باجمال: منظمات إرهابية وراء تفجير الناقلة ليمبورغ في اليمن

العثور على خرائط ميناء ريسوت العماني ومضيق هرمز وباب المندب في مكان إعداد القارب الملغوم

TT

قال رئيس الوزراء اليمني عبد القادر باجمال ان أشخاصاً أو منظمات لها علاقة بالارهاب وراء تفجير ناقلة النفط الفرنسية ليمبورغ في 6 اكتوبر (تشرين الأول) الجاري. وأكد ان هذا العمل ليس عملاً فردياً وانما هو عمل جماعي مدعوم ضمن حركات الارهاب المعروفة. بيد ان باجمال قال ان تحديد من هي هذه الجهة بدقة وما هي خيوطها وصلاتها داخلياً وخارجياً يحتاج الى التريث. وأضاف لصحيفة «26 سبتمبر» الناطقة باسم القوت المسلحة اليمنية امس ان بعض الأشياء ظهر انها جاءت من خارج اليمن ويكاد يكون الذين نفذوا عملية المدمرة الأميركية «كول» في 12 اكتوبر (تشرين الأول) من العام 2000 من نفس المدرسة التي نفذت عملية الناقلة الفرنسية لكن باجمال استدرك في هذا السياق حيث قال متسائلاً: هل هم من تنظيم احد، هذا الأمر لم يتحدد بعد.

وحول لقائه برئيس الوزراء الفرنسي الأسبوع الماضي في باريس قال باجمال ان هذا اللقاء كان ممتازاً من حيث كونه لا توجد نوايا مسبقة وان النية الصادقة المباشرة هي ان نقول الصدق ونصل الى الحقيقة معاً.

وأشار الى ان هذه الرسالة وصلت الى الحكومة الفرنسية إذ قرر الفرنسيون ان هناك ما يسمى بالهيئة القضائية الفرنسية في التحقيق حول الارهاب ستصل الى اليمن. وطلب الفرنسيون ان نعمل كفريق عمل واحد للوصول الى الحقيقة. وأكد ان هذا مطلب منطقي ومعقول وليس هناك خلاف حوله بين اليمن وفرنسا. وقال في هذا الصدد «كلنا اعتبرنا الهجوم على السفينة الفرنسية ليمبورغ هجوماً على اليمن وفرنسا». ونوه الى ان فرنسا اعتبرت ان ادارة الأزمة من قبل الحكومة اليمنية كانت ادارة جيدة إذ لم تمض الساعات الأولى للواقعة إلا وشكلت فريق عمل راقياً من وزراء النقل والبيئة والنفط والأسماك واعطت للموضوع شفافية من خلال الدور الذي لعبته وسائل الاعلام. ونفى ان يكون قد نشب خلاف بين فرق التحقيق الفرنسية واليمنية، وان التعارض لم يكن إلا من حيث الفلسفة ازاء التحقيق. إذ اراد بعضهم ان ينتهي ويسافر مغادراً اليمن باعتبار ان اليمن لديه خبرة واسعة في انه لا توجد قضية دون ذيول. ورأى اليمن طالباً عدم الاستعجال في الأمر لأن ذلك قد يغطي على امور خفية في قضية الارهاب. وقال: نحن لا نعتبر ان التحقيقات قد انتهت بل هناك مرحلة لاحقة وهي ان الباخرة الفرنسية سوف تذهب الى حوض اصلاح السفن وعند رفعها سنتعرف على اشياء في داخل الفجوة التي تركها الانفجار، إذ لم يستطع الغواصون الوصول اليها لأن الغوص في المكان الذي كانت فيه السفينة واحداثيات ذلك معروفة مقدرة بـ60 متراً تحت سطح الماء ويصعب بالتالي على الانسان ان يغوص بشكل عادي، فيحتاج الأمر الى تكتيك معين لمعادلة الضغط وهذه أعمال سوف تستكمل لاحقاً. وأشار باجمال الى ان هناك معلومات حصلت عليه السلطات اليمنية بعد اكتشاف المنزل الذي تم فيه تجهيز القارب البحري الذي ارتطم بجسم السفينة الفرنسية قبالة ميناء الضبة في محافظة حضرموت.

ومن جانب آخر حصلت اجهزة الأمن اليمنية على خرائط بحرية تفصيلية لميناء ريسوت العماني ومضيق هرمز وميناء المكلا ومضيق باب المندب في البحر الأحمر.

وأشارت المصادر الى ان الأمن اليمني عثر في المكان الخاص باعداد القارب على بقايا قطع من الأسلاك ودوائر كهربائية فضلاً عن شكل ارشادي للتحكم بالقارب عن بعد بوساطة «ريموت كنترول».

وتشير بعض المصادر الأمنية الى ان الحادثة تم تنفيذها بتوجيه القارب المفخخ والتحكم فيه عن بعد فيما كان يوجد قارب آخر انطلق بعد الانفجار متجهاً نحو الأعماق البحرية على متنه المنفذون للعمل الارهابي او من شاركوا فيه. وعثر الأمن في محافظة المكلا على وصية كتبها من يعتقدبأنهم نفذوا الاعتداء على السفينة النفطية ولكن لم تكشف السلطات عن مضمون هذه الوصية فيما تواصل أجهزة الأمن اليمنية التحقيق من خلال التحريات التي تقوم بها.

وفي تونس أكد الدكتور ابو بكر القربي وزير الخارجية اليمني ان أجهزة التحقيق اليمنية توصلت الى بداية الخيوط «التي ستقودنا بالتأكيد الى معرفة كل الحقائق التي كانت وراء العمل الارهابي الذي استهدف ناقلة النفط الفرنسية».

وقال الدكتور القربي الذي اختتم امس زيارة الى تونس في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» ان بداية الخيوط تتمثل في معرفة المكان الذي يتواجد فيه مرتكبو هذه العملية في صنعاء.. كما انه تم التعرف على المكان الذي أتى منه القارب من خارج اليمن والذي استخدمته هذه العناصر الارهابية في تفجير الناقلة.

وأكد الدكتور القربي ان بداية هذه الخيوط هي التي ستقود في النهاية الى معرفة جميع الحقائق، مشيراً الى ان التحقيقات التي يقوم بها فريق مشترك يمني ـ فرنسي ـ اميركي أظهرت انه عمل متعمد إلا انه أوضح انه لم يتم التوصل حتى الآن الى تحديد الجهة التي قامت بتنفيذ هذه العملية.

ونفى الدكتور القربي لـ«الشرق الأوسط» ان تكون الزيارة التي قام بها مؤخراً قائد القوات المركزية الأميركية تومي فرانكس الى اليمن لها علاقة بحادث الناقلة الفرنسية وقال ان هذه الزيارة كان مرتباً لها قبل هذا الحادث بفترة.

وبخصوص مقتل الدبلوماسي الأميركي مؤخراً في اليمن أكد الدكتور القربي ان مقتل الأميركي كان نتيجة حادث مروري حيث انقلبت سيارته وهو كان متجهاً من صنعاء الى مدينة الحديدة. وأضاف ان هذا الحادث ليس له علاقة بأي عمل ارهابي او بتعرض المواطنين اليمنيين له.. وان الجانب الأميركي قد اعترف بهذا الأمر.