حملة أميركية تنطلق من لبنان لإقناع الطلاب العرب بالعودة إلى جامعاتها

TT

أطلقت وزارة الخارجية الاميركية من بيروت حملة ستشمل 11بلداً عربياً لإقناع الطلاب العرب والمسلمين بالعودة الى الجامعات الاميركية التي هجروها بعد أحداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001 وما تلاها من مضايقات تعرض لها هؤلاء وصعوبات في الحصول على تأشيرات دخول. وتسعى الحملة الى تبديد مخاوف الطلاب العرب من هذه المضايقات والتأكيد ان القائمين بها «يتلقون العقاب الى أقصى حدود القانون».

أما النصيحة التي سيسديها الوفد الاميركي الذي سيتحرك من بيروت للطلاب الذين نتمنى وجودهم في جامعاتنا اكثر من أي وقت مضى «هي ان يتقدموا بطلباتهم باكراً وأن يكونوا جاهزين».

وعقد الوفد امس لقاء مع عدد من العاملين في قطاع التربية والتعليم واعلاميين لبنانيين في أحد فنادق بيروت. كما سيعقد اليوم لقاء مع عدد من الطلاب والاهالي في قصر اليونيسكو. واشار اعضاء الوفد الى ان 17 ألف طالب عربي سُجلوا في الجامعات الاميركية العام الماضي بينهم نحو 1600 طالب لبناني.

واستهل السفير الاميركي في بيروت فنسنت باتل اللقاء بالقول انه يعرف ان الكثيرين يتساءلون: «اذا كانت الولايات المتحدة تريد اجتذاب الطلاب العرب والمسلمين فلماذا تصعّب عملية الحصول على تأشيرات دخول الى الولايات المتحدة؟»، مؤكداً ان ما يحتاجه الطالب للحصول على «تأشيرة» لم يتغير، لكن العملية أصبحت تستغرق وقتاً اطول.

وإذ أبدى أسفه الشديد لـ«الازعاج الذي تحمله كثيرون من اللبنانيين العام الماضي وأدى بهم الى فقدان سنة دراسية» أكد ان سفارة بلاده سعت لتجاوز هذه الصعوبات والتراكم في التأشيرات، آملاً بالعودة قريباً الى وضع يصبح معه وقت الحصول على التأشيرة معروفاً.

وبرر باتل هذه الاجراءات بأن ما حدث في 11 سبتمبر «اثبت ان الولايات المتحدة عرضة للهجمات الارهابية ومن أولوياتنا حماية المواطنين الاميركيين وزوارنا ايضاً»، مذكراً بأن الضحايا الذين سقطوا في تفجيرات 11 سبتمبر كانوا من 90 بلداً بينها لبنان. وقال: «واجبنا يحتم علينا ان نكون شديدي الحذر في التدقيق في كل طلبات تأشيرات السفر».

وشدد باتل على «ان الاميركيين يمكن ان يتعلموا المزيد عن العرب والمسلمين من الطلاب اللبنانيين، فيما يمكن لهؤلاء ان يتعلموا المزيد عن التاريخ والثقافة الاميركيين». وقال: «بخلاف ما تعتقدون فإن الولايات المتحدة ليست كما ترونها في افلام هوليوود فقط، انها افضل».

واشار عضو الوفد المدير التنفيذي للعلاقات الدولية بجامعة وسترن ميتشيغن الدكتور هوارد دولي الى انه «على اثر اعتداءات 11 سبتمبر الارهابية تخوف الكثيرون من امكانية ردات فعل عنيفة ضد العرب والمسلمين في اميركا». وقال: «اننا نريد ان يكون واضحاً جداً ان مجتمعنا لا يصفح عن مثل هذه الافعال، والذين يقومون بمثل هذه الافعال تلقوا وسوف يستمرون بتلقي العقاب الى اقصى حدود القانون».

من جهته، اكد المدير التنفيذي لقسم المبادرات الدولية في جامعة نورث ايسترن الدكتور باتريك بلانكيت ان «احداث العام الماضي ابرزت حاجتنا الى التفاهم المتبادل». وقال: «اننا نعتبر طلابنا العرب رصيداً عظيماً. فهم يتعلمون الكثير عن الثقافة والمجتمع الاميركيين، وبالمقابل يوفرون الفرصة لزملائهم الطلاب بأن يتعلموا اكثر عن العالمين العربي والاسلام». وشدد اعضاء الوفد على اهمية التخطيط المسبق عندما ينوي الطلاب الحصول على تأشيرة سفر. وكانت نصيحتهم «تقدموا بالطلب باكراً وكونوا جاهزين». وحالياً، تقوم الجامعات بكل ما بوسعها كي تستوعب الطلاب الذين لا تصل تأشيرات سفرهم في الوقت المحدد. وستقوم وفود لمسؤولين جامعيين بزيارة احد عشر بلداً عربياً آخر خلال الشهر الجاري. وتتم هذه الجولات برعاية وزارة الخارجية الاميركية وادارة وتنظيم مؤسسة «اميديست» بالتعاون مع السفارات الاميركية في المنطقة.