الأمير تركي الفيصل في منتدى مدينة ريميني الإيطالية: «كون الدولة عظمى يتطلب منها المزيد من الحكمة»

TT

شارك الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق في المنتدى الذي عقد لعدة أيام في مدينة ريميني الساحلية الإيطالية وعنوانه «بناة السلام». وقال في تصريحات على هامش المنتدى إن السعودية تؤكد على عودة المفتشين إلى العراق، ودعا الرئيس العراقي إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن كافة وتفادي إعطاء أية فرصة لاستخدام العمليات العسكرية ضد العراق، كما دعا الولايات المتحدة إلى التعامل مع هذه القضية من خلال الأمم المتحدة.

وتطرق الأمير تركي الفيصل إلى خطة السلام التي طرحها الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي على أساس انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي المحتلة مقابل السلام الكامل مع جميع الدول العربية. وأشار إلى أن عودة اللاجئين الفلسطينيين يجب أن تحل حلا عادلا وأن هذه الخطة التي وافق عليها مؤتمر القمة العربي في بيروت هي الطريق الوحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وشرح الأمير تركي الفيصل في كلمة أمام المنتدى أمس مساعي المملكة لنصرة القضية الفلسطينية منذ عهد الملك عبد العزيز عام 1936.

وقال إنه في عام 1939 أرسل الأمير فيصل بن عبد العزيز وزير الخارجية آنذاك لحضور مؤتمر لندن لحل المشكلة الفلسطينية لكن قيام الحرب العالمية الثانية حال دون اتخاذ أي إجراء في هذا الشأن. وفي عام 1982 طرح الملك فهد بن عبد العزيز (وكان وليا للعهد في تلك الآونة) مشروع سلام بين الدول العربية وإسرائيل يقوم على أساس حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس وحق كل دول المنطقة في العيش بسلام وفي حدود آمنة.

وأنهى الأمير تركي كلمته بدعوة الولايات المتحدة إلى التعقل، قائلا إن «كون الدولة عظمى يتطلب منها المزيد من الحكمة» وقد نظم المؤتمر مركز «بيومانزو للأبحاث العالمية»، وهو مركز إيطالي شهير يدعو إلى التعاون والحوار بين مختلف الثقافات ومن أعضائه البارزين هنري كيسينجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق وأحمد زكي يماني وزيرالنفط السعودي الأسبق وعدد كبير من الجامعيين والوزراء والمثقفين الإيطاليين والدوليين. وقد ألقت الملكة رانيا العبد الله ملكة الأردن كلمة أخرى في المنتدى الذي أنهى أعماله أمس.

ودعت الملكة رانيا في كلمتها المجتمع الدولي إلى انتهاج الحوار والعمل معا من أجل بناء عالم يحكمه الرفاه والسلام بدلا من النزاع والفقر، مؤكدة أن المفهوم الحقيقي للعولمة «يشمل الحوار بين الجميع وهذا القرن لا يخص ثقافة أو منطقة وإنما هو ملك الجميع لكي يصنعوه بانسجام».

وتسلمت الملكة رانيا خلال الافتتاح ميدالية الرئاسة الإيطالية الذهبية.