إجراءات أمنية مشددة في الأردن تحسبا لاعتداءات على المؤسسات والرعايا القطريين

TT

شددت السلطات الامنية الاردنية أمس حراستها على السفارة القطرية في عمان والمباني التابعة لها، بالاضافة الى الاماكن التي يقيم فيها او يتردد عليها القطريون في الأردن، وفرضت هذه السلطات طوقا أمنيا ورفعت مستوى درجة الحراسة على تلك المباني، تحسبا لعمليات انتقام عفوية من قبل عشيرة المجالي والعشائر الاردنية الأخرى، أو من قبل بعض المندسين الذين يحاولون المزيد من تعكير العلاقات بين البلدين، خاصة أنها وصلت إلى أدنى مستوى لها هذه الايام بعد صدور حكم الاعدام في قطر على الصحافي الأردني فراس المجالي الذي أدين الثلاثاء الماضي بالتجسس لصالح بلاده.

من جهة اخرى واصل أبناء العشائر الاردنية والفعاليات الرسمية والشعبية في البلاد زيارة نصوح المجالي، وزير الاعلام الأردني الاسبق والد الصحافي المحكوم، في منزله بعمان للاطمئنان عليه بعد ان عاد أمس من الدوحة، حيث حضر محاكمة نجله.

وزارت «الشرق الأوسط» أمس ديوان نصوح المجالي واستمعت إلى سلسلة من الاستنكارات وجهتها الفعاليات الشعبية والحزبية والنقابية والعشائر الاردنية لمحاكمة فراس واستغربت هذا الاجراء القطري، وتساءل المتضامنون مع آل المجالي «لماذا البعض في دولة قطر يريدون العبث بالعلاقات القطرية الاردنية وإيصالها الى درجة القطيعة والانتقام والعمل على تسميم علاقات قطر مع الدول العربية الاخرى؟».

واعتبرت إحدى الفعاليات الشعبية لدى زيارتها منزل المجالي ان هناك أناسا في قطر يرغبون بتأزيم العلاقات مع الاردن، وأن هناك البعض يحاول اغلاق الطريق امام أي وسيلة لاصلاح ذات البين وتحويل مشاعر وعذابات الناس الى اوراق سياسية للعب بها.

من جهته اعرب نصوح المجالي عن اعتقاده بان القيادة القطرية ستعيد الامور الى نصابها والمياه الى مجاريها، مشيرا الى ان العلاقات الاردنية القطرية كانت تسودها المحبة والاخوة والمودة، وهناك تعاون امني وعسكري واقتصادي بين البلدين منذ زمن طويل.

من جهتها تنادت العشائر الاردنية وعشيرة المجالي في جنوب الأردن الى اجتماع موسع سيعقد اليوم في بلدة الربة (8 كيلومترات شمال الكرك) للتباحث في هذه القضية والتحرك على المستوى الداخلي الشعبي والرسمي والمستوى العربي، ومن المتوقع ان يتم الاتفاق على خطة عمل للتحرك والمساعدة في حل هذه القضية والعودة بالامور الى طبيعتها.

وأقامت عشيرة المجالي الصواوين في مدن العقبة ومعان والطفيلة والكرك وعدد من المدن الاخرى لاستقبال ابناء العشائر من مدن الجنوب الاردني الذين يتقاطرون للتعبير عن تضامنهم.

وبعث اهالي مدينة الكرك ببرقية الى امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يناشدونه الرحمة والعطف والعفو عن فراس المجالي.

وجاء في البرقية، التي وقعها رئيس بلدية الكرك الكبرى نيابة عن اهالي المدينة، ما يلي: يتوجه مجلس بلدي الكرك وجميع الهيئات الشعبية والاهلية واهالي المدينة جميعا لسموكم باسم الاخوة في الاسلام والعروبة والدم الاخذ بعين العطف والرأفة في قضية فراس المجالي وهو في مقام ابن من ابنائكم، كما هم ابناء هذين القطرين العربيين قطر والاردن.

وتاريخ المحبة والاخاء في ما بينهما تاريخي، وما غيوم الخلاف، الا طارئة وغير باقية.

ويشهد الله ان ما لقطر واهلها من المحبة والاحترام لدى جميع الاردنيين ما يفوق اي خلاف.

نناشد صاحب السمو بقلبه الكبير وباسم كل الاباء والامهات شمول فراس بعطفكم ورعايتكم والله يحفظكم ويرعاكم ويحفظ قطر عزيزة كريمة واهلها، انه سميع مجيب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رئيس لجنة بلدية الكرك الكبرى