مسؤول إسباني يطلب التطبيع مع المغرب لتفادي وفيات المهاجرين السريين في مضيق جبل طارق

TT

اشبيلية (اسبانيا) ـ افي: اعتبر رئيس حكومة اقليم اندلسيا، مانويل تشابيس، امس ان من الجوهري تطبيع العلاقات مع المغرب من اجل التعاون على مكافحة العصابات التي تنشط في مضيق جبل طارق، والقضاء على «نزيف» الموت بين المهاجرين السريين. واجاب تشابيس اثناء جلسة المراقبة البرلمانية للحكومة الاقليمية على سؤال طرحه المتحدث باسم تكتل اليسار المتحد، انطونيو روميرو، الذي طلب من الرئيس ان يكلف المصالح القانونية التابعة لحكومة اندلسيا بدراسة امكانية رفع دعوى امام محكمة الجزاء الدولية قصد تحديد المسؤولية عن وفاة «اكثر من اربعة آلاف» مهاجر في المضيق، مايفوق عدد ضحايا مركز التجارة العالمي في نيويورك، على حد قوله. وابدى تشابيس موافقته على الطرح الذي قدمه روميرو، الذي وصف وفاة المهاجرين بـ«الإبادة الجماعية»،واوضح رئيس الحكومة الاقليمية بالقول انه قبل الوصول الى رفع دعوى امام المحكمة الجنائية الدولية لا بد اولا من صدور فتوى قانونية بهذا الصدد، واعتبر «من الصعب» حصول ذلك. وشدد تشابيس على ضرورة «تحديد هوية عصابات المافيا والتصدي لها، وفي حال اقدام هذا المجلس او الحكومة على طرح فتوى قانونية قابلة للسير قدما فأنا مستعد لبحث امكانية تقديم الدعوى المذكورة». واوضح ان محاربة عصابات المافيا ممكنة انطلاقا من الانظمة القانونية الاسبانية والمغربية، لكنه اعتبر ان تطبيع العلاقات بين البلدين سيمثل خطوة مهمة جدا باتجاه تسهيل التعاون في مجال تنظيم الهجرة واكتساب مزيد من الفعالية في مكافحة العصابات. واعلن ايضا انه يقوم بمساع من اجل عقد اجتماع في اشبيلية لرؤساء المناطق الاوروبية الحدودية بهدف الضغط على الاتحاد الاوروبي لاستعادة روح التعاون بين ضفتي الابيض المتوسط. واكد روميرو «الفشل المطلق» لنظام الاستخبار والمراقبة في المضيق الذي بدأت الحكومة المركزية الاسبانية تطبيقه في اغسطس (آب) الماضي والذي بلغت تكلفته حسب المتحدث باسم اليسار المتحد 142 مليون اورو، كما ابرز انه منذ دخول النظام المذكور حيز التنفيذ توالت حوادث الموت في المضيق وتوافد قوارب الهجرة السرية.