السلطات الأميركية تعتقل قناص واشنطن المحتمل نائما داخل سيارته

جندي مسلم شارك في حرب الخليج غير اسم عائلته قبل سنة إلى محمد والشرطة تحتجزه مع ابن زوجته

TT

ألقت سلطات الأمن الأميركية فجر امس القبض على شخصين بينما كانا نائمين في سيارتهما في احدى نقاط الاستراحة على الطريق السريع على مسافة 80 كيلومتراً شمال العاصمة الأميركية. وأعلنت السلطات ان الشخصين هما جون ألين محمد المعروف ايضاً باسم جون الين وليامز، 42 سنة، وابن زوجته، 17 سنة.

وقالت مصادر الشرطة، بينما كانت عملية التحقيق والاستجواب مع الرجلين مستمرة «انها تعتقد ان الشخصين، او احدهما» هو قناص واشنطن الذي زرع الرعب والفزع في قلوب سكان العاصمة وضواحيها منذ الثاني من الشهر الحالي عندما بدأ عمليات قنص، قتل خلالها عشرة اشخاص وجرح ثلاثة آخرين.

وقالت مصادر الشرطة ايضاً ان جون الين محمد جندي اميركي سبق وشارك في حرب الخليج الثانية، بينما ابن زوجته جون لي مالفو جامايكي الجنسية.

وذكرت المعلومات الأولية ان جون ألين محمد اعتنق الاسلام وغير اسمه قبل حوالي سنة. والغريب في الأمر انه غير اسم العائلة الى اسم محمد مع العلم ان تغيير الاسم يحدث في الاسم الأول. ولذلك فان وسائل الاعلام الأميركية التي انشغلت بهذه القضية منذ بدايتها أخذت تركز على تكرار القول بأن المشتبه فيه محمد.

وباعتقال الرجلين، أعرب كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية قبل اعلان نتيجة التحقيق مع الرجلين، عن أملهم في ان يكون اعتقال الرجلين نهاية للكابوس الذي تعيشه واشنطن وضواحيها منذ ثلاثة أسابيع، وقالوا «ان توفر العديد من الأدلة سيقود الى توجيه الاتهام رسمياً» للمشتبه فيه او فيهما.

يذكر ان موضوع قناص واشنطن طغى على غيره من مواضيع كبرى مثل الأزمة مع العراق والانتخابات النصفية الأميركية التي ستجري في الخامس من الشهر المقبل.

وقد تم اطلاع الرئيس الاميركي جورج بوش على توقيف الشخصين، اذ ابلغ ان «العديد من الأدلة تشير» الى انهما المسؤولان المحتملان عن عمليات القنص، حسبما افاد مسؤول اميركي كان مسافراً مع الرئيس الى ولاية نورث كارولاينا.

وكان الرئيس بوش يتابع يومياً موضوع القناص خلال الاجتماع اليومي الصباحي الذي يعقده مع فريق الامن القومي الى حد انه اصدر الامر بتدخل اجهزة الامن والقوات الفيدرالية لمساعدة القوات المحلية لاعتقال القناص.

واكد مسؤول الشرطة المحلية راندي كارول ان الموقوفين لا يبدوان مرتبطين بأي جماعة منظمة. وقال متحدث باسم الشرطة في بيلينغهام «يبدو ان هذين الشخصين اللذين اخذا الى الحجز لم يكونا يتصرفان ضمن اي مجموعة منظمة من الناس».

وتمكنت الشرطة من اعتقال الشخصين بعد ان ابلغ سائق سيارة الشرطة بوجود سيارة في المكان من نوع «شيفروليه كابريس» تنطبق مواصفاتها مع التي اعلنت عنها السلطات اول من امس.

وقبل اربع ساعات من توقيف الشخصين، كان تشارلز موس، رئيس شرطة منطقة مونتغمري في ماريلاند الذي يقود عملية تعقب قناص واشنطن، قد أعلن ان الشرطة تبحث عن محمد وحدث صغير. وذكر ايضاً ان الشرطة تبحث عن سيارة زرقاء من نوع «شيفروليه» انتاج عام 1990 تحمل أرقاماً تابعة لولاية نيوجيرسي. وتابع «نعتقد ان السيد محمد ربما تكون لديه معلومات مفيدة لتحقيقاتنا»، مشيراً الى احتمال وجود حدث معه غير محدد الهوية. وقال موس «يتعين اعتباره مسلحاً وخطراً». وقالت التقارير الاعلامية ان محمد كان مع ابن زوجته جون لي مالفو، 17 عاما، وهو جامايكي الجنسية.

ويبدو ان القبض على محمد وابن زوجته جرى اثر اغلاق الشرطة طريقاً سريعا طوله 11 كيلومترا بين بلتيمور في ماريلاند وبنسلفانيا على مسافة 80 كيلومترا شمال غربي واشنطن لعدة ساعات قبل فجر امس وسط نشاط امني مكثف لوقف المشتبه فيه. واكدت مصادر الشرطة ان اغلاق الطريق جاء في اطار التحقيقات الخاصة بالقناص نافية حدوث واقعة اطلاق نار جديدة.

وكان قناص واشنطن المحتمل قد هدد، في رسالة تركها قرب مطعم قريب من موقع اطلاق نار جرى يوم السبت الماضي، باجراء مزيد من عمليات القتل وخصوصاً بحق الاطفال اذا لم يحصل على 10 ملايين دولار يتم دفعها في حساب بنكي خاص خلال يومين.

وانتقد القناص اهمال الشرطة لمكالماته، قائلاً ان عناصر الشرطة كانوا يتصرفون بطريقة «غير صائبة» حين اغلقوا السماعة في وجهه، مشيراً الى «خمسة اشخاص ماتوا لهذا السبب».

وأدت جرائم القتل العشوائية التي ارتكبها القناص الى اصابة منطقة واشنطن بالشلل، اذ ألغت المدارس الألعاب الرياضية والأنشطة الأخرى خارج قاعات الدراسة واحتجزت مئات الآلاف من الطلاب داخل جدرانها خلال ساعات الدراسة. وصار متطوعون من الآباء في واشنطن يقومون بدوريات لتأمين المدارس. كما تراجعت الأعمال نظرا لخوف المواطنين من الخروج من منازلهم.

ويذكر ان القناص لم يكن يفرق بين ضحاياها الذين كان يطلق النار عليهم طلقة واحدة ومن بعيد، إذ لم يكن يعرفهم، وكانوا من أعراق مختلفة، فمنهم المهاجر حديثاً الى الولايات المتحدة، ومنهم الأبيض والأسود والطفل والرجل والمرأة.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»