زعيم الإخوان المسلمين الأردنيين يهدد بتحريك الشارع ضد الحكومات العربية التي تساعد أميركا في الهجوم على العراق

TT

هدد الشيخ عبد المجيد الذنيبات المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في الأردن بتحريك الشارع في البلاد العربية والاسلامية ضد الحكومات التي قد تتواطأ مع أميركا في هجومها المرتقب على العراق، وهاجم قطر بشدة على سماحها لأميركا بإقامة قاعدة العديد على أراضيها.

لكن الذنيبات نفى في حوار مع «الشرق الأوسط» أن يكون لدى جماعته مخطط لاستعمال العنف، متمنيا ألا يصبح العنف الخيار الأخير للحركات الاسلامية الشعبية في مقاومة المشروع الأميركي لاجتياح العالم العربي الاسلامي، «لأننا سنكون بصدد الدفاع عن أنفسنا وهويتنا».

ودعا المراقب العام إلى رفع وتيرة الجهاد حتى يصبح حالة الأمة كلها وليس الفلسطينيين وحدهم في مواجهة إسرائيل، وقال أن من حق أهل فلسطين أن يدافعوا عن أنفسهم بنفس الاسلوب والعمليات «الاستشهادية» تأتي في هذا الاطار، طالما أن العدو يستهدف المدنيين. وفيما يلي نص الحوار:

* كيف تنظرون للعمليات التفجيرية في اسرائيل؟

ـ نحن نقف أمام عدو يستبيح كل ما هو مقدس، يستبيح الارض والعرض والشجر وكل ما هو مقدس ويستخدم آلته العسكرية المتوحشة بالتنكيل بشعبنا واخواننا بفلسطين ولا شك أن الصائل رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون وهو إصطلاح شرعي يعني الذي يستخدم القوة من دون مراعاة أي وازع أخلاقي أو ديني أو إنساني، فليس أمام المجني عليه إلى أن يستعمل جميع الأسلحة وبنفس الطريقة التي يستخدمها المعتدي للدفاع عن النفس والمقدسات، فعندما يستهدف العدو الصهيوني الطفل والمرأة والشيخ والبناء والشجر وكل ما هو حي في فلسطين، فإن حق أهل فلسطين أن يدافعوا عن أنفسهم بنفس الاسلوب والعمليات الاستشهادية تأتي في الاطار المشروع، طالما أن العدو يستهدف المدنيين. وافتى علماؤنا بجواز هذه العمليات الاستشهادية على اعتبار أنها المعاملة بالمثل، فالعدو الصهيوني إما مجند عسكري أو جاهز للتجنيد. والاستشهادي اسمى معنى للشهادة، فهو يضحي بنفسه وهو يعلم أنه سيلقى الله بعد لحظات من العملية وهو يوقن أنه يثخن بالعدو دفاعاً عن أهله وعقيدته، وهناك أمثلة كثيرة بالتاريخ الاسلامي تشابه العمليات الاستشهادية.

* هل تعتقد أن هذه العمليات ما زالت هي الشكل المناسب للكفاح الفلسطيني؟

ـ هي أداة من الأدوات التي يحق لشعبنا أن يستخدمها، اضافة إلى الحجر والعمل السياسي والعصيان المدني من أجل مقاومة الاحتلال وازالة العدوان

* هل تفرقوا بين العمليات في المناطق المحتلة عام 1967 ومناطق 1948؟

ـ العدو هو العدو أينما وجد سواء في أراضي 67 أو 48 فالأرض محتلة وواجب تحريرها.

* هل تعتقد أن الانتفاضة بحاجة إلى مراجعة؟

ـ وقفة المراجعة واجبة لكل عمل، عسكرياً كان أو سياسياً، لكن نعتقد أن العدو الذي يستخدم كل أدوات القتل لن يوقفه إلا خيار المقاومة.

* هل لديكم خطة قابلة للتطبيق تأخذ الظروف الموضوعية لإحقاق حقوق الفلسطينيين باقامة دولة لهم، أي ما هو البديل الذي تطرحونه؟

ـ الخيار الذي نعتقد بصحته، خاصة أنه يوجد عدو ينكر حقوقنا، هو أن المقاومة الشعبية التي تحتاج من الجميع إلى الدعم والاسناد هي الحل الأمثل لتحرير الأرض وبنفس جهادي قوي.

* وهل أنتم راضون عن هذا الخيار؟

ـ الحقيقة لا. وما نريده أن يطبق هو رفع وتيرة الجهاد وحتى يصبح حالة الأمة وليس حالة الشعب الفلسطيني، لأن العدو يهدد الأمة ولا يهدد فلسطين، وليست مقاومة العدو منحصرة بالفلسطينيين بل بالأمة، والمقاومة والانتفاضة بحاجة إلى دعم الشعوب حتى تستطيع الاستمرار.

