تدريبات كويتية ـ أميركية ـ ألمانية ـ تشيكية حول الحرب الكيماوية

الكويت: معلوماتنا غير مشجعة عن وجود كويتيين بين المفرج عنهم في العراق

TT

اجرت الحكومة الكويتية امس اتصالات عاجلة مع جهات دولية وعربية للتعرف على حقيقة اطلاق العراق سراح سجناء عرب محكوم عليهم، وصدر بحقهم عفو اول من امس.

وقال وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد سليمان الجار الله لـ«الشرق الأوسط»، ان المعلومات الاولية غير مشجعة «وما زلنا بانتظار اخبار حول اطلاق سراح الاسرى الكويتيين واسرى الجاليات الاخرى الذين احتجزوا منذ الاحتلال العراقي قبل 12 عاما». واضاف ان الخارجية الكويتية شرعت من فورها باجراء اتصالات مع جهات دولية ومن ضمنها الجامعة العربية «لتزويدنا بمعلومات حول وجود كويتيين مفرج عنهم ضمن المواطنين العرب».

وحول وجود سجناء كويتيين ارتكبوا جرائم داخل العراق قبل الاحتلال وعددهم، شكك الجار الله بوجود سجناء كويتيين محكوم عليهم بقضايا سابقة من دون ان تعلم عنهم الخارجية الكويتية. وقال ان بلاده تأمل في ان تكون الخطوة اللاحقة هي الكشف عن مصير الاسرى الكويتيين. وعن الوثائق وسير عملية تسلمها من الجانب العراقي او وجود ما يحول دون مواصلة التسليم، اوضح ان الكويت استمرت امس بتسلم دفعة من وثائق وزارة الداخلية «ونحن حريصون على تفحص الوثائق كافة داخل المنطقة منزوعة السلاح في الجانب الكويتي قبل ان تدخل هذه الوثائق الى اراضينا». من جهة اخرى، قامت وحدات اميركية وكويتية والمانية وتشيكية امس باجراء اول تدريبات مشتركة للوقاية من آثار الحروب النووية والكيماوية والبيولوجية بمشاركة مئات الجنود وحضور خبراء دوليين مهتمين في مجالات الاسلحة غير التقليدية.

وخصصت ادارة الدفاع المدني الكويتي منطقة صحراوية قريبة من مطار الكويت الدولي (غرب العاصمة) للتدريب الذي بدأ بانفجار عربتين تشيران الى الانتشار المتوقع للمواد الكيماوية. وتولت مدرعات فوكس الالمانية عمليات الاستطلاع لطبيعة المواد المتسربة من العربتين بعد اتخاذ اجراءات امنية تمثلت بارتداء الجنود اللباس الواقي للتعايش على البيئة، ثم باشر جميع الجنود وبدعم من الوحدات التشيكية، أعمال التطهير ومحاصرة مواقع انبعاث الغازات السامة، اضافة الى غسل الملابس والمعدات والآليات القتالية من آثار تلك المواد.

واشار السفير الاميركي ريتشارد جونز للصحافيين ان «التدريب لا يعني ان الحرب ضد العراق وشيكة، نحن نستعد للاسوأ، ونأمل في تحقيق الافضل». واشاد بأداء الجنود جميعا. ورأى ان «النتائج ممتازة بالنسبة لهذا التدريب الاول، والمهم هو الاستمرار في التدريبات التي تثبت ان لدينا قدرات كبيرة على مواجهة اخطار اسلحة الدمار الشامل».

وقال متخصصون في التدريب غير المسبوق على ارض الكويت من حيث حجم المشاركة والجنسيات، ان التدريب كان ناجحا. واشار العسكري الاميركي رون روك للصحافيين الى ان التدريب يأتي ضمن مشروع مبادرة التعاون الدفاعي الذي تقوم به القيادة المركزية مع دول مجلس التعاون الخليجي والاردن ومصر ولاختبار مدى الجهوزية والكفاءة للتعامل مع الظروف التي تلحق التعرض لهجوم باسلحة الدمار الشامل.

واعتبر مدير الدفاع المدني العقيد مصطفى جمعة ان نسبة نجاح التدريب مرضية جدا ووصلت الى 70 في المائة. وتوقع استمرار التدريبات في الايام المقبلة. وكانت المانيا بادرت بتوجيه وحدات مكافحة آثار اسلحة الدمار الشامل الى الكويت قبل ثمانية اشهر، تلتها جمهورية التشيك بواحدات اخرى. غير ان تسريبات المانية صدرت قبل ايام تهدد فيها بسحب فريقها اذا ما اقدمت الولايات المتحدة على ضرب العراق من دون قرار دولي. من جانب آخر، قرر البرلمان الكويتي ان يعقد جلسة خاصة السبت المقبل للاستماع الى الخطوات التي اتخذتها الحكومة الكويتية لمواجهة التداعيات المتوقعة في حال تعرص العراق الى هجوم اميركي.