وزير خارجية فرنسا يدعو ليبيا إلى الاستمرار في مكافحة الإرهاب

TT

دعا وزير خارجية فرنسا دومينيك دو فيلبان، امس في باريس، بمناسبة افتتاح اعمال اللجنة المشتركة الفرنسية ـ الليبية الى اقامة علاقة ثنائية مع ليبيا تقوم على «الحوار»، مؤكداً رغبة فرنسا تنشيط التشاور مع طرابلس لتحقيق هدفين اثنين: الاستقرار والتنمية في المتوسط وافريقيا.

ويأتي هذا الاجتماع، بعد عشرين عاماً من الانقطاع، ليعكس التطبيع الكامل للعلاقات «الرسمية» الفرنسية ـ الليبية التي عرفت ما يزيد على 15 عاماً في التوتر بسبب ازمتي التشدد وتفجير طائرة يوتا عام 1979 الذي اوقع 170 قتيلاً، بينهم 53 مواطناً فرنسياً.

وصباح امس، تظاهر قريباً في مقر وزارة الخارجية الفرنسية عدة عشرات من ذوي الضحايا حاملين يافطة كتبت عليها اسماء الضحايا الـ170 فيما حمل العديد صور ذويهم الذين فقدوا في هذه الحادثة.

كذلك حمل المتظاهرون مجسماً لطائرة يوتا التي سقطت في صحراء النيجر.د ويطالب ذوو الضحايا الحكومة الليبية بتعويضات مماثلة لما تقترحه طرابلس على ذوي ضحايا الطائرة الاميركية فوق بلدة لوكربي التي فجرت فوق اسكوتلندا. وتؤكد معلومات صحافية ان ليبيا تقترح 10 ملايين دولار لتعويض كل ضحية. فضلاً عن ذلك يطالب المتظاهرون بأن ينفذ الحكم الصادر غيابياً بالسجن عن محكمة فرنسية بحق ستة مواطنين ليبيين ادانتهم المحكمة لمسؤوليتهم عن الحادثة.

وشارك في المظاهرة ممثلون عن «اتحاد ملاحي الطيران المدني» ورئيسة جمعية الدفاع عن ضحايا الاعتداءات الارهابية فرنسواز رودتسكي التي اكدت تقديم شكوى ضد ليبيا وضد العقيد القذافي امام المحكمة الفيدرالية في العاصمة الاميركية.

وما زالت حادثة طائرة يوتا تسمم العلاقات الفرنسية ـ الليبية رغم اغلاق الملف القضائي في فرنسا وقيام ليبيا بتعويض ذوي الضحايا قبل ما يزيد على السنتين.

ويبدو هذا الجو بعيداً جداً عن جو المحادثات الرسمية ومناقشات اللجنة المشتركة حيث الاولوية تذهب الى تنشيط الحوار السياسي والى توثيق التعاون الاقتصادي والمالي والثقافي ناهيك من زيادة حجم المبادلات التجارية.

وكان الوزير الفرنسي قد زار يوم الجمعة الماضي ليبيا حيث اجتمع بالعقيد القذافي ونظيره عبد السلام شلغم وعلي عبد السلام التريكي، وزير الوحدة الافريقية.

وامس دعا الوزير الفرنسي ليبيا الى الاستمرار في المساهمة في الحرب على الارهاب، كما دعا الى قيام تنسيق مشترك من اجل العمل للسلام وللتنمية في افريقيا.

وكان لافتاً ان الوزير الفرنسي شجع ليبيا على تقوية وضعها المالي مع معهد العالم العربي. ومعروف ان متأخرات ليبيا للمعهد تزيد على 15 مليون يورو. ويحضّر المعهد لاقامة موسم ثقافي ليبي، وتعول ادارة المعهد على هذا الموسم حتى تفي ليبيا بمتأخراتها المالية.