الإرياني لـ«الشرق الأوسط» : اليمن كان الهدف الثاني بعد أفغانستان ووضعه الآن أفضل .. لكننا ما زلنا في عرض البحر ولم نصل لليابسة

قال إن إجراءات صارمة اتخذت بحق العائدين من أفغانستان وعدد كبير من تنظيم «القاعدة» كان موجودا في البلاد ولم يأت من باكستان

TT

أكد الدكتور عبد الكريم الارياني أمين عام الحزب الحاكم في اليمن ورئيس الوزراء اليمني السابق اتخاذ بلاده اجراءات صارمة بالنسبة لكل اليمنيين العائدين من أفغانستان، مشيراً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أنهم جميعاً خضعوا للتحقيق وأنه أفرج عن بعضهم. كما تحدث عن مخاطر تنظيم «القاعدة» والاحتمالات المتوقعة التي ستحدث لكل الدول العربية، وأكد أن اليمن مؤهل حالياً للحصول على العضوية الكاملة في مجلس التعاون الخليجي بحكم موقعه الجيواستراتيجي.

* ما هي رؤيتكم لمعالجة تداعيات حرب الخليج الثانية وما يحدث حالياً وهل هناك أجندة عربية واحدة لمكافحة الارهاب؟

ـ معالجة تداعيات حرب الخليج الثانية لم تبدأ بعد وما يجري الآن هو استمرار لها بصورة أخرى والمفاجأة كانت في أحداث سبتمبر (ايلول) وهناك من انتقد ردود أفعالنا انتقاداً حاداِ وهم من أصحاب الرأي السياسي والمفكرين وصناع الرأي سواء في أوروبا أو أميركا. بمعنى آخر ان رد الفعل العربي السريع كان دليلاً على رأي قاصر وعدم وعي بخطورة ما حدث وأن البعض تلفظ وتحرك وكأنهم سعداء بهذه المفاجأة. والأمر الثاني هو الانقلاب الكامل الذي حدث في السياسة الأميركية والى حد ذهب ببعض الصحف الغربية إلى اعلان العداء المطلق للعرب والمسلمين واستغل اليهود هذا الحدث وما زالوا يغذون مجتمعاتهم ضد العرب والمسلمين. وأرى أن الموقف الأميركي من العرب الذين لم يشاركوا حربها ضد أفغانستان كان أقل حدة مما كان نحو العرب الذين لم يشاركوا في حرب الخليج الثانية. وعلى أية حال الموقف في غاية السوء والحدة وقد ظهر ذلك في التعامل بين اليمن من جانب وكل من مصر والسعودية من جانب آخر، لكنهما تعودتا على أن لدى اليمن بعض العناد منذ حرب الخليج الثانية وقد قال جيمس بيكر ان أغلى صوت أدلي به في مجلس الأمن لاستخدام القوة ضد العراق لتحرير الكويت كان صوت اليمن.

* لكن كيف تتعامل مع هذا الموقف عربياً؟

ـ اعفني من الرد لأن كل بلد عربي يتصرف بمفرده واليمن كان عرضة للتهديد الأميركي وكان الهدف الثاني في القائمة الأميركية بعد أفغانستان والآن اليمن في موقع أفضل لكن ليس الى نهاية المشكلة لأنها لم تنته بعد ونرجو أن نبتعد عن المشكلة خلال الأشهر القادمة.

* يتردد أن القوات الأميركية الموجودة في جيبوتي هي للتدخل في اليمن في الوقت المناسب؟

ـ لقد صدر بيان من جيبوتي ينفي ذلك والذي يمكن قوله هو أن الولايات المتحدة لديها خطط جاهزة لكل الدول العربية وليس من أجل اليمن فقط والموقف يتوقف على ادارة الأزمات ومعالجتها والتعامل مع الولايات المتحدة حتى يمكن الخروج من المطب الأميركي.

* هل أنت راض عن ادارة اليمن للأزمة؟

ـ الرئيس علي عبد الله صالح تحمل مواقف وصعابا واتخذ من الاجراءات ما يخرج اليمن من الأزمة ووضعه في قارب أمان لكن القارب مازال في عرض البحر الى الآن ولم يصل بعد الى اليابسة.

