قبل تسلم مجلس الأمن مشروع القرار الجديد: موسكو ترفض قرارا يطلق يد أميركا تجاه العراق

TT

حذرت روسيا امس من اصدار قرار جديد في مجلس الامن الدولي يطلق يد الولايات المتحدة في استخدام القوة ضد العراق. وقال نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف امس ان القرار الجديد الذي سيعرضه الاميركيون على مجلس الامن الدولي بشأن العراق «يجب الا يعطي تفويضا مطلقا للجوء الى القوة ضد هذا البلد».

ونقلت وكالة انباء «ايتار تاس» عن المسؤول الروسي قوله «اننا نتبع دائما مبدأ ان اي قرار حول العراق يجب الا يعطي تفويضا مطلقا باستخدام القوة ضد هذا البلد».

واضاف ان روسيا الدولة الدائمة العضوية في مجلس الامن التي تتمتع تاليا بحق النقض (الفيتو)، تأمل ايضا «الا يتضمن مشروع القرار عناصر لا يمكن القبول بها كتلك التي كانت واردة في مشروع سابق» اميركي ـ بريطاني.

وحسب مصادر دبلوماسية متطابقة في نيويورك فان اجتماعا كان متوقعا عقده مساء امس لممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن حول العراق من المقرر ان يكون قد تم فيه تسلم نص مكتوب لمندوبي الدول الخمس. وافاد دبلوماسي اخر من احدى هذه الدول ايضا «لم نعد نعقد اجتماعا للدول الخمس في حال عدم وجود نص». واكد وزير الخارجية الاميركي كولن باول اول من امس ان الولايات المتحدة ستعرض مطلع الاسبوع الحالي على مجلس الامن مشروع قرار حول العراق يشدد مهمة مفتشي نزع الاسلحة الدوليين.

واوضح باول في حديث الى محطات التلفزيون الاميركية ان تبعات عدم الالتزام بالقرار المقبل «تبقى مفتوحة للدرس»، معترفا بذلك بوجود تباين في وجهات النظر حول هذا الموضوع بين اعضاء المجلس. واكد العراق اول من امس مجددا استعداده لاستقبال مفتشي نزع الاسلحة غير انه اعتبر انه لا يوجد «موجب لصدور اي قرار جديد»، وفق ما نقل التلفزيون العراقي عن متحدث رسمي. واضاف المتحدث «نحذر من صدور قرار يتعارض والاتفاق مع الامين العام للامم المتحدة (كوفي انان) ورئيس لجنة الامم المتحدة للرصد والتحقق والتفتيش (هانس بليكس)». غير ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان دعا العراق اول من امس الى احترام القرار المقبل الذي سيصدره مجلس الامن الدولي حول عمل مفتشي نزع الاسلحة الدوليين لتجنب «اي اجراءات اخرى» معربا عن امله في ان يحظى القرار بالاجماع.

وقال انان خلال زيارة لبشكيك، عاصمة جمهورية قرغيزستان السوفياتية السابقة «في حال توصل رئيس المفتشين الدوليين الى نتيجة مفادها ان العراق لا ينصاع للشروط التي يحددها القرار (الجديد) حول نزع اسلحته، سيتم اتخاذ اجراءات اخرى». وذكر باول بان الرئيس الاميركي جورج بوش يعتقد ان لديه السلطة اللازمة للهجوم على النظام العراقي عند الضرورة. وقال «ان الرئيس الاميركي لديه كل الصلاحيات التي يحتاجها لاستخدام القوة للدفاع عن الشعب الاميركي، اذا رأى ذلك ضروريا».

وفي هذا الاطار قال الجنرال تومي فرانكس رئيس القيادة المركزية للجيش الاميركي امس انه ناقش موضوع العراقي مع كبار قادة الجيش التركي لكنه لم يطلب مساندة عسكرية من حليف واشنطن القلق بشأن الحرب ضد العراق. ومن المحتمل ان تسمح تركيا لواشنطن باستخدام قواعدها الجوية واقامة مواقع عسكرية ستكون عونا كبيرا في اي هجوم اميركي على العراق الجار الجنوبي لتركيا.

وقال رئيس اركان الجيش التركي في بيان بعد الاجتماع «اضافة الى قضايا التعاون الاميركي التركي نوقشت التطورات في منطقتنا وقررنا ان نستمر في تعاوننا ومحادثاتنا في الفترة القادمة».

وقالت وكالة انباء الاناضول ان الادارة الاميركية تعد برنامج مساعدات لتركيا يتراوح بين اربعة وستة مليارات دولار. وقال مسؤولون في السفارة الاميركية في انقرة انهم لا يعلمون شيئا عن ذلك.