الخارجية السورية تعتبر أن عودة المفتشين لبغداد ستؤكد خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل

TT

قالت مديرة إدارة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية السورية بثينة شعبان، إن سورية تمثل المجموعتين العربية والإسلامية في مجلس الأمن وتعكس في مواقفها داخل المجلس اهتمامات وقلق العرب والمسلمين. وأعربت شعبان في مؤتمر صحافي امس، عن إدراك سورية أن العودة السريعة للمفتشين في إطار التزام العراق بالتعاون غير المشروط معهم سيؤكد للعالم خلوّ العراق من أسلحة الدمار الشامل ويفتح الباب أمام إنهاء معاناة الشعب العراقي ورفع الحصار عنه، مشيرة إلى أن الحديث عن قرارات جديدة تصدر عن مجلس الأمن وإيجاد آليات جديدة لعمل المفتشين سيؤخر عودتهم وقد يفتح الباب للعمل العسكري مع الأخذ بعين الاعتبار أن المنطقة مضطربة أصلاً بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. وقالت بثينة شعبان إن سورية التي تطالب مجلس الأمن بحمل إسرائيل على تنفيذ قراراته التي زادت عن ثمانية وعشرين قراراً، تحرص في الوقت ذاته على وحدة أراضي العراق وسلامتها، وقد سألت سورية مجلس الأمن: ماذا يراد من العراق؟ مؤكدة أنه إذا كان الهدف هو التأكد من خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل، فإن السبيل إلى ذلك هو الإسراع في عودة المفتشين أما إن كان الهدف هو التدخل بشؤون العراق الداخلية وفرض شروط تعجيزية عليه، فإن ذلك سيعرقل عودة المفتشين ويخرج مهمتهم عن الهدف الذي رسمه مجلس الأمن لهم وهذا ما لا تؤيده سورية.

وأشارت شعبان إلى أن ثمة قراراً خاصاً بالعراق يرفض العدوان عليه ويعتبره عدواناً على الدول العربية والإسلامية، وقد عبرت سورية وما تزال داخل مجلس الأمن عن رفضها استخدام القوة ضد العراق، وسعيها الحثيث من أجل إيجاد حل دبلوماسي في إطار الأمم المتحدة يضمن عودةً سريعةً للمفتشين في ضوء ما تمَّ الاتفاق عليه في فيينا.

وأكدت شعبان حرص سورية في مجلس الأمن على لفت نظر الأعضاء إلى ما يتوجب فعله في حال أكمل المفتشون مهمتهم ونفذ العراق قرارات مجلس الأمن معربة، عن استغرابها لما يدور من حديث يركز فقط على احتمال عدم تنفيذ العراق لقرارات مجلس الأمن، ومشيرة إل أن سورية تحاول أن تُري الجانب الآخر من الصورة، وتساءلت: ماذا سيحصل إذا طبق العراق قرارات مجلس الأمن وبرهن أنه لا توجد أسلحة دمار شامل؟ هل سيرفع الحصار عن الشعب العراقي؟ وقتئذ لن يكون هناك مبرر لاستمرار الحصار مما يوجب على المجتمع الدولي رفع الحصار عن العراق بعد التزامه حيال مجلس الأمن.

وأشارت شعبان إلى أن سورية تتشاور مع معظم أعضاء مجلس الأمن لتحقيق هذه الأهداف وتجنيب المنطقة ويلات حرب جديدة، لافتة إلى أن ما جرى في اندونيسيا وضد ناقلة النفط الفرنسية ومسرح موسكو يؤكد ضرورة تركيز الاهتمام الدولي على مكافحة الإرهاب الدولي الذي يشكل خطراً حقيقياً على السلم والأمن الدوليين، وأن ضرب العراق يعتبر انحرافاً عن الهدف الأساسي وهو مكافحة الإرهاب، وقد يؤدي إلى انهيار الائتلاف الدولي في مكافحته. وقالت إن التنسيق مستمر في مجلس الأمن بين سورية وفرنسا وروسيا وجميع الأعضاء في المجلس الذين يمكن التشاور والتعاون معهم من أجل عدم استصدار قرار ضد العراق والعمل من أجل تجنيب العراق أي ضربة عسكرية، لأنه لا يعلم أحد ماذا ستكون تبعات هذه الضربة من الكوارث الإنسانية من اللاجئين والتهجير والقتل، ولا يوجد أحد في المنطقة يحتاج إلى مثل هذا الوضع، فالمنطقة آخر ما تحتاجه هو خلق مثل هذا الوضع.

وعما إذا كانت لهجة البيان السوري الصادر عن محادثات بيرنز في دمشق مؤخراً، تعكس توتراً في العلاقات السورية الاميركية أو ضغوطاً اميركية على سورية، قالت شعبان لا توجد أية ضغوط، ولا يوجد أي توتر في العلاقات السورية ـ الأميركية، لكننا في الوقت ذاته نشعر جميعاً أن على الإدارة الأميركية أن تتمتع بالحكمة، وسورية تعلن مواقفها الحقيقية بصراحة وليس لديها موقفان واحد في السر والآخر في العلن. وحول موقف سورية من مسألة انسحاب ليبيا من الجامعة العربية قالت شعبان إن سورية تحاول من خلال الجامعة العربية وبعض الأشقاء العرب جعل ليبيا تتجاوز هذا الطلب وتبقى داخل الصف العربي.

ورحبت شعبان بدور صيني في عملية السلام، وتعيين مبعوث صيني للسلام، وأشادت بموقف الصين مع الحق العربي وتفهمها للقضية العربية والوضع العربي وقالت إن المبعوث الصيني سوف يكون موضع ترحيب في سورية.