الذي يعمل ايضا بقوات مشاة البحرية في اوكيناوا، الى قاعدة ماكديل الجوية لتقليل احتمالات فقدها لإبنها الآخر. وقالت فيكتوريا كلارك، المتحدثة بإسم البنتاغون، للصحافيين ان سلاح البحرية الاميركية بصدد النظر في هذا الطلب.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»