يصل الى الكويت اليوم العاهل المغربي الملك محمد السادس في زيارة رسمية تستمر يومين تلبية لدعوة من أمير الكويت الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح.
وأعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة المغربية أن الملك محمد السادس سيحل اليوم بدولة الكويت في زيارة رسمية يجري خلالها مباحثات مع الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت. وأكد محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» امس ان العاهل المغربي سيبحث مع أمير الكويت وكبار المسؤولين الكويتيين في مختلف القضايا التي تهم الامة العربية والعلاقات الثنائية بين البلدين. وقال ان الزيارة ستكون محطة اخرى على طريق التشاورالمستمر بين الملك محمد السادس والقادة العرب.
وفي اشارة الى الملف العراقي، قال بن عيسى ان المباحثات لن تقتصر على موضوع واحد فقط بل ستشمل مختلف قضايا الساعة بصفة عامة، اضافة الى المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية. واشاد بن عيسى بالتقدم الذي طرأ على صعيد العلاقات المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات. وقال ان زيارة الملك محمد السادس اليوم ستزيدها قوة ومتانة. واشار الى ان الزعيمين سيبحثان سبل تعزيز هذه العلاقات والمضي قدما في طريق الشراكة.
ومن جهته، أكد وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية الشيخ محمد صباح السالم الصباح أن زيارة الملك محمد السادس للكويت هي زيارة تاريخية بكل المقاييس لأنها أول زيارة رسمية يقوم بها للكويت بصفته ملكا بعد أن استقبلته الكويت عام 1990 كولي للعهد. وأوضح الشيخ محمد صباح السالم في تصريح خص به وكالة الانباء المغربية أن جميع المسؤولين في الكويت يثمنون العلاقات القائمة مع المغرب ويعتبرونها نموذجية على مستوى العلاقات العربية ـ العربية، مبرزا أن الروابط بين البلدين تضرب جذورها في التاريخ ورويت بماء المحبة والصفاء وذلك منذ عهدي المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني. وشدد الشيخ محمد صباح السالم الصباح على أن الكويتيين يستذكرون بكثير من الفخر والامتنان والعرفان وقفة الملك الحسن الثاني رحمه الله إلى جانب الكويت خلال تعرضه للغزو العراقي، وسيظل أهل الكويت حاضرا ومستقبلا يحملون هذا الدين لإخوتهم في المغرب على هذا الموقف النبيل. وأشار إلى أن بلاده تتطلع إلى أن تساهم زيارة الملك محمد السادس للكويت في دعم أواصر الصداقة والاخوة والتعاون القائمة بين البلدين على جميع المستويات، وأن تزيد العلاقات السياسية والاقتصادية متانة بين الجانبين مذكرا بأن المغرب يعتبر من أكبر الدول المستفيدة من المساهمات الاقتصادية للصندوق الكويتي للتنمية. وأضاف أن ثقة الكويت كبيرة في التحولات الاقتصادية التي جرت في السنوات الأخيرة في المغرب الذي دخل عهدا جديدا حيث يعمل مختلف المسؤولين بجدية لتحسين المناخ الاستثماري في البلاد.
وقال «نحن نتطلع لأن نستمر كمشاركين في التنمية الاقتصادية في المغرب الذي يمثل بالنسبة لنا بيئة مرحبة ومشجعة للاستثمارات بجميع أشكالها». وأضاف وزير الدولة الكويتي أن الظروف الدولية الحالية وانبثاق منظمة التجارة العالمية والعولمة تضع على الجميع مسؤوليات خاصة على الدول العربية تتطلب الانفتاح ومواكبة التحولات التي تجري في مختلف أنحاء العالم مما يحتم لم الصفوف ونبذ كل الخلافات والعمل بكل جدية على دعم العمل العربي الاقتصادي المشترك. وقال إنه في هذا الإطار ينظر بكل تقدير واحترام للدور الهام الذي يلعبه المغرب الذي يتوفر على موقع استراتيجي هام كحلقة وصل بين العالم العربي والعالمين الأروبي والأفريقي وملتقى الحضارات المختلفة وكجسر للمحبة والتواصل والتعاون بين الدول العربية. وسيصل العاهل المغربي الى الكويت قادما من موسكو حيث امضى زيارة خاصة بعد انتهاء زيارته الرسمية.