اتفاق سوري ـ فرنسي في مباحثات الأسد وشيراك حول تجنيب العراق ضربة عسكرية

دمشق: تصريحات الرئيس الفرنسي حول انسحاب القوات السورية من لبنان فهمت خطأ ممن يريدون فهمها خطأ

TT

اعتبرت دمشق أن القمة السورية الفرنسية بين الرئيسين بشار الأسد وجاك شيراك تشكل حلقة هامة في إطار اللقاءات والاتصالات المستمرة بين الرئيسين السوري والفرنسي، وتندرج في إطار التشاور حول الأوضاع الثنائية والإقليمية والدولية، كما تندرج في إطار التركيز على دور سورية الإقليمي في المنطقة، وأهمية دور الرئيس الأسد في القضايا الدولية.

ووصفت الدكتورة بثينة شعبان، مديرة إدارة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية السورية، محادثات الأسد وشيراك بأنها كانت إيجابية وجرت في جو ودي، عرض الرئيس السوري في أثنائها موقف سورية إزاء جملة من المسائل الساخنة، وفي مقدمتها التهديدات الموجهة ضد العراق، وانعكاساتها الخطيرة على الوضع في المنطقة، وعلى الأمن والاستقرار فيها، مؤكداً من جديد موقف سورية المعارض لأية ضربة ضد العراق، ووقوفها مع كل جهد يجنب العراق الضربة العسكرية، وحل هذه المشكلة.

وشدد الأسد وشيراك على تنسيق جهود سورية وفرنسا في مجلس الأمن من أجل تفادي هذه الضربة، مؤكدين ضرورة تجنيب العالم ضربة ضد العراق، والعمل من أجل ذلك، على استصدار قرارين في مجلس الأمن، وليس استصدار قرار يؤدي إلى ضرب العراق.

ورأت مديرة الإعلام الخارجي في الخارجية السورية أن هناك انطباعاً بأن الرئيس شيراك جاد جداً في تجنيب العراق ضربة عسكرية، وإيجاد حل سياسي بدل هذه الضربة، كما أن هناك شعوراً بأنه قد نكون في بداية تملس إيجاد حلٍ دبلوماسي، لكنها أردفت قائلة: «يجب أن لا نضخم التفاؤل، وقد تكون هناك بوادر بنسب صغيرة لاحتمال الحل الدبلوماسي وهذا هو الانطباع العام».

ولفتت الدكتورة شعبان إلى أن الموقفين السوري والفرنسي كانا متقاربين جدا حيال المسألة العراقية، كما كانا متقاربين حول مجمل القضايا التي طرحت، ومن بينها الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرة إلى أن الرئيس الأسد رأى أن استمرار الوضع الراهن والسياسات القمعية التي تمارسها إسرائيل قد أدى إلى تعطيل عملية السلام، وأن العنف الذي تمارسه إسرائيل لن يؤدي إلى الأمن والسلام والاستقرار، وأنه جدد رؤية سورية بأن الحلول يجب أن تكون على أساس الشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن، ومبدأ الأرض مقابل السلام، ومرجعية مدريد.

وناقش الرئيسان، على مدى مائة دقيقة، حضر جانباً منها نائب الرئيس السوري، عبد الحليم خدام، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، فاروق الشرع، العلاقات الثنائية، وأكدا عزمهما على الاستمرار في تطوير هذه العلاقات، وتم الاتفاق على عدد من الخطوات العملية لتعزيزها في مختلف المجالات.

وعن الشأن اللبناني أشارت الدكتورة شعبان إلى أنه تم الحديث عن أهمية انعقاد مؤتمر باريس ـ 2 الخاص بلبنان، بينما أشارت، من جهة ثانية، إلى أن تصريحات شيراك بشأن انسحاب القوات السورية من لبنان قد فُهمت خطأ ممن يريدون فهمها خطأ، وأوضحت أن شيراك قال: «تنسحب القوات السورية من لبنان، حين يتطور السلام ويشمل المنطقة، ويتحقق الأمن والاستقرار، ويتحقق اتفاق الطائف، وهذا هو موقف سورية وتصريحات شيراك فهمت خطأ».