مقتل ما لا يقل عن 14 إسرائيليا في تفجير سيارة مفخخة بحافلة بين العفولة والخضيرة

إسرائيل تحمل عرفات المسؤولية والسلطة تدين العملية و«حماس» تعتبرها عزاء وبركة للفلسطينيين

TT

قتل 14 اسرائيليا على الأقل واصيب حوالي 59 آخرين حالة احدهم حرجة و5 خطيرة، في عملية فدائية تفجيرية وقعت بعد ظهر امس في مفترق كركور الواقع بين مستعمرتي العفولة والخضيرة المتاخمتين للخط الاخضر شمال الضفة الغربية.

وهذه اول عملية من نوعها منذ عملية تل ابيب التي نفذتها «كتائب عز الدين القسام» ـ الجناح العسكري لحركة «حماس» قبل حوالي 3 أسابيع والتي اسفرت عن مقتل اسرائيلية وجرح اكثر من عشرة، وهي العملية الخامسة في هذه المنطقة منذ انطلاقة انتفاضة الاقصى قبل اكثر من عامين.

وحمل احد مستشاري رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، كما جرت العادة في كل عملية، الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المسؤولية واعتبره المسؤول «بصورة مباشرة او غير مباشرة عنها».

لكن الرئيس عرفات بادر رغم ذلك الى استنكار العملية وأكد رفضه لمثل هذه «العملية رفضا تاما». وقال الرئيس عرفات للصحافيين في مقر الرئاسة المدمر في مدينة رام الله بالضفة الغربية ان القيادة الفلسطينية «ضد قتل المدنيين من الطرفين سواء كانوا فلسطينيين او اسرائيليين».

يذكر ان آخر عملية بمثل هذا الحجم، التي نفذتها «حماس» آواخر سبتمبر (ايلول) الماضي، استغلتها حكومة شارون بشن هجوم كاسح على مقر عرفات في رام الله وتدميره بالكامل باستثناء المبنى الذي يقيم فيه مع مساعديه. وفرضت عليه حصاراً خانقاً، مطالبة بتسليم عدد من المسؤولين في مقدمتهم مدير المخابرات في الضفة الغربية العميد توفيق الطيراوي، وقالت انهم يقفون وراء ما اسمتهم بالارهاب. وظل الحصار مفروضا الى ان تدخلت الولايات المتحدة وطلبت مباشرة رفعه، لانه كما قالت يضر بعملية السلام. واعتبر عبد العزيز الرنتيسي أحد كبار قادة حركة «حماس» في قطاع غزة ان هذه العملية «عزاء وبركة للمقاتلين الفلسطينيين ولأبناء الشعب الفلسطيني الذين ذبحوا في رفح وخان يونس على يد ارييل شارون وبنيامين بن إليعزر». ودعا الرنتيسي في تصريحات تلفزيونية «الذين يسارعون الى إدانة وشجب العملية، عليهم ألا ينسوا دماء الأطفال الفلسطينيين». واضاف «ان العمليات الاستشهادية لا تمس بأي مبادرة سياسية، لأنه لا توجد أي مبادرة من هذا النوع من شأنها أن تفيد الفلسطينيين».

وتمت العملية في حوالي الساعة الرابعة والثلث من بعد ظهر امس حسب التوقيت المحلي، بسيارة مفخخة كانت تسير الى جانب الحافلة رقم 841 من حافلات شركة ايجد، التي كانت في طريقها من كريات شمونة (الخالصة) وتل ابيب. وعند بلوغ الحافلة بلدة برديس حنا بين العفولة والخضيرة القريبة من مفترق الكركور الذي يوجد قربه معسكر للجيش الاسرائيلي، التصقت السيارة، المفخخة بحوالي 100 كيلوغرام من المتفجرات، بالحافلة قبل تفجيرها. واصيب في الانفجار علاوة على الحافلة التي تفحمت بالكامل، عدد من السيارات التي كانت موجودة لحظة الانفجار، الامر الذي زاد من عدد القتلى والجرحى.

وهذه هي العملية الثانية التي تتم بهذه الطريقة، اذ وقعت الاولى قبل بضعة اشهر بمحاذاة سجن مجيدو الذي لا يبعد كثيرا عن مكان العملية الجديدة، حيث جرى تفجير سيارة مفخخة في حافلة كانت تقل جنودا اسرائيليين اسفر عن قتل ما لا يقل عن 17 جنديا اسرائيليا وجرح العشرات. واعلنت «سرايا القدس» ـ الجناح العسكري لحركة «الجهاد الاسلامي»، مسؤوليتها عنه، كما اعلنت مسؤوليتها عن هذه العملية على لسان متحدث مجهول اتصل بوكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت الشرطة إن النيران التي التهمت الحافلة حالت دون اقتراب رجال الشرطة والانقاذ منها. وابلغ شاهد عيان الاذاعة الاسرائيلية «كنت على بعد 60 مترا من محطة الحافلات، سمعت انفجارا مدويا. لقد دمرت الحافلة بالكامل، لقد رأيتها وهي تحترق». وقال شاهد آخر «كنت اقود سيارتي امام الحافلة عندما سمعت الانفجار وشاهدت النيران وهي تشتعل فيها. لقد شعر السائقون في الشارع بالهلع لكنهم واصلوا السير». وافادت شاهدة عيان كانت في معسكر محانيه 80 القريب من مكان الحادث «وقع انفجار كبير هز أركان المعسكر ورأيت الدخان يتصاعد وسمعت صفارات سيارات الاسعاف والشرطة».

واخيرا نجحت قوات الإسعاف التي هرعت الى المكان في نقل حوالي 30 مصابا الى مستشفى «هيلل يافي»، وصفت جراح احدهم بأنها حرجة، وجراح خمسة منهم بأنها خطرة، في حين وصفت جراح ستة آخرين بأنها طفيفة.