وكالات الإغاثة الدولية تفاجأ بحجم تدفق اللاجئين الأفغان العائدين

TT

لندن ـ رويترز: بعد عام من شن الولايات المتحدة وحلفائها حملة عسكرية على افغانستان عاد اكثر من مليوني لاجئ افغاني فروا من القتال وسنوات من الجفاف الى ديارهم. وفاجأ حجم تدفق اللاجئين من الدول المجاورة مثل ايران وباكستان ودول آسيا الوسطى وكالات الاغاثة، كما فاجأتها حقيقة توجه اللاجئين الى مدنهم وقراهم التي مزقتها الحرب.

وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان اكثر من 1.6 مليون لاجئ عادوا بمساعدتها بعد ان ساعد القصف الجوي الاميركي في الاطاحة بحركة طالبان في اعقاب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) من العام الماضي. واضافت : «العودة الطوعية لهذه الاعداد الضخمة من الافغان هي اكبر عملية عودة للاجئين ساهمت فيها المفوضية منذ عام 1972، عندما عاد اكثر من 9.8 مليون الى بنغلاديش، كانوا قد فروا في وقت سابق من شرق باكستان. وعاد ما يقدر بنحو 400 الف لاجئ اخرين دون مساعدة الى ديارهم،وساعدت المفوضية في اعادة اكثر من 230 الفاً هجروا داخل البلاد الى مدنهم وقراهم».

وقال برايان وايت مسؤول برنامج عودة اللاجئين التابع للفرع الاميركي للجنة الانقاذ الدولية في باكستان ان اكثر من 1.5 مليون افغاني عادوا من باكستان وحدها. واضاف: «رأى الناس ان الفرص الاقتصادية والامن في المدن والبلدات ربما تكون افضل في مناطق الحضر.. فهم اما توجهوا مباشرة الى كابل او حاولوا العيش في مواطنهم الاصلية.. لكنهم لم يتمكنوا من ذلك». وقال عمال اغاثة ان الوكالات لم تكن مستعدة لتقديم المساعدات في مدن مثل هرات في الغرب ومزار الشريف في الشمال وجلال اباد في الشرق فضلا عن العاصمة، التي قال وايت انها شهدت ارتفاعا في عدد سكانها البالغ مليوني نسمة بمقدار 600 الف.

وقالت وكالات الاغاثة ان اللاجئين الى باكستان تعرضوا لضغوط عنيفة من الحكومة الباكستانية لمغادرة البلاد. وقال جيمس بيل الرئيس التنفيذي في وكالة اوكيندين انترناشيونال البريطانية للاغاثة: «كانت هناك ضغوط كذلك في ايران». واضاف: «لديهم مشكلات اقتصادية حقيقية (في ايران) في الوقت الراهن». وقال عمال الاغاثة التابعون للامم المتحدة ان ايران تتبع سياسات صارمة وتم ترحيل الوف من اللاجئين الافغان.

وفي افغانستان زادت التوترات القبلية، واستمرار القتال، الاضطرابات التي يواجهها اللاجئون والمهجرون داخليا. وتقدر المفوضية ان 920 الفا كانوا لا يزالوا مهجرين داخليا حتى سبتمبر(ايلول) الماضي. وهناك مهجرون جدد وتعاني الاقليات العرقية من الاضطهاد. وتابع بيل: «كانت هذه مشكلة كبيرة في الشمال والغرب.. يواجه البشتون مخاطر هناك.. انه نوع من «التطهير العرقي» المستمر منذ سقوط طالبان.. لا يمكنهم العودة».

واشارت وكالات الاغاثة الى ان استمرار الاضطرابات صعب عليها مهمة مساعدة العائدين. وقال بيل: «الاميركيون مازالوا يقاتلون الافغان.. والافغان مازالوا يتقاتلون في ما بينهم في بعض الاجزاء لذلك فان البلاد ليست في وضع يسمح بتلقي تدفقات ضخمة من العائدين، ليست في وضع يمكنها من حل المشكلات التي تواجه الذين كانوا موجودين وقت وقوع هجمات 11 سبتمبر». وفي سبتمبر (ايلول) الماضي اشارت المفوضية الى ان معدل عودة اللاجئين يتراجع مع انخفاض درجات الحرارة واقتراب الشتاء، الوقت الذي تراه منظمات الاغاثة غير ملائم للعودة لان السكان ليس لديهم محصول او وقت لتدبير سكن.

ويقول وايت: «ان ايجاد المأوى من اهم مصادر القلق التي يواجهها العائدون.. فقد يكون مأواهم السابق دمر، سواء من القصف او بسبب عوامل التعرية، وربما تكون اسرة اخرى قد احتلته، وقد يكون نهب، اي قد يجدون مأوى لكنهم لا يجدون اسرة او اغطية». واضاف: «ان نحو 24 في المائة من العائدين الى كابول لم يجدوا المأوى الملائم او موارد تمكنهم من تحمل فصل الشتاء وفقا لبرنامج المستوطنات الانسانية التابع للامم المتحدة».

وقال بيل ان المجتمع الدولي وضع توقعات لمستويات المساعدات التي سيقدمها،ولكنه لم ينفذها. وفي اجتماع في طوكيو عقد في وقت سابق هذا العام تعهد المجتمع الدولي بتقديم 1.8 مليار دولار لافغانستان هذا العام و4.5 مليار على مدى خمس سنوات. لكن المسؤولين الافغان قالوا الشهر الماضي انهم لم يتلقوا سوى نصف المبلغ المقرر لهذا العام. وشكا بيل من «ان الفجوة بين الاحتياجات والموارد المتاحة في الواقع، التي تبعث على خيبة الامل، تشكل تهديدا خطيرا لاستمرارية العودة».