رابطة العالم الإسلامي وجامعة برمنغهام توقعان مشروع تفاهم لإنشاء مركز للدراسات والبحوث التربوية الإسلامية

TT

وقع الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي والبروفيسور مايكل كروز وكيل جامعة برمنغهام مساء أول من أمس (الأحد) مشروع مذكرة تفاهم بين رابطة العالم الإسلامي وجامعة برمنغهام بشأن إنشاء مركز للدراسات والبحوث التربوية الإسلامية في جامعة برمنغهام البريطانية. وجاء في نص مشروع المذكرة أن الجامعة ستلزم بتخصيص أرض لبناء المركز عليها مساحتها 1200 متر مربع في حرم الجامعة. كما ستسعى الرابطة لتمويل بناء هذا المركز، على أن يأخذ الطرفان في اعتبارهما تكوين مجلس أمناء للمركز برئاسة الأمين العام للرابطة وأعضاء من الرابطة والجامعة، ويتولى المجلس الإشراف على المركز في غير الشؤون الأكاديمية. كما يتولى المجلس تأمين ميزانية المركز السنوية. وقد اتفق الطرفان على تنظيم اتفاقية تنظم عمل المركز والتوقيع عليها على أن يتم إقرارها من قبل السلطات المختصة في الرابطة والجامعة وفي حالة عدم التوصل إلى اتفاق على ذلك يعتبر ما سبق من الدراسات لكلا الطرفين لاغيا.

وجاء في مذكرة التفاهم أن الجامعة تهدف إلى نشر المعرفة وبناء مجتمع إنساني مزود بالعلم والثقافة، وهي كذلك تعنى بالتعليم بشتى فروعه وموضوعاته، وقد تخرج في أروقتها عدد من العلماء والباحثين الذين أسهموا في بناء الحضارة الإنسانية، وأن رابطة العالم الإسلامي منظمة شعبية إسلامية عالمية غير حكومية، تتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة تعنى ببناء الأمن الحسي والمعنوي وفتح قنوات التفاهم والحوار بين الشعوب البشرية من خلال وسائل متعددة ومتنوعة، من أهمها بناء فكر إنساني متشبع بالمعرفة والإيمان والعلم الذي يسمو بتكوين عقل الإنسان وفكره، فيبتعد عن كل تصرف يضر به أو بنظيره من بني الإنسان، والرابطة تسعى إلى تحقيق ذلك من خلال تعاونها مع بيوت الخبرة والعلم والمعرفة كالجامعات ومراكز البحث العلمي والتربوي المنتشرة في العالم، من خلال دعمها لبرامج ومشروعات أسهمت في تحقيق الأهداف التي يرنو إليها القائمون عليها.

وانطلاقا من الرسالة العلمية للجامعة فقد رغبت في تأسيس مركز للدراسات والبحوث التربوية الإسلامية يتحقق فيه المستوى العلمي والشروط والمعايير العلمية، لذا فقد تم التفاهم مبدئيا بين كل من الرابطة وجامعة برمنغهام على تأسيس هذا المركز.

وقال الدكتور التركي لـ«الشرق الأوسط»: إن الجاليات المسلمة في الغرب جزء من الأمة الإسلامية، وهي في حاجة إلى أن تركز في مشروعاتها على البرامج الأكثر نفعا في مجال التربية الإسلامية وفي مجال إيضاح حقائق الإسلام. فنحن نواجه الآن هجمة شرسة من أعداء الإسلام متأثرة بالرواسب التاريخية في المناهج والتراث الأدبي والتاريخي في الغرب، كل هذه الرواسب تستغل في تشويه صور المسلمين. وإذا كان من واجبنا أن نعرف الغربيين بديننا على حقيقته وحضارتنا وتاريخنا، فإن البداية ينبغي أن تكون في المناهج الدراسية في الأبحاث التي تعرف بيئة الغرب وواقعها وتتعامل مع عقليته.

وأضاف الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بالقول: «من هنا آمل أن يكون لهذا المركز أثره في تصحيح الصورة الحقيقية للإسلام، خاصة أن من أهدافه تدريب معلمي التربية الإسلامية في المدارس البريطانية، وإجراء الدراسات على المناهج التعليمية، وتمكين الباحثين المسلمين من التعاون من خلاله مع المتخصصين في الجامعات البريطانية. ثم أنه سيوفر بيئة طيبة للطلاب المسلمين في هذه الجامعة، وسيوفر أيضا المعلومات المطلوبة لقسم التربية والدراسات التي لها علاقة بالإسلام والمسلمين».

وأوضح الدكتور التركي أن الرابطة اختارت جامعة برمنغهام لأن فيها قسما علميا متخصصا في هذا المجال، ولوجود جالية مسلمة كبيرة في مدينة برمنغهام، وأيضا لوجود استعداد من المسؤولين في هذه الجامعة للتعاون مع الرابطة في هذا المجال التربوي الأكاديمي.

وقال البروفيسور مايكل كروز وكيل جامعة برمنغهام لـ«الشرق الأوسط»: إن هذا المركز سيكون أول مركز متخصص في الدراسات والبحوث التربوية الإسلامية في أوروبا الغربية. وأننا في الجامعة سعداء لتوقيع مشروع مذكرة التفاهم مع الرابطة بشأن إنشاء هذا المركز خاصة أن كلية التربية في الجامعة حريصة على تدريس التربية الإسلامية ضمن مناهج التربية الدينية، لتلبية احتياجات الطلاب المسلمين في هذا المجال التربوي الأكاديمي.

وقال الدكتور عبد الله شاهين أستاذ التربية الإسلامية في كلية التربية بجامعة برمنغهام لـ«الشرق الأوسط»: إن لكلية التربية اهتماما خاصا بالتربية الإسلامية لجذب الطلاب المسلمين الذين يدرسون في المدارس البريطانية، لأن الكلية لها قسم مشهور للتربية الدينية، فهي حريصة على أن تكون التربية الإسلامية ضمن مناهج التربية فيها. كما أن إنشاء هذا المركز المتخصص سيساعد كثيرا في توفير دراسات وبحوث تربوية إسلامية بالإضافة إلى مساعدة الطلاب في المزج بين هويتهم الإسلامية وانتمائهم الأوروبي مزجا صالحا، لأن هناك مشكلات تواجه أبناء المسلمين في أوروبا ومن أبرزها قضية الهوية. وسيكون للمركز دور مهم في معالجة هذا الأمر.

وأضاف الدكتور شاهين أن المركز سيساعد في تدريب المعلمين الذين يدرسون الإسلام في المدارس البريطانية. كما سيساهم في تدريب وتأهيل الأئمة والدعاة تأهيلا تربويا يمكنهم من أداء رسالتهم على الوجه الأكمل. وسيقوم المركز بإعداد المناهج والكتب الدراسية في مجال الدراسات والبحوث التربوية الإسلامية.

وأوضح الدكتور شاهين أن المركز سيعمل جاهدا على إيضاح حقائق الإسلام خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) التي استدعت ضرورة أن تساهم مثل هذه المراكز العلمية البحثية المتخصصة في نشر الوعي بحقيقة الإسلام في الغرب.