مساعد وزير الخارجية الأميركي: مهتمون بنصيحة ولي العهد السعودي بشأن العراق

TT

قال المبعوث الاميركي الخاص بالشرق الاوسط وليام بيرنز ان مباحثاته مع القيادة السعودية ستركز على تأكيد الالتزام القوي للرئيس الاميركي جورج بوش للشراكة بين البلدين.

وقال بيرنز وهو ايضا مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى في حوار حضرته «الشرق الاوسط»: «لقد طلب مني الرئيس ان استعرض عددا من المواضيع المختلفة خلال جولتي الحالية مع عدد من المسؤولين الذين سألتقيهم خلال هذه الجولة التي تزيد عن اسبوعين على دول المنطقة».

واوضح خلال اللقاء الذي تم امس الاثنين في الرياض: «جزء اساسي من الهدف من هذه الجولة هو التشاور والاستماع الى نصائح من اصدقائنا وشركائنا المقربين في المنطقة، لانني دائما اعتقد بانه من المهم لاميركا ان تطبق نوعا من التواضع في التعامل مع المشاكل في هذا الجزء من العالم لاننا لانملك كل الاجابات ونستفيد من نصائح اصدقائنا وبالتآكيد نستفيد من العمل سويا مع اصدقائنا في المنطقة».

وفيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني، قال: «سأركز هنا كما فعلت في اماكن اخرى على الالتزام الشخصي القوي والعميق للرئيس برؤية دولتين وتقديره لمبادرة القمة العربية والتي يستحق الامير عبد الله بن عبد العزيز والسعودية كل التقدير عليها. وهي مبادرة فيها الكثير من الجوانب الواعدة».

وتابع قائلا: «سأتابع مراجعة التطور الذي نقوم به في اللجنة الرباعية لتطوير «خريطة طريق» ملموسة لترجمة رؤية دولتين الى حقيقة واقعة، واسعى الى معرفة الافكار السعودية حول افضل السبل للمضي قدما في هذا السبيل».

وأكد في هذا السياق قائلا: «احد المبادئ الاساسية لجهود تطوير «خريطة الطريق» هي وجود التزامات على كلا الطرفين، الاسرائيلي والفلسطيني وكذلك بعض الاطراف في المنطقة لان هذه هي الطريقة الوحيدة التي يستطيع بها الطرفان العمل على انهاء العنف والارهاب والتي تقوض شرعية الكفاح الفلسطيني، وانهاء العنف والارهاب الذي يقوض الامل الفلسطيني الشرعي، ولانهاء معاناة واذلال الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال ولايجاد الامل والتحرك قدما في اتجاه المراحل الحساسة. لذلك يجب ان نبدأ في هذه التغييرات الحقيقية على الواقع حتى يستطيع الناس على كلا الطرفين رؤية وتلمس هذه الامور. وكمثال، فان احد الامور التي تحدث فيها الرئيس بوش الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اخيرا كان تعويض الفلسطينيين عن عائدات الضرائب والتي كانت مجمدة لاكثر من سنتين من قبل الاسرائيليين وهي خطوة سيكون لها تأثير كبير على الاقتصاد الفلسطيني».

وفيما يتعلق بالعراق، اكد على تصميم الرئيس جورج بوش على التزام العراق الكامل بكل واجباته تجاه قرارات مجلس الامن الدولي والعمل على اصدار قرار جديد من مجلس الامن الدولي يؤكد على هذه النقطة بكل وضوح.

واضاف: «اكد الرئيس ان الحرب ليست حتمية ويجب ان تكون الملاذ الاخير، لكن من المهم ولمصلحة المجتمع الدولي ضمان التزام العراق الكامل وهذا هو الامر الذي نصمم على تنفيذه».

واوضح بأنه سيناقش مع المسؤولين العلاقات الثنائية وقضايا مثل كيفية التعاون من اجل المصالح المشتركة تجاه مسائل مثل الارهاب ودعم طلب السعودية للانضمام لمنظمة التجارة الدولية، مبينا ان هذا الامر مهم ايضا للولايات المتحدة وهو ليس سهلا ولكن الجانب الاميركي مصمم على العمل من اجل تحقيقه.

* نص الحوار

* ما هو تقييمك لتعاون السعودية مع اميركا في مسائل الارهاب وتمويله؟

ـ اعتقد بأنه حدث تقدم جوهري بيننا تجاه التعامل مع هذه القضية وكما قلت سابقا فان هذا الامر هو بمثابة قلق مشترك. ومن مصلحة السعودية ان تضمن مثلا ان الاموال التي تذهب الى الجمعيات الخيرية تصل الى الجهات المخصص لها ان تتسلمها ومن مصلحة الشعب السعودي ان يقوموا بمشاركة مشروعة في القضايا الانسانية ويستحقون ان تستخدم الاموال بشكل صحيح. ولذلك فان لنا مصلحة مشتركة في المضي قدما في هذا الاتجاه ومن الواضح ان علينا العديد من الاعمال المشتركة حيث بدأنا في تشكيل اليات تمكننا من العمل معاً في هذه القضايا ونتطلع الى مواصلة هذا العمل.