* بالرغم من خطورة القرار الأميركي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، لم نر ما يثيركم لإطلاق مظاهرات مع أن قضايا أقل أهمية منه أثارتكم؟

ـ أعتقد أنه لا جديد بالعداء الأميركي للأمة العربية والإسلامية وموقف أميركا من العدو الصهيوني. فأميركا منحازة لمخططات شارون ونحن نشجب الموقف الأميركي سواء في القدس أو إسناد الصهيونية أو السكوت على الجرائم الصهيونية وكل فعالياتنا التي نقوم بها تتضمن شجبا لهذا الموقف الرسمي الأميركي الذي ينم عن الموقف المسيحي المتصهين الذي يحكم الكونغرس وأملاء القرار على بوش.

* ما هو اجراؤكم العملي للرد على هذا القرار؟

ـ إننا حركة دعوية تؤمن بالعمل المدني وليس بالعنف وأساليبنا في ذلك تعتمد على تحريك الشارع لاستنكار هذا الأمر، وقمنا ونقوم بهذه المناسبة بشجب الموقف الأميركي من فلسطين والعراق. والأمة مهدده بالخطر الأميركي والصهيوني وليس القدس فقط، وبالتالي قمنا بارسال رسائل إلى جميع الحركات الاسلامية والوطنية بالعالم ونسعى من خلال لقاءاتنا بجميع المؤتمرات للتعبير عن هذا الرفض والسخط ونعبر عن استنكارنا للموقف الأميركي ولدينا برنامج نشاطات سنقوم به قريباً لدعوة المؤتمر الشعبي للدفاع عن القدس الذي يضم أكثر من 17 دولة بالعالم وفي عقد مؤتمرين في الأردن له لبحث هذا الموضوع واتخاذ موقف شعبي عالمي وعربي وإسلامي لمقاومة المشروع وإفشاله.

* هل تنوون تسيير مظاهرات ضد القرار الأميركي؟

ـ ليس بالتحديد ولكن لدينا برنامجا مستقبليا قريبا نقوم به ولم نتوقف منذ زمن عن رفض السياسات الأميركية.

* هل وجهتم رسالة احتجاج للسفير الأميركي في عمان على القرار؟

ـ حزب جبهة العمل الاسلامي وجه بيانا استنكر فيه القرار واكتفينا بالرسائل العامة والمقابلات الصحافية التي تستنكر القرار.

* إذا ما ضرب العراق ما هو موقف الجماعة من الضربة؟

ـ نحن كحركة شعبية لنا حضورنا بالشارع العربي والاسلامي وسنقوم بتحريك الشارعين ضد الأنظمة العربية والاسلامية التي تتواطأ مع أميركا لهجومها على العراق، واعتقد أنه لن يكون في المنطقة استقرار لهذه الأنظمة التي تساند العدوان وستتأثر مباشرة، فالخطر لن يكون على العراق، فحسب بل ستتأثر المنطقة كلها حسبما صرحت ناطقة باسم البيت الأبيض التي قالت «أننا نهدف إلى تحرير العالم الإسلامي من خلال العراق»، فالهدف العالمي الاسلامي ليس العراق، فحسب وبالتالي اعتقد ان الخطر سيكون واسعاً كبيراً وعلى الانظمة نفسها أن تدافع عن نفسها أولاً وعلى الشعوب العربية والاسلامية أن تدافع عن هويتها ومستقبلها ومستقبل أجيالها.

* هل ستلجأون لضرب المصالح الأميركية فيما لو ضرب العراق؟

ـ ليس في مخططنا استعمال وسائل العنف بالمنطقة في هذه المرحلة ونتمنى أن لا يصبح الخيار الأخير للحركات الاسلامية الشعبية في مقاومة المشروع الأميركي بالمنطقة بالوسائل المادية لأن ذلك سيكون السلاح الأخير الذي لا مفر منه، فيما لو لجأت أميركا لاجتياح العالم العربي الاسلامي، لأننا سنكون بصدد الدفاع عن أنفسنا وهويتنا.

* هل ستكتفون باصدار البيانات؟

ـ نحن حركة دعوية ولسنا حركة عسكرية ولسنا دولة حتى نشن الحرب وإذا ما هوجمت بلدنا أو تضررت، فلن نقف مكتوفي الأيدي وسندافع عن أنفسنا وأوطاننا.

