«حزب الملك» يحصد أكبر عدد من المقاعد في البرلمان الباكستاني ومراقبون أوربيون يتحدثون عن تزوير الانتخابات

TT

حصل الحزب الموالي للرئيس الباكستاني برويز مشرف امس على اكبر عدد من مقاعد البرلمان في الانتخابات العامة التي تستهدف اعادة البلاد الى الحكم المدني. لكن النتائج القوية التي حققها الاصوليون ستجعلهم اطرافا رئيسية على الساحة السياسية. وبعد اعلان نتائج 266 من مقاعد الدوائر الانتخابية في الجمعية الوطنية (البرلمان) وهي 272 مقعدا، حصل حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية (القواد العظام) المؤيد لمشرف على 77 مقعدا. ويطلق الناس على حزب الرابطة لقب «حزب الملك». ومع عدم حصول اي حزب منفرد على اغلبية مقاعد البرلمان، توقع المراقبون ان تكون هناك فترة مشاورات سياسية مكثفة، في حين يقول معلقون ودبلوماسيون ان من الصعب تخيل تشكيل حكومة ائتلافية قوية في باكستان.

وقال دبلوماسيون ان هيمنة التيار الديني اليميني على اقليمين على الحدود مع افغانستان قد تعرقل ايضا جهود الولايات المتحدة في تعقب مقاتلي طالبان و«القاعدة» الذين يعتقد انهم موجودون هناك. وقال دبلوماسي غربي: «منذ بدء الحرب الاميركية في افغانستان وجدنا في مشرف محاورا رائعا، لانه كرئيس للدولة فانه يسيطر جيدا على كل شيء». واضاف: «ونعرف ان كل شيء سيصبح اكثر تعقيدا بعد الانتخابات لانه سيكون هناك لاعبون كثيرون يتعين التعامل معهم».

وحتى بافتراض حصوله على تأييد كثير من المرشحين المستقلين فقد يضطر حزب الرابطة الاسلامية «القواد العظام» للدخول في تحالف غير سهل مع الاحزاب الاصولية او احد المنتقدين الاقوياء لمشرف. وقال الجنرال المتقاعد طلعت مسعود انه في وجود انقسامات حتى داخل حزب الرابطة الاسلامية «فالوضع غير مستقر».

وسيكون امام «حزب الملك» احد خيارين: اما ان يتحالف مع حزب الشعب الباكستاني بزعامة بي نظير بوتو رئيسة الوزراء السابقة التي تقود حزبها من المنفى والذي حصل على 62 مقعدا، وقد رفض حزب الشعب الباكستاني بالفعل الانتخابات واكد أنها شهدت تلاعبات، والثاني هو أن يتحالف مع حزب مجلس الامل المتحد وهو تحالف من ستة احزاب دينية متطرفة تعارض الحرب الاميركية في افغانستان، وقد حصل على 49 مقعدا مقارنة مع 4 مقاعد عام .1997 وقال حزب الشعب الباكستاني انه يريد منصب رئيس الوزراء، في حين يقول زعماء حزب مجلس الامل المتحد انهم لن يشاركوا الا في حكومة تؤيد «الاهداف الاسلامية».

وقال جنرال باكستاني متقاعد ان الوضع قد يصبح اكثر خطورة اذا شكلت الاحزاب الدينية حكومات اقليمية في المناطق التي تحد افغانستان واستبعدت من الحكومة المركزية. واضاف الجنرال اسلام بيج: «ان الاميركيين لم يسمحوا قط للاصوليين بالوصول الى الحكم، واذا حدث واستبعدوا من الحكومة، فستكون هذه بداية وضع غير مستقر تماما». وجرت الانتخابات على 272 مقعدا بالجمعية الوطنية (البرلمان). وهناك 60 مقعدا مخصصا للنساء وعشرة للاقليات غير المسلمة ليكون اجمالي عدد مقاعد البرلمان 342 مقعدا.

وعلى صعيد العملية الانتخابية نفسها قال مراقبو الانتخابات من الاتحاد الاوروبي امس ان الانتخابات العامة التي اجريت في باكستان الاسبوع الماضي والتي تهدف الى عودة الحكم المدني تعرضت لتجاوزات كبيرة. وقال رئيس المراقبين الاوروبيين للانتخابات جون كوشنان في مؤتمر صحافي: «ان اقامة انتخابات عامة ليس من شأنها ان تضمن ارساء الديمقراطية.. مما يدعو للاسف ان السلطات الباكستانية تورطت في عدد من التصرفات تسببت في تجاوزات خطيرة في العملية الانتخابية».

وقال تقرير للاتحاد الاوروبي ان السلطات الباكستانية اساءت استخدام موارد الدولة للتفضيل بين الاحزاب السياسية خاصة الرابطة الاسلامية الباكستانية (حزب القواد العظام). ووجه التقرير انتقادات ايضا الى التغييرات الدستورية التي حدثت قبل بدء الانتخابات لتقوية سلطات الحاكم العسكري للبلاد برويز مشرف.

وعلى صعيد آخر، في اول رد فعل لها، قللت الولايات المتحدة امس من اهمية المكاسب الانتخابية التي حققتها الاحزاب الاسلامية في باكستان، وقالت انها تأمل بان ترفض كل الاحزاب التطرف. وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان واشنطن ستقبل نتائج الانتخابات اذا اكد المراقبون الانطباع المبدئي بان الانتخابات كانت حرة ومنظمة نسبيا. وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية ان الولايات المتحدة ترحب بالتزام الرئيس برويز مشرف بتسليم سلطة الرئيس التنفيذي لرئيس وزراء جديد في الشهر المقبل.

وقال باوتشر: «هناك تحالف يضم ستة احزاب دينية ادى بشكل طيب في بلوخستان والاقليم الحدودي الشمالي الغربي.. وسيكون واحدا من احزاب عديدة في البرلمان، ونعتقد ان الشعب والحكومة في باكستان اظهرا بالفعل معارضتهما القوية للارهاب والتطرف ورغبتهما في دفع مجتمعهما في اتجاه معتدل ومستقر». واضاف: «قلنا اننا نرحب بذلك.. ونتطلع قدما للتعاون معهم بشأن ذلك، ونتعشم ان تلتزم كل الاحزاب بالتحرك في هذا الاتجاه».

واشار الى ان نجاح الاسلاميين لا يمثل بالضرورة فشلا للولايات المتحدة ولكن واشنطن ستواصل توسيع الجهود التي تبذلها لشرح السياسة الاميركية او ما يعرف بالدبلوماسية العامة. ووصف الانتخابات بانها حجر زاوية مهم في استعادة الديمقراطية في باكستان بعد الانقلاب الذي قام به مشرف في عام .1999