علي سلمان رئيس جمعية الوفاق: خطاب الملك إيجابي لكننا مستمرون في المقاطعة

TT

اعتبرت شخصيات سياسية في البحرين خطاب ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أمس حول الانتخابات النيابية التي ستجرى بعد غد، محطة مهمة في تاريخ البحرين الحديث في تعزيز وتكريس الحياة السياسية الجديدة. ورغم تحفظ بعض الفعاليات على المشاركة في الانتخابات، نظرا لاستمرار عوامل المقاطعة التي تتمثل في رفض التغييرات الدستورية، إلا أنها ثمنت الخطاب بقيمته السياسية العالية.

وفي هذا الصدد قال الشيخ علي سلمان رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس في المنامة، إن خطاب الملك الشيخ حمد جاء في مناسبة هامة وهي البدء بمرحلة الانتخابات البرلمانية بعد توقف دام أكثر من 29 عاما، كما أن الخطاب احتوى على مضامين إيجابية ومنها التأكيد على حق المواطن في المشاركة، أو المقاطعة، وفقا لأجواء الحرية والديمقراطية، وأكد الخطاب على احترام هذا الحق للمواطنين بعيدا عن أية ضغوط من أية جهة كانت، وأوضح «أن هذا التطور هو أفق جديد نحرص على تعزيزه».

وبسؤاله عن استمرار مقاطعة الجمعيات السياسية الأربع للانتخابات برغم ما جاء في الخطاب الملكي من تأكيدات على استمرار الديمقراطية وتكريسها، قال الشيخ علي سلمان إن الخطاب لم يأت بجديد في مسألة التغييرات الدستورية التي كانت السبب الرئيسي في مقاطعة الانتخابات، موضحا بالقول إن الجمعيات السياسية ترى في المجلس النيابي المقبل، مجلسا فاقدا لأهم مسؤولياته الرقابية المالية والسياسية.

وأضاف أن الطموح كان نحو مجلس نيابي تشريعي يؤسس لحياة ديمقراطية جديدة. وقال هذا ما دفعنا لاستمرار المقاطعة.

من جانبه قال الدكتور مجيد العلوي، أحد الشخصيات السياسية الفاعلة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن خطاب الملك الشيخ حمد بن عيسى جاء ليؤكد عددا من القضايا الاستراتيجية المهمة، ومنها أن الملك أكد على أهمية دور المجلس النيابي في مرتكز العملية الإصلاحية واعتبر المجلس هو الطريق للإصلاح.

كما أكد الخطاب على أهمية المشاركة في الانتخابات وصولا لتكريس الاستقرار السياسي، في وقت تعيش فيه المنطقة هاجس عدم الاستقرار، في ظل التطورات القائمة من حرب مقبلة في المنطقة. وقال العلوي إن تكريس الحالة الديمقراطية عبر مجلس نيابي ستزيد من حالة الاستقرار في البحرين.

وحول مقاطعة الجمعيات السياسية الأربع للانتخابات رغم تأكيدات الخطاب الملكي على أهمية المشاركة وفتح أجواء الديمقراطية، قال إن الخطاب أكد على ضرورة احترام الآراء المختلفة، كما كرس ضرورة قطع السبل على أي من الجهات المقاطعة للانتخابات، أو الآخرين. إلا أن العلوي استدرك بالقول إن مقاطعة الانتخابات لن تحل مشاكل البحرين الأساسية، رغم اتفاق الجميع على التصدي لها. وفي نظري أن الاشتراك في العملية الديمقراطية، من شأنه أن يطرح الحلول العملية لهذه التحديات.

وقال إن التحدي الحقيقي الذي يواجه البحرين هو التحدي الاقتصادي الذي يتمثل في مواجهة معالجة البطالة وتوفير فرص عمل، واستمرار بناء الأسس التنموية لبحرين المستقبل.

وأضاف أن مواجهة هذه التحديات لن تأتي إلا بتعزيز الاستقرار السياسي، الذي يتمثل في تحقيق احترام حقوق الإنسان، وتوسيع المشاركة.