* كشفت قطر عن قاعدة أميركية على أراضيها في منطقة «العديد»؟

ـ نحتج على من يضع نفسه في الخندق الأميركي، لأنه يضع نفسه مع أعداء الأمة، رداً على من يقف مع المعسكر الأميركي سواء في قطر أو غيرها، ولن يرضى الشعب أن يكون في هذا الموقع، فقد تجاوز الخطوط الحمراء. ونحن نستنكر هذا الموقف ونأسف لمثل هذه المواقف التي تستعدي أعداءنا على أبناء جلدتنا وعلى اخواننا، هذا موقف غريب ومستنكر ويجب استنكاره ولا نقبل أن تنحاز أي دولة عربية مع هذا الهجوم الذي سيكون مضراً ليس بالعراق وحده بل على الجميع.

* يقول المفوض باسم جماعة الاخوان المسلمين يوسف ندا أن هناك تنظيما عالميا للاخوان ما علاقتكم بهذا التنظيم؟

ـ أولاً إذا كان هناك مفوض، فهو ليس مفوضا باسمنا نحن بالأردن. وهو مفوض باسم المرشد العام للاخوان المسلمين ونحن لا نسأل عن ما قام به ولا نتحمل أي مسؤولية عما صرح به أو قام به ونحن تنظيم اردني وطني له آماله وعواطفه مع التنظيمات الاسلامية الأخرى ويربطنا مع اخواننا بالعالم الاسلامي الفهم بالحركة ولكن لكل قطر مرجعيته واستقلاله وسياسته التي يرسمها بعيدا عن أي تأثيرات.

* ما هي طبيعة علاقتكم مع جماعة الاخوان المسلمين العالمية؟

ـ العلاقة فكرية تعاونيه في مجال الفكر والفهم وتوحيد السياسات العامة والنظرة العامة للاحداث العالمية.

* هل للاخوان الأردنيين أموال مودعة بنك التقوى؟

ـ ليست لنا أي أموال ولا علاقة لنا من قريب أو من بعيد بما يسمى بنك التقوى ولسنا مسؤولين عما أفاد به الأخ يوسف ندا من أقوال.

* هل أنتم مساهمون في البنك؟

ـ لا.

* هل تلقيتم الدعم المالي من البنك؟

ـ لا. نحن لا نتلقى المساعدات من أي جهة كانت خارج الأردن.

* هل تتلقون المساعدات من جماعة الاخوان العالمية؟

ـ لا. ونفقاتنا من جيوبنا واشتراكات اعضائنا.

* هل اصبحت معارضتكم سلمية بحتة؟

ـ سياستنا العامة تؤمن بالمعارضة والتعبير عن مواقفنا بالادوات السلمية الشورية الديمقراطية ولا نلجأ للعنف أو نحث عليه في علاقتنا مع الانظمة التي نتعايش معها.

* هل ستشاركون في الانتخابات النيابية التي تأجلت عامين؟

ـ هذا الأمر سيحسمه مجلس الشورى عندما يحين أوان بحث موضوع المشاركة أو المقاطعة، وعندما تتحدد الانتخابات المقبلة بموجب إرادة ملكية وعندما تبدأ الحكومة بإجراءاتها الفعلية لإجراء الانتخابات.

* هل تعتقد أن الحكومة الحالية جادة في اجراء انتخابات العام المقبل؟

ـ الحكومة غير جادة، فهي مرتاحة لغياب المجلس النيابي لتأخذ دور المجلس بالتشريع بعيدا عن المراقبة ومحاسبة الشعب الذي يمثله المجلس النيابي.

* طرحت الحكومة الأردنية قضية ممارسة النقابات المهنية للعمل السياسي ما هو موقفكم من ذلك؟

ـ إن النقابات أدوات وطنية فاعلة في مجال خدمة الوطن، وغياب التنمية السياسية أعطى الفرصة للنقابات أن تأخذ مكانة واسعة في العمل السياسي، والعمل السياسي الحزبي دفع النقابات لاحتلال هذا الموقع، والاحداث العالمية التي تمر بها المنطقة لم يعد أحد يستطيع السكوت عنها أو يستطيع الوقوف على الحياد من هذه الأحداث، وبالتالي من حق النقابات التعبير عن مواقفها السياسية ونحن ندعو النقابات إلى توازن ما بين السياسي والمهني وألا تجعل السياسي على حساب النقابي أو النقابي على حساب السياسي ومن حق النقابات ممارسة العمل السياسي، فهي مؤسسات وطنية اقتصادية سياسية تضم في عضويتها أكثر من 150 ألف نقابي ويمثلون 15% من الشعب الأردني، وهم النخب السياسية والاقتصادية للوطن ولا يمكن أن نطلب منهم الوقوف على الحياد والأمة تتعرض للمشروع الصهيوني ـ الأميركي.

