أردني يروي لـ«الشرق الأوسط» قصة اختطاف شقيقه على يد ثلاثة سعوديين وتركيين في اسطنبول

TT

قال مصعب الروسان شقيق عبد الحكيم الأردني الذي اختطف في تركيا الشهر الماضي إن إخوة السعودي عبد الله المسلط المتهم في القضية وأقاربه يتصلون بعائلة الروسان للوساطة من اجل اسقاط حقها والدعوى القضائية المرفوعة ضد عبد الله في تركيا.

جاء ذلك في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أدلى به مصعب ردا على تصريحات ضبعان المسلط، والد عبدالله، لـ«الشرق الأوسط» التي نشرت في عددها أمس، حيث روى مصعب، المقيم في مدينة الزرقاء، قصة اختطاف شقيقه.

وقال مصعب «أعمل انا وشقيقي عبد الحكيم بتجارة السيارات ولنا مكاتب في أوروبا ولبنان والخليج ونتعامل مع عبدالله المسلط ووالده في تجارة السيارات منذ زمن طويل»، موضحا انه «في بداية الصيف الحالي شهدت العلاقات التجارية بيننا فتورا بعد أن جرى تأخير في الدفعات الحسابية المترتبة على توريد السيارات إلى المسلط».

وأضاف مصعب أن شقيقه عبد الحكيم توجه إلى اسطنبول يوم 14 سبتمبر (ايلول) من اجل إنجاز بعض الأعمال التجارية، حيث نزل في فندق دلتا الذي اعتاد النزول فيه منذ خمس سنوات. وقال انه «في يوم 19 سبتمبر الساعة التاسعة والنصف صباحا اتصل عبدالله ضبعان المسلط على هاتفي وابلغني أنني موجود عند عبد الحكيم في الفندق». وتابع مصعب انه قام بالاتصال بعبد الحكيم بعد ساعة من اتصال عبدالله، حيث لم يرد على الهاتف النقال.

وقال مصعب «استغربت من ذلك، فقمت بالاتصال مساء ذلك اليوم بإدارة فندق دلتا الذي ننزل به عادة، حيث ابلغني موظف الاستقبال أن شقيقي عبد الحكيم وشابا سعوديا خرجا من الفندق صباحا ولم يرجعا حتى الآن».

وقال «طلبت من شقيقي الآخر سفيان الموجود معي في الزرقاء التوجه إلى اسطنبول على اول طائرة لمعرفة مصير عبد الحكيم وعبدالله وقال ان شقيقي بلغ السلطات الأمنية التركية عن فقدان الاثنين ولدينا الأوراق الرسمية التي تثبت ذلك. وبقينا نبحث عن الاثنين من دون جدوى إلى حين اتصل بي عبدالله المسلط في يوم 29 سبتمبر الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وقال لي هذا اخوك عبد الحكيم عندي مربوط، وتحدث معي عبد الحكيم قائلا أرسل لهم ثماني سيارات فورا واغّلق الهاتف. عند ذلك قمت بالاتصال بالعقيد يحيى الشيخ سالم مدير الانتربول الأردني، حيث نصحني بأن لا ندفع لهم شيئا وقال العقيد: انتظرونا نعمل اللازم».

وتابع مصعب قائلا ان السلطات الأردنية تمكنت من معرفة رقم الهاتف الذي تحدث منه عبدالله في تركيا وزودت به السلطات الأمنية التركية للبحث عن الخاطف.

وأشار مصعب إلى «أننا ارسلنا واسطة من أهل الخير يدعى أبو محمد الوريكات أردني مقيم في السعودية للتوسط لدى والد عبدالله للافراج عن عبد الحكيم وأن نحل القضية بالطرق العشائرية، حيث ابلغنا الواسطة انه يجب تنفيذ طلبات عبدالله وإرسال ثماني سيارات حسب ما قاله والد عبدالله للواسطة».

في هذه الأثناء قال مصعب ان «وحدة مكافحة الإرهاب التركية اتصلت بنا وقالت ان عبد الحكيم موجود لدينا وتم إلقاء القبض على عبدالله المسلط، حيث تبين في التحقيق أن ثلاثة سعوديين آخرين وتركيين قاموا بخطف عبد الحكيم وكبّلوه بالجنازير والحديد». كما بيّنت التحقيقات أن الخاطفين وهم شريف المسلط وناصر الغاضب وعبد الوهاب الجنيدي ومواطنان تركيان يقيمان في السعودية قد نقلوا عبد الحكيم إلى اضنا ثم توجهوا إلى السعودية بواسطة سيارة جيب بيضاء من نوع هونداي رقم سي ك ف 600 السعودية.

وقال مصعب ان آثار الحديد والتعذيب ما زالت على جسم عبد الحكيم، وأكد أن القضاء التركي سيأخذ مجراه، حيث وجه المدعي العام التركي أربع تهم إلى عبدالله المسلط وهي الايذاء والتعذيب والخطف بالاشتراك تحت تهديد السلاح وتعريض حياة مواطن للخطر والاخلال بالانظمة. وقال مصعب إن هناك حقا عشائريا يجب على المسلط أن يدفعه، بالإضافة إلى الحق القضائي.