والد الأميركيين المعتقلين في ماليزيا للاشتباه في علاقتهما بـ«القاعدة»: ليسا سعوديين وأنا مصدوم لما حدث

إبراهيم بلال لـ«الشرق الأوسط»: ابناي بعيدان عن التطرف والحكومة الأميركية معنية بتكليف محام للدفاع عنهما

TT

قال ابراهيم بلال والد الاميركيين المعتقلين في ماليزيا للاشتباه في انهما كانا ضمن خلية تخطط لعمليات ضد الجيش الاميركي في افغانستان، انه لا يعرف سببا يدفع الى اعتبارهما سعوديين، كما اشيع في البدء، عدا انه رجل مسلم يعيش في السعودية منذ اكثر من 13 عاما.

ويرى الاب الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» من مسكنه في مدينة جدة بالسعودية، ان ابنيه احمد، 24 عاما، ومحمد، 22 عاما، لا علاقة لهما بالاتهامات الموجهة ضدهما، ويقول «انهما شخصان عاديان ولم يبد عليهما التطرف».

لكن لائحة الاتهام في ماليزيا تقول ان لهما ضلعا في نشاط انتقامي ضد القوات الاميركية الموجودة في افغانستان، وتم اعتقالهما ضمن مجموعة تتكون من 6 طلاب آخرين يدرسون في الجامعة الاسلامية الدولية في كوالالمبور. وقال الوالد انه سيترك مسألة تكليف محام للدفاع عن ابنيه الى الحكومة الاميركية «فهما مواطنان اميركيان، وحكومتهما هي التي يجب ان توفر محامين للدفاع عنهما لأنني لا املك نقودا كافية لتعيين محام خاص بهما».

يذكر ان احمد ابراهيم بلال وشقيقه الاصغر عاشا فترة طويلة من حياتهما بجانب والدهما الذي يرتبط بعقد عمل مع مؤسسة طيران الخطوط السعودية، وحينما القي القبض عليهما في ماليزيا سارعت وكالات الانباء العالمية الى اعتبار احمد مواطناً سعودياً يدرس في جامعة ماليزيا الدولية، واستمرت لاكثر من يومين في وصفه كسعودي في تقاريرها.

واعتبر الوالد ابراهيم بلال، 52 عاما، ان براءة ابنيه ستتم لا محالة بحكم سلوكياتهما المتنورة. ورغم ان ابراهيم بلال رغب في عدم الاسترسال في الحوارات الصحافية خشية تأثيرها على مسار قضية ابنيه في ماليزيا، فانه لم يستخدم عبارات عاطفية جياشة تستعطف حكومة بلاده للتدخل لإنقاذ ابنيه، واكتفى بالقول «هما مواطنان اميركيان بعيدان عن التطرف ودوائر الارهاب».

وكشف عن تلقيهما الدراسة في المدارس الاسلامية في العاصمة السعودية الرياض، وهي مدارس اهلية مرتفعة التكاليف وتجمع بين العلوم الدينية والعلوم العصرية، وتحظى بسمعة جيدة في اوساط السعوديين والاسر المغتربة داخل البلاد. وبعد ذلك انتقلا مع والدهما الى جدة بحكم متطلبات عمله، ثم توجها قبل ثلاث سنوات الى الولايات المتحدة لمواصلة تعليمهما الجامعي، بيد انهما وبسرعة، فضلا ماليزيا مقرا لمواصلة تحصيلهما للمرحلة الجامعية.

وعبر الوالد عن صدمته «حينما علمت انه قبض عليهما، لأني اعرف انهما ليسا من الارهابيين او حتى من المتطرفين» حسب تعبيره. واضاف انهما «كانا شخصين عاديين في الالتزام (الديني)، ولم يبد عليهما التطرف. فقد كانا يصليان ويصومان».

وكرر الوالد استغرابه من ربط جنسية ابنيه بالسعودية، قائلاً «لا اعلم اسباب نسبهما الى السعودية. انهما ليسا سعوديين». ورفض الوالد الاجابة عن سؤال حول ما اذا كان سيغادر قريبا الى ماليزيا لمتابعة قضية ابنيه عن قرب، لكنه شدد على مسؤولية الحكومة الاميركية في الدفاع عنهما وتكليف المحامي الملائم لتبرئتهما.

وشهدت الايام الاولى من القاء القبض عليهما منتصف الاسبوع الماضي جدلا واسعا في ماليزيا، اذ بررت السلطات الماليزية التي قبضت على 6 طلاب في حرم جامعة اسلامية تدرس المنهج الاسلامي وعلوم التقنية، القبض عليهما بتورطهما في مؤامرة لشن حرب ضد الولايات المتحدة، ومؤامرة لجمع الدعم المالي لشبكة «القاعدة»، والمساهمة في تقديم الخدمات الى تنظيم «القاعدة» وحركة طالبان، حسبما نقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن الاميركي تشارلز غوردر المحامي المساعد للترافع عن ابني ابراهيم بلال.

وطبقا لاتهام السلطات الماليزية فان احمد بلال كان واحداً من الستة الذين حاولوا السفر الى افغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، بهدف الانضمام الى صفوف «القاعدة».