* لماذا تفضل جماعة الاخوان المسلمين العمل بالسياسة بالرغم من أنها جمعية؟

ـ الاخوان المسلمون هيئة إسلامية بدأت مع بداية الدولة الأردنية اواخر عام 1945 ورخصت على هذا الأساس، وهي تحمل المشروع الاسلامي كما نفهمه، إذ أن الاسلام دين الحياة عقيدة وشريعة ولا يمكن فصل الدين عن السياسة لأن السياسة هي تسيير أمور الناس، والدين جاء ليحكم أمور الناس ويشرع لهم، فلا يمكننا أن نقول ان الاخوان المسلمين هيئة خيرية تهتم بأمور الخير والأموات وقراءة القرآن فقط، فالاخوان يمثلون الإسلام، والاخوان ومنذ عام 1945 يمارسون الفهم الشامل للإسلام بانه عمل خيري وعقيدي وجهادي وسياسي والاخوان شاركوا منذ عام 1945 في العمل النيابي وشاركوا في الحكومات والبلديات والأندية باعتبار أنهم حركة وطنية تضم شرعية واسعة من أبناء المجتمع.

* يوجد حزب جبهة العمل الاسلامي كذراع سياسي للإخوان؟

ـ الحزب أسس حسب قانون الاحزاب عام 1990 ويقوم بالتعبير عن وجهة النظر السياسية من منظور إسلامي مفتوح للجميع والحزب منفصل تنظيميا وإدارياً عن الجماعة.

* هل يوجد اختلاف مع الحزب؟

ـ لا اعتقد أنه يوجد اختلاف في الرؤى السياسية والاستراتيجيات العامة، حيث يترك لهم المجال للتعبير عن المواقف السياسية اليومية، لكن في القضايا الاستراتيجية نحن متفقون.

* من يرسم السياسة العامة للحزب؟

ـ مجلس الشورى الحزبي.

* ما علاقة مجلس شورى الحزب بالجماعة؟

ـ أكثر من 80% من شورى الحزب هم اخوان مسلمون، وهذا منبع التطابق والتكامل بين فكر الجماعة وفكر الحزب.

* لو خيرتكم الحكومة بين العمل السياسي أو البقاء كجمعية ماذا تختارون؟

ـ لا نختار هذا ولا ذاك، سنبقى مسلمين والتنظيم ليس غاية، بل وسيلة، فلا نتخلى عن إسلامنا واعتقد أن هذا الخيار مرفوض.

* هل تعتقدون ان الحكومة محقة في دمج الأحزاب في ثلاثة تيارات، وسط ويمين ويسار؟

ـ أعتقد ان الدمج مطلوب لتقوية وتنمية الحياة السياسية وإذا كان يقصد به دمج الاحزاب الصغيرة، فإننا مع ذلك ولكن إذا كان المقصود هو إجراء المداخلة الجراحية من الحكومة، فأعتقد أنه غير مبرر ولا بد من حوار ذاتي وقناعة ذاتية بين الأحزاب للاندماج مع بعضها ضمن كتل، وليأتي هذا الدمج من خلال الحوار مع الأحزاب.

* ما هو موقفكم من قانون البلديات المنتظر الذي يساوي بين عدد المنتخبين والمعينين؟

ـ سنقاوم هذا القانون وسندعو لمقاطعة الانتخابات البلدية إذا كانت ستجري على هذا المبدأ، وكنا رفضنا العام الماضي إجراءات الحكومة بتعيين رؤساء اللجان البلدية، إلا أن الحكومة وعدتنا بأن يبقى «الاخوان» رؤساء البلديات في إربد والطفيلة والرصيفة وغيرها ولا يحدث لهم أي تغيير، إلا أننا رفضنا أن نكون رؤساء لجان بلدية.

* هل ستقاطعون الانتخابات البلدية المقبلة؟

ـ هذا يعتمد على القانون، إن جرت الانتخابات بناء على القانون الحالي بعيداً عن توجيهات الحكومة في مبدأ التعيين، فالأصل أن نشارك ولكن إذا جرت الانتخابات على المبدأ الذي يدعو له وزير البلديات بالمناصفة بين المعينين والمنتخبين، فأعتقد أنه سيكون هناك مقاطعة وموقف من هذا الاجراء.

* هل هدف القانون الجديد المقترح تحجيم الاسلاميين؟

ـ نعم، أعتقد أن أبرز أهداف المشروع تحجيم الاسلاميين، ضمن كثير من القوانين التي سنت قبل قانون الأوقاف والهيئات التطوعية، فقد جاءت هذه القوانين لتحجيم الحركة الوطنية ككل.