«فتح» تتهم أصوليين فلسطينيين وأكرادا ولبنانيين بمسلسل التفجيرات في مخيم عين الحلوة

TT

طرحت الانفجارات التي وقعت اخيراً في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان تساؤلات عن الجهة التي تقف وراء توتير الوضع وتوقيت هذه الانفجارات التي استهدفت في ما استهدفته منازل وسيارات عائدة لضباط في حركة «فتح»، التي يرأسها رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات، علما ان الحركة خاضت في الاشهر الماضية معارك واشكالات سياسية وامنية مع عدد من المجموعات الاسلامية الموجودة في المخيم، ومنها «عصبة الانصار» التي يقودها الفار من وجه القضاء اللبناني احمد عبد الكريم السعدي الملقب بـ«ابو محجن» و«عصبة النور» المنشقة عن الانصار والتي يقودها الشيخ عبد الله الشريدي المعروف بـ«تطرفه الشديد»، وصولاً الى المجموعات الطرابلسية، ومنها «مجموعة الضنية» التي هربت من شمال لبنان بعد المواجهات مع الجيش اللبناني في جرود الضنية مطلع عام .2000 وكانت كل هذه الاشكالات تفضي الى تسويات معينة لم تكن بالضرورة معبرة عن تطلعات «فتح» التي وهنت مرجعيتها واخفق قياديوها في الحفاظ على بريق الحركة الذي كان قد استعاد بعضاً من وهجه بعد اندلاع الانتفاضة.

ماذا يجري الآن؟ سؤال يتردد على ألسنة الفلسطينيين من ابناء مخيم عين الحلوة الذي يعتبر عاصمة الفلسطينيين في لبنان. وتجمع الاوساط الفلسطينية على ان ما يجري هو «مشروع فتنة داخلية بهدف إقحام المخيم في صراعات دموية». وتتهم مصادر قريبة من حركة «فتح» المجموعة الاسلامية التي يقودها الشيخ عبد الله الشريدي والاكراد الفارون الى المخيم والمجموعات الطرابلسية بأنهم المستفيدون من توتير الوضع واستهداف ضباط الحركة ومنازلهم وسياراتهم. وابدت هذه المصادر خشيتها من اتساع نطاق الاعمال المخلة بالامن داخل المخيم.

وربطت بعض المصادر الفلسطينية بين حوادث سابقة جرت في المخيم وما يجري الآن. واشارت الى ان مسلسل القاء القنابل والعبوات ارتفعت وتيرته بعد مقتل احد الاكراد الفارين الى المخيم، ويدعى ياسر شيخو، وهو من التابعية السورية.

ورأت المصادر ان «مجموعة الضنية» تستفيد هي ايضاً من الجو السائد الآن ولاسيما من محاولات اغتيال ضباط «فتح» الذين تعتبرهم «قتلة وكفاراً»، لكن المصادر نفسها ترى ان حركة «مجموعة الضنية» محدودة الآن بالنظر الى خلفية الاتفاق الذي اوقف الاشتباكات التي اندلعت قبل شهرين بين «فتح» وهذه المجموعة، والذي نص على وضع عناصرها في الاقامة الجبرية وفي عهدة «عصبة الانصار» تمهيداً لخروجهم من المخيم بالطريقة التي دخلوا بها. وهذا الامر لم يحصل، اذ بقي هؤلاء في عهدة «عصبة الانصار» لكن هذا لا يمنع قيامهم ببعض النشاطات مع اطراف اسلامية اخرى في المخيم.

وترى المصادر القريبة من «فتح» ان الحوادث المتكررة في المخيم، وبغض النظر عن مرتكبيها ومنفذيها، انما تستهدف ضرب الاستقرار وتعكير صفو الامن «وهي بكل الحالات أيدٍ اسرائيلية».