* ما مدى صحة ما يتردد عن تسلل عناصر تنظيم القاعدة من أفغانستان الى اليمن؟

ـ لا يوجد أي تسلل لأن كل اليمنيين الذين ذهبوا الى باكستان أعطيت لهم تأشيرة لكنهم يدخلون أفغانستان بدون تأشيرة ولا يوجد يمني واحد دخل اليمن الا وخضع للتحقيق وقد أفرج عن عدد كبير من العائدين من أفغانستان والباقي ما زال قيد التحقيق وكونه يمنياً لا بد أن يعود الى وطنه، وكذلك هناك عدد كبير لم يأت من باكستان وانما كان موجوداً في اليمن وقد كشفت الأحداث أنهم كانوا على صلة بحادث المدمرة كول، واليوم يرتبطون بالقاعدة وأحداث سبتمبر، وثبت أن العقل المدبر واحد لكن عدم محاكمة هؤلاء يعتبر مخالفة دستورية.

* هل لديك تعريف لمن ينتمي الى تنظيم القاعدة؟

ـ من كان في أفغانستان عندما بدأ الأفغان يقاتلون بعضهم بعضا لذلك لا بد من المحاكمة، خاصة أن أميركا اعترضت في البداية على محاكمة عناصر كول، قبل أحداث سبتمبر واليوم بدأت تراجع نفسها لأن عدم المحاكمة يعد مخالفة دستورية ولأنه اذا قام أي محام برفع الدعوى سوف يجبر الحكومة، اما على المحاكمة أو الاطلاق وهذا هو القانون، لكن المشكلة أن الولايات المتحدة الأميركية بلد القانون أصبحت تخالف القانون في «غوانتانامو» ومعروف أن المجتمع الأميركي المتعدد الأعراق والثقافات والديانات قام على القانون وبفضله واليوم القانون الأميركي «يرحمه الله» مات وانتهى.

* هل لديكم خطة لتطوير العلاقات مع السعودية؟

ـ العلاقات التجارية والتنموية مع المملكة العربية السعودية على أفضل ما يكون ومن حسن الحظ أن أحداث سبتمبر جاءت قبل قضية الحدود فكانت نعمة من نعم الله وبالتالي لن تتعرض العلاقات اليمنية السعودية الى أي شكل من أشكال التوتر، بل شهدت درجة عالية من التعاون الأمني والاقتصادي والتنموي.

* وماذا عن عضوية اليمن في مجلس التعاون الخليجي؟

ـ اليمن يسعى للحصول على العضوية الكاملة، وعلينا ألا نتجاهل أن اليمن مقارنة بدول مجلس التعاون الحالية لديها بعض العوائق الاقتصادية ولكنها مؤقتة وبالتالي القبول الجزئي بعضوية اليمن يمكن أن يصل في ما بعد الى العضوية الكاملة، خاصة في ظل الظروف القائمة في المعادلة الجيواستراتيجية أعتقد أن اليمن أصبح أهم من بعض الأعضاء الموجودين في مجلس التعاون ولا أعلم ان كان سيؤخذ هذا في عين الاعتبار أم لا، ولكن المنطق يقول ان الأحداث تتطلب النظر الى الموقع الجيواستراتيجي لليمن وأهمية العضوية الكاملة له داخل مجلس التعاون الخليجي.

* هل هناك تنسيق بين اليمن وايران ولبنان في مكافحة الارهاب؟

ـ هناك تطابق في التوجهات والسياسات الى حد كبير لكن ننسق مع الحكومة اللبنانية تنسيقاً رسمياً في هذا المجال.

* ما هي المخاطر التي تؤرق الدكتور الايرياني بالنسبة لليمن؟

ـ الحقيقة أن المخاطر لا تهدد اليمن فقط والقلق عام والهم أصبح قومياً والكارثة التي تلوح في الأفق سوف تمتد للجميع، خاصة اذا ما ضرب العراق.

* ماذا نتوقع اذا ضرب العراق؟

ـ كارثة وتمزق أكثر من الوضع الحالي بكثير وسوف نندم كثيراً على وضعنا العربي بعد ذلك.