* لكن السعوديين يتذمرون من انكم لا تعطونهم معلومات كافية وتحتفظون بها؟

ـ التعاون لا بد ان يكون ذا اتجاهين وقد تكون هناك خطوات على الجانب السعودي لا بد من القيام بها وكما قلت فان الامور في تطور ملموس في هذا الاتجاه.

* هل وعدتم السعوديين بالافراج عن المعتقلين السعوديين في غوانتانامو؟

ـ هذا موضوع مانزال نواصل النقاش حوله ونعلم بانه موضوع مهم للحكومة السعودية.

* هل تستطيعون الافراج عن السعوديين؟

ـ في هذه المرحلة كل ما استطيع قوله هو اننا نعلم ان هذا الامر مهم وكان هناك الكثير من النقاش حوله وسنواصل العمل في هذا الخصوص.

* ذكرت بأن جزءاً من الهدف من زيارتك هو التشاور والاستماع الى نصائح الدول الصديقة، ما هو الموقف الذي استمعت اليه من المسؤولين في السعودية حيال القضية الفلسطينية والعراق؟

ـ هؤلاء المسؤولون افصح مني في التعبير عن مواقفهم تجاه هذه القضايا، لكن ما وجدته وهو ليس بمستغرب، التفهم العميق للقيادة والشعب السعودي للقضية الفلسطينية والقلق من الظروف الانسانية للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال وقد قدمت القيادة السعودية رؤيتها الخاصة للسلام خلال القمة العربية والتي من خلالها تستطيع اسرائيل في ظل حدود معترف بها وامنة واقامة الفلسطينيين لدولتهم المستقلة وهي الرؤية التي طرحها الرئيس جورج بوش في خطابه في شهر يونيو (حزيران) الماضي ونحن عاقدون العزم على المضي قدما في هذا الاتجاه. وانا افهم القلق العميق ليس فقط على مستوى المسؤولين في السعودية ولكن ايضا الشعب السعودي حيال هذه القضية. وكما قلت فان الرئيس جورج بوش مصمم على العمل بكل استطاعته لتحقيق هذه الرؤية على ارض الواقع.

* ما هي القضايا التي تناولتها الرسالة التي سلمتها مساء يوم الاحد الماضي الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز من الرئيس جورج بوش؟

ـ الرئيس جورج بوش عبر عن احترامه وتقديره للملك فهد وهي بصفة عامة كانت عن التزامنا بالشراكة. وكان الاستقبال مناسبة للحديث عن مختلف القضايا.

* ما هي اهم القضايا التي سيتناولها لقاؤك بالامير عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، والامير سعود الفيصل وزير الخارجية؟

ـ اتطلع الى لقاء ولي العهد اليوم (امس) وانا مستعد للحديث عن كافة القضايا التي يرغب الامير عبد الله في الحديث عنها، لكن المواضيع المدرجة على اجندتي تتعلق بالقضيتين الفلسطينية والعراقية وكيف يمكن ان نعمل معاً للاستفادة القصوى من مجلس الامن الدولي للتعامل مع القضية العراقية لكي يلتزم العراق بكل واجباته، وايضا العلاقات الثنائية وعدد مختلف من القضايا.

* هل انتم مهتمون بنصيحة الامير عبد الله بن عبد العزيز للرئيس بوش بعدم مهاجمة العراق كما ورد في احدى محطات التلفزة الاميركية؟

ـ نحن نستمع بكل عناية وحرص للنصائح التي نتلقاها من اصدقائنا المقربين مثل ولي العهد الامير عبد الله الذي يكن الرئيس بوش لوجهات نظره كل الاحترام والتقدير وتصميمنا حاليا كما اوضحه الرئيس هو العمل من خلال مجلس الامن الدولي لضمان ان العراق نزع اسلحة الدمار الشامل وهذا الامر ليس متعلقا فقط بالولايات المتحدة الاميركية والنظام العراقي بل بالمجتمع الدولي باكمله والنظام العراقي ونرغب في ان نركز على هذا الهدف حاليا والعمل مع الاخرين بكل جهدنا لانجازه.

* لماذا تركز الولايات المتحدة على اسلحة الدمار الشامل لدى النظام العراقي، بينما هناك العديد من الدول التي لديها مثل هذه الاسلحة مثل كوريا الشمالية؟

ـ نحن مهتمون بكلا الموضوعين ونعمل مع العديد من اصدقائنا في اسيا للوصول الى طريقة للتعامل مع قضية كوريا الشمالية. وفيما يتعلق بالعراق فيوجد التزامات واضحة قررها مجلس الامن الدولي وهي التزامات يجب على العراق ان يقوم بها ونحن مصممون على انجاز هذا الامر.

* لكن ما هو الخطر الذي يشكله العراق على الولايات المتحدة لأن تأخذ هذا الموقف الصارم تجاهه؟

ـ قد تعلم اكثر مني سلوك النظام العراقي في السنوات الاخيرة وهو نظام احتل دولة جارة مستقلة واستخدم اسلحة دمار شامل ضد جيرانه وضد شعبه وهذا ادى لان يصدر مجلس الامن الدولي قرارات استثنائية استجابة لتصرفات وتهديدات استثنائية. وما نصر عليه مع المجتمع الدولي هو انجاز قرار قوي من مجلس الامن الدولي يظهر قوة الرأي العام الدولي ويضمن التزام العراق الكامل بواجباته ولا اعتقد بان المجتمع الدولي يمكن ان يقبل باقل من ذلك.

* لماذا لا تسألون اسرائيل بان تلتزم بقرارات مجلس الامن الدولي الاخيرة؟

ـ الولايات المتحدة تدعم التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الامن الدولي. لكن ماذا يعني تنفيذ القرارات الخاصة بالصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي او العربي ـ الاسرائيلي؟ اذا نظرت الى القرارات 242 و338 و1397 تجد انها مهدت الارضية لمرحلة التفاوض والتي تعترف بوجود طرفين لهما قلق مشروع. فالاسرائيليون لديهم مصلحة في العيش في حدود امنة ومعترف بها والفلسطينيون لديهم قلق مشروع في انتهاء الاحتلال وتشكيل دولتهم. والمفاوضات هي النقطة الرئيسية في هذه العملية وقد عملنا لعقود وجزء كبير منها مع السعودية من اجل الترويج لهذه العملية وتنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي، وكانت هناك بعض الانجازات، مصر واسرائيل توصلتا الى السلام من خلال هذه العملية والاردنيون والاسرائيليون انجزوا نفس الامر من خلال هذا الاطار والفلسطينيون والاسرائيليون حققوا اتفاقات بارزة والعمل لم ينته ونحن مصممون على عمل كل ما نستطيع لتحقيق هذه القرارات ولكنها عملية تفاوضية.

وفيما يتعلق بالعراق، فان تنفيذ هذه القرارات يعني التزام النظام العراقي بهذه الواجبات وهي نتيجة لسلوك النظام العراقي.

* كيف تنظرون الى رفض الحكومة الاسرائيلية لـ«خريطة الطريق»؟

ـ نحن مصممون على العمل مع شركائنا في الرباعية لتطوير خطة قابلة للتطبيق لانجاز الرؤية التي تحدث عنها الرئيس جورج بوش وهو امر ليس سهلا لكننا عاقدون العزم مع شركائنا على المضي قدما قي تحقيقه.

* مستشارة الرئيس للامن القومي كوندوليزا رايس تحدثت عن اصلاحات في المنطقة وذلك ضمن استراتيجية الولايات المتحدة للمنطقة بعد ازاحة نظام صدام حسين، ماهي طبيعة هذه الاصلاحات؟

ـ قيادات وشعوب منطقة الشرق الاوسط تواجه عددا من التحديات، الانفتاح الاقتصادي للمنافسة ضمن العولمة الاقتصادية ولخلق فرص عمل جيدة وتعليم وتدريب الشباب للاستفادة من هذه الفرص الاقتصادية والمنافسة، كيفية التعامل مع القلق المشروع لشعوب المنطقة فيما يتعلق بالمشاركة السياسية. لدينا في الولايات المتحدة نموذجنا الخاص ولكن لايوجد منهج واحد يلائم الجميع. لكننا ملتزمون بحكم مصالحنا في المنطقة وقيمنا المهمة لنا بان نعمل مع القيادات والشعوب في هذه المنطقة والتي تريد ان تتحرك في هذا الاتجاه ولدينا العديد من الوسائل التي نستطيع المساعدة بها مثل المساعدة في الانضمام الى منظمة التجارة الدولية. وكما قلت سابقا فاننا نواجه هذه المسائل بتواضع وبان هذه التغييرات اذا ما اريد لها النجاح فانها يجب ان تنطلق من داخل هذه المجتمعات. انتم تفهمون وسائل التعامل مع هذه التغييرت ولدينا العديد من الاشياء التي نساعد بها ونحن مصممون على المساعدة بأي طريقة ضمن شراكتنا مع القيادات والشعوب في المنطقة والعرب ليسوا في حاجة الى الاستماع منا عن هذه التحديات التي تحدث عنها العديد من التقارير الاقتصادية الاخيرة. وعمل هذه التغييرات يجب ان يكون ضمن احترام القيم وتقاليد سكان المنطقة والمجتمع الاميركي قائم على الانفتاح واحترام الاديان والقيم وهذا الامر ينطبق على الاسلام كما ينطبق على غيره من المعتقدات او الاديان في العالم.

وكما قال الامير عبد الله للطلبة اخيرا في المنطقة الشرقية فانه من المهم الحديث عن التطرف والتحديث الذي هو في النهاية من مصلحة سكان هذه المنطقة.