وزير العدل اللبناني يهاجم منتقدي القضاء ويسأل: «ماذا يقترحون بديلاً عنه؟»

TT

انتقد وزير العدل اللبناني سمير الجسر الحملات التي تستهدف القضاء وتحاول «النيل منه او اقتلاعه»، وسأل الذين يرمون القضاء ماذا يقترحون بديلاً عنه، مؤكداً ان القضاء هو الضمان الوحيد للحريات وحقوق الناس.

هذا الموقف اطلقه الوزير الجسر بمثابة رد مباشر على حملات المعارضة التي صعدت من وتيرة هجومها على السلطة القضائية على خلفية قرار محكمة المطبوعات الذي ابقى على محطة تلفزيون «ام. تي. في» مقفلة.

واغتنم الجسر مناسبة افتتاح السنة القضائية لاعلان الهجوم المضاد على منتقدي القضاء خصوصاً ان الاحتفال اقيم برعاية رئيس الجمهورية اميل لحود وحضور رئيسي مجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء رفيق الحريري واركان الدولة اللبنانية الذين التقوا اول من امس في اكبر حشد لهم داخل قصر العدل في بيروت وكان ذلك بمثابة تأييدهم المطلق للقضاء وللاحكام التي تصدر عنه وتأكيدا على احترام السلطة القضائية واستقلالها.

وابدى الجسر اسفه «لما يتعرض له القضاء من تجن في كثير من المناسبات»، لافتاً الى «ان الشوائب في القضاء هي اقل ما يكون في اي جسم آخر»، ومؤكداً ان «الجسم القضائي يملك من المناعة ومن محاسبة النفس ما يشكل الضمان الكافي لاستقلال القاضي وترفعه».

وسأل الجسر الذين يرمون القضاء عن قصد او غير قصد ماذا يقترحون من بديل؟ وقال «ان التطاول على القضاء يتضمن دعوة غير مباشرة الى الخروج عليه والى اللجوء الى بدائل سلطوية رسمية او غير رسمية تجهض فكرة العدالة وتدخلها في نفق المجهول». واضاف: «ان القضاء يبقى هو الضمان الوحيد للحريات العامة وللحقوق الشخصية... وان نظام التقاضي على درجات الذي يعتمده لبنان يحمل كل الضمانات للمتقاضين ولأصحاب الحقوق وما كان هذا النظام في الاصل الا لان الاحكام تصدر عن بشر قد تخطىء وتصيب».

وختم الجسر مؤكداً «الحرص الكامل على السلطة القضائية واستقلالها تعزيزاً للوعد القاطع في البيان الوزاري».

وكان رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي نصري لحود استهل الاحتفال بكلمة تحدث فيها عن ميزة بيروت كحاضنة لحقوق الانسان واشعاع للحق والعدل في العالم. ودعا الى «تحصين القاضي وتحريره من الاجراءات الادارية ومن رحمة المراسيم وثغرات القوانين» مبشراً «بربيع قضائي مزدهر». وحض القضاة على «التحرر من كل شيء الا الضمير النقي»، قائلاً لهم «ان عرشكم في قلوب الابرياء وسيفكم فوق رقاب الاشرار اللؤماء». ودعا القضاة ايضاً الى «صون الحرية من اجل لبنان ومجده وعروبته».

ودعا نقيب المحامين في طرابلس جورج موارني الى «اعتماد عدالة سريعة غير متسرعة لان العدالة هي حجر الزاوية في بناء دولة القانون». اما نقيب المحامين في بيروت ريمون شديد فأكد في كلمته «ان العدالة هي المؤتمنة على استقرار الوطن وصيانته في الديمقراطية التي وحدها تقف في وجه اي محاولة تضعف اسبابه وتهدد كيانه».