عمان: الإفراج عن نحو ثمانين سجينا أردنيا في العراق وترحيل مئات العراقيين

TT

قال السفير الاردني في العراق فخري ابو طالب ان السلطات العراقية افرجت امس عن ثمانين سجينا اردنيا بمقتضى العفو الشامل الذي قرره الرئيس العراقي صدام حسين الاحد عن السجناء العراقيين والعرب. ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) عن ابو طالب قوله ان مجموعة من هؤلاء الاردنيين، لم يحدد عددهم، غادرت بالفعل العراق الى الاردن في حين سيغادر الباقون اليوم الثلاثاء «على ابعد تقدير».

واكد ان «عدد المفرج عنهم بلغ ثمانين سجينا، منهم 55 قضوا فترة من احكام مؤبدة واحكام بالسجن لبضع سنوات في سجن ابو غريب» بالقرب من بغداد، و«البقية كانوا موقوفين على ذمة قضايا قيد المحاكمة». موضحا ان بينهم طلابا كانوا يدرسون في جامعات عراقية. واكد ابو طالب ان السفارة الاردنية في بغداد اتخذت الترتيبات اللازمة من اجل اعادة المسجونين والموقوفين الاردنيين الى بلادهم فور الافراج عنهم.

من ناحية ثانية أفادت انباء بأن السلطات الاردنية قامت مؤخرا بترحيل مئات العراقيين الى بلادهم من الاراضي الاردنية حيث كانوا يقيمون بصورة غير شرعية وفرضت قيودا على دخول العراقيين الى الاردن. وقال مسؤول في احدى هذه الوكالات الدولية طلب عدم ذكر اسمه، ان «مئات من العراقيين ليس لديهم تصريح اقامة في الاردن، تم ترحيلهم الى العراق اثر عمليات تحقق قامت بها الشرطة في احياء شعبية في عمان». واشار مسؤول في وكالة دولية اخرى الى انه في الوقت الذي يبدو فيه احتمال توجيه ضربة عسكرية اميركية الى العراق قائما، فان اعدادا كبيرة من العراقيين غادروا بلادهم منذ اغسطس (آب) الماضي الى الاردن.

وتقدر مصادر مستقلة عدد العراقيين المقيمين في الاردن بأكثر من 150 الف شخص. ويحق للعراقيين نظريا الدخول الى المملكة بدون تأشيرة الا انه يتوجب عليهم الحصول على تصريح اقامة اذا زادت مدة اقامتهم عن ستة اشهر. ولا يمنح تصريح الاقامة عادة الا بعد الحصول على تصريح عمل في الاردن. واضاف المسؤول الدولي انه «ازاء هذا التدفق الجديد للعراقيين الى الاردن، قررت السلطات الاردنية فرض قيود على دخولهم الى المملكة حيث يسمح فقط للعراقيين الذين يحملون تأشيرة دخول الى بلد ثان بدخول الاردن للتوجه الى ذلك البلد».

وكان وزير الخارجية الاردني مروان المعشر اكد قبل اكثر من عشرة ايام ان الاردن اتخذ مؤخرا اجراءات على حدوده مع العراق والضفة الغربية «تهدف الى ضمان عدم السماح بدخول المملكة الاردنية الا لمن لديهم اسباب شرعية مثل المرور (الترانزيت) او الدواعي الطبية». كما اشار الملك عبد الله الثاني في حديث ادلى به السبت الماضي الى انه لدى بلاده «خططا واجراءات تحول دون ان يصبح الاردن مقرا للاجئين»، قد يتدفقون الى المملكة في حال توجيه ضربة عسكرية الى العراق.

واكد العاهل الاردني ان الاردن «لن يستقبل اي لاجئ من العراق او من غيره». لكنه اكد «لن ندخر جهدا في تسهيل عبور مهاجرين الى اوطانهم (عبر الاردن) اذا وقعت الحرب في العراق، وسنتمسك بموقفنا الرافض اقامة مخيمات لهؤلاء اللاجئين داخل الاراضي الاردنية». وخلال الحرب التي شنها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة في 1991 لاجلاء القوات العراقية من الكويت، استقبل الاردن نحو مليون ونصف المليون لاجئ من جنسيات مختلفة قدموا من